تــــــــــــــــــــــابــــــــــــــــــــــع
وقالت »دينا« وعمرها 17 سنة وهي حامل أيضاً في الشهر السادس: إنها خرجت من بيتها في الاسكندرية واستقرت في الحديقة منذ أكثر من 9 سنوات وعاشرها عشرات الشباب واستقر بها الحال للزواج من صديقها »أحمد« وحملت منه وهو لا يريد الحمل وقام بضربها أكثر من مرة للتخلص من الجنين ولكن شاء القدر أن ينقذ جنينها من الموت واضطرت الي شم المزيد من »الكلة« لنسيان همومها ولا تعرف أين ستذهب عند الولادة.. وهي تريد أن يكون لها ابن وتعيش كأم ولو لحظات وتخشي العودة الي أسرتها خوفاً من قتلها لحملها سفاحاً وجلب العار إلي أسرتها. وانخرطت في البكاء وانشغلت بعدها في شم الكلة وتناول الفول الذي معها في كيس بلاستيك لتعيش حياتها بلا تغذية سليمة أو رعاية صحية من أجل جنينها الذي يفتقر لكل معاني الصحة والتغذية قبل أن يخرج للحياة.
واقتربت مني طفلة تبلغ من العمر 12 عاما ترتعش من البرد القارس وأسنانها تطرق ببعضها لأنها ترتدي بلوزة خفيفة وقالت أنا عايزة بلوفر وحد يحميني من الولاد اللي بيقتلوا البنات في الشارع سألتها: أنت خايفة من التوربيني؟ قالت خلاص تم القبض عليه.. صرخت وقالت لا: دول أولاد غيره قتلوا 3 بنات الشهر اللي فات.. شنقوا شرين 15 سنة وبعدها دنيا في الجنينة وقتلوا بسمة.. وأنا خايفة يقتلوني لما أرفض النوم في أحضانهم..
الأمل
قلت لها: عودي إلي أمك أو أبيك.. قالت: لا أبويا اتجوز واحدة ثانية وأمي اتجوزت راجل تاني والاثنان مش عايزين أعيش معاهم قلت لها تعالي معي وسوف أضعك في مؤسسة قرية الأمل وهي كويسة.. ردت بسرعة احنا بنروح فيها ناكل وننام بالنهار لكن أنا مش عايزة أعيش فيها علي طول.. عايزة الحرية.. ورفضت محاولاتي المستميتة لاعادتها الي أسرتها أو مركز استقبال أطفال الشوارع بقرية الأمل.
أمهات الشوارع
تركت بنات الشوارع الحوامل والمغتصبات وذهبت الي مركز أمهات الشوارع بقرية الأمل بالعاشر من رمضان والذي يوجد في مكان هادئ ولا يحمل عليه اي لافتة حتي تعيش كل أم في هدوء وصحة جيدة لرعاية أطفالهن بدلا من الموت والخطف والقتل في الشوارع استقبلتنا أمل محمد عبدالرحمن مدير دار أمهات الشوارع بقرية الأمل.. وجدت احدي الأمهات تقوم باللعب مع طفلها داخل الحديقة ومعها بعض الأطفال نتاج اغتصاب وزواج ابناء الشوارع.. حملت أحد الأطفال علي كتفي وسألت الأم التي تداعب طفلها عن حكايتا، فقالت »نسمة« 19 سنة: إنها خرجت من بيتها بالفيوم وعمرها 10 سنوات لعدم اهتمامهم بها وسفر أشقائها الي البلاد العربية دون أن يساعدها أحد.. استقرت في ميدان الجيزة وتعرضت أكثر من مرة للخطف والاغتصاب وتشويه وجهها بمطواه عندما رفضت الخضوع لبعض الذئاب البشرية وتزوجت أحد أبناء الشوارع خوفا من تعرضها للضرب يومياً وكان يعاشرها معاشرة الأزواج في الأماكن المهجورة وعندما ظهرت عليها بوادر الحمل تركها واختفي تماماً و.. سألت عنه في الميدان ولم تعثر عليه بعد واضطرت للذهاب الي مركز استقبال الجمعية في امبابة وقررت الاستقرار في الدار مع طفلها وتتعلم صناعة السجاد وترفض الخروج الي الشارع مرة أخري بعدما شاهدت فيه مهازل الضرب والاغتصاب يومياً من الذئاب البشرية.
أما »فاطمة« التي تبلغ من العمر 19 سنة تم اغتصابها عشرات المرات علي أيدي أولاد الشوارع بعد خروجها من بيتها بشبرا وهي في الحادية عشر من عمرها بعد وفاة أمها وزواج والدها بأخري تقول: إنني خرجت الي الشارع وكنت انتقل من المرج ورمسيس وبعض الأحيان أعيش في الحديقة التي توجد أمام قسم الخليفة.. وتم طعني بالسكين في وجهي لرفضي الذهاب مع بعض الشباب الي احدي الشقق وعندما قام 3 بلطجية باختطاف بنت كانت تجلس معنا واغتصبوها داخل شقة أحدهم بالجيزة وحجزوها داخل الشقة أكثر من اسبوعين وعذبوها بالكي بالنار وماتت بين أيديهم وتم القبض عليهم أصبت بعدها بحالة خوف شديد منهم ولذلك فعندما يطلبني أي شاب للاعتداء علي جنسيا أذهب معه خوفا من القتل وتم الاعتداء علي كثيرا واختطافي واغتصابي كثيرا أيضاً وحملت دون أن أعرف من هو والد هذا الطفل وكنت في الشهر الثالث وذهبت الي خالتي التي أصطحبتني الي عيادة دكتورة في منطقة فيكتوريا وتم اجهاضي وعدت بعدها للشارع وأحببت شاباً يدعي »حمادة« وتزوجني »كده« وعاشرني في المقابر وبعدها فوجئت به يقدمني لزملائه واغتصبوني أيضاً.. سألتها لماذا بعد كل هذه الاهانة والاغتصاب لا تعودين الي أسرتك؟..
قالت: رفضت خوفاً من بطشهم والتحقت بدار الأمهات منذ 7 أشهر وتعلمت حرفة الكوافير واعربت عن ر غبتها في أن تعمل كوافيرة لتعتمد علي نفسها بعيدا عن أولاد الشوارع.
اغتصبوني
وتتدخل في الحديث »وردة« 22 عاما وقالت إنها تركت اسرتها منذ أكثر من 15 عاما وعاشت في الشوارع منذ ذلك الوقت وسافرت الي كل الموالد في مصر من الاسكندرية الي أسوان وتعرفت خلالها علي كثير من الشباب وتعرضت للضرب وتشويه وجهها وتزوجت أخيرا أحد الشباب وانجبت منه طفلا جميلا ولكن زوجها لم يعترف بالطفل بالاضافة الي أنه لا يحمل بطاقة شخصية وانها كانت تعيش في الفترة الأخيرة بحديقة السيدة زينب وخافت من اختطاف ابنها أو موته لعدم التغذية والعلاج ودخلت دار الأمهات بقرية الأمل ولكنها فشلت في استخراج شهادة ميلاد للطفل لأنه لا يوجد عقد زواج ولا بطاقة، والقانون يمنع اثبات ميلاد الطفل طالما أن والده غير موجود فلماذا لا يتم استخراج شهادة ميلاد بأي اسم لابني وأن يذكر في خانة الأم اسمي حتي أقوم بتربيته وانقاذه من التشرد.
وقالت »سميرة« 21 سنة التي أنجبت طفلاً صغيراً منذ 8 شهور وفشلت في استخراج شهادة ميلاد له بسبب رفض الأحوال المدنية استخراج الشهادة لعدم اعتراف الأب به ولا يوجد عقد زواج موثق وحول هذه القضية يقول سيد منير نائب رئيس مجلس ادارة جمعية قرية الأمل: إننا نحاول بشتي الطرق اعادة البنات الحوامل الي أسرهن أو الاقامة لدي قسم الأمهات عن طريق فريق من الإخصائيين الاجتماعيين ولكن ما يواجه هؤلاء هو قانون الأحوال المدنية الذي يمنع استخراج شهادة ميلاد لهؤلاء الأطفال، وذلك إنقاذاً لرعايتهم طالما أن هؤلاء البنات من بدأن يعرفن خطأهن وتمت إعادة سلوكياتهن إلي الطريق السليم ولابد من الحفاظ علي هؤلاء الأطفال والبنات والتشرد عن طريق التصريح لهن بشهادة ميلاد لأبنائهن.
ويجب أن تتضافر الجهود من أجل انقاذ بنات الشوارع من الاغتصاب ووضعهن في بيئة تؤهلهن للعودة الي أسرهن وهذا هدف أساسي للجمعية وعندما ترفض الفتاة نقوم بتقديم أغذية لها وعلاج وهذا أقل ما يمكن عمله مع هؤلاء.
__________________
KOTOMOTO
آخر تعديل بواسطة makakola ، 19-12-2006 الساعة 09:36 AM
السبب: تم تكبير الخط
|