|
شهد العام 2006 نشر أضخم خارطة ثلاثية الأبعاد للكون جرى بناؤها على الإطلاق وهي شريحة إسفينية الشبه من الكون تمتد عُشراً من السماء الشمالية ، شاملة 600 ألف مجرة حمراء تنير إنارة فريدة ، وتمتد 5.6 بليون سنة ضوئية في عمق الفضاء ، وهو ما يكافئ 40% من الطريق إلى الوراء في الزمن للانفجار الكبير.
أعضاء الفريق هم أعضاء في مؤسسة سْلُون للمسح الرقمي للسماء وقد سبق لهم أن أنتجوا خرائط أصغر ثلاثية الأبعاد مستخدمين مِقراب (تليسكوب) المؤسسة في نيو ميكسِكو لجمع أطياف المجرات كل على حدة وحساب أبعادها بقياس أطوالها الموجية بجهد جهيد.
إن الباعث الاساسي لإنشاء خرائط ثلاثية الأبعاد واسعة النطاق هو أن نفهم كيف تتوزع المادة في الكون - كما يقول نيخيل ؛ "إن المجرات الأسطع هي كالمنارات ، فحيثما يكون الضوء تكون المادة".
إن التفاوت في توزع المجرات التي تؤلّف بُنى مرئية واسعة النطاق تنحدر مباشرة من التفاوتات في درجة حرارة خلفية الكون الموجية الدقيقة ، عاكسة تذبذبات في الكون الكثيف المبكر والتي قيست بدقة عظيمة عن طريق تجارب بالونية والقمر الاصطناعي WMAP.
وكانت النتيجة هي "مسطرة" طبيعية تشكَّلت بالتفاوتات المنتظمة (تُسمى أحياناً تذبذبات المادة العادية) والتي تتكرر على فترات تبلغ نحو 450 مليون سنة ضوئية.
إن توزع المجرات يكشف عن أشياء عديدة ، غير أن أحد أهمها هو قياس الطاقة المعتمة الغامضة التي تُحسب بنحو ثلاثة أرباع كثافة الكون. (تُحسب المادة المعتمة تقريبياً بعشرين بالمئة أخرى ، في حين أن أقل من 5% هي مادة طبيعية من النوع الذي يشكل المجرات المرئية).
الخارطة الجديدة تري أن البُنى واسعة النطاق موزعة بالفعل بالطريقة التي تتنبأ بها الأفكار الحالية عن الاتساع المتسارع للكون ؛ فتوزع المادة المعتمة المفترض للخرائط والذي رغم أنه مرئي هو متأثر بالجاذبية تماماً مثل المادة العادية ، وينطبق أيضاً على الفهم الحالي.
إن ما جعل الخارطة ثلاثية الأبعاد الجديدة الكبيرة ممكنا هو المِقراب واسع المدى ، والذي يغطي حقل رؤية قدره ثلاث درجات (القمر كاملاً هو حوالي نصف درجة) ، إضافة إلى اختيار نوع معين من "المنارات" المجرية أو العلامات المسافية: المجرات الحمراء المنيرة.
عمل فلكيوا مؤسسة سلون للمسح الرقمي للسماء مع زملائهم في فريق استرالي حقلي للوصول لمتوسط لوني وموجي لعينة من 10 آلاف مجرة حمراء منيرة رابطين لون المجرة بمسافتها ؛ ثم طبقوا تلك المقاييس على 600 ألف من تلك المجرات لرسم خارطتهم.
شهد العام 2006 عثور فريق دولي من الباحثين في القطب الجنوبي على آثار سقوط مذنب عملاق احدث حفرة تفوق بمرتين حجم سويسرا قد يكون سبب الانفجار الكوني الذي ادى الى انقراض بين 70 و90% من الاصناف الحيوانية البرية والبحرية منذ 250 مليون سنة.
وقالت جامعة اوهايو ان هذا الانفجار قد يكون الكارثة التي تسببت بانقراض اكبر عدد من الكائنات الحية في التاريخ او ما يعرف باسم "انقراض العصر الجيولوجي الأخير" الذي لم تكن اسبابه معروفة حتى الآن.
فقد اكتشف العلماء آثار سقوط المذنب الذي احدث حفرة تفوق بمرتين مساحة سويسرا وادى عند تفتته الى تقسيم تدريجي لغوندوانا القارة العملاقة التي كانت تضم معظم الاراضي الحالية للنصف الجنوبي من الكرة الارضية ومنها افريقيا واميركا الجنوبية واستراليا.
ويقول العلماء ان عمق الحفرة المخفية الان تحت جليد القطب الجنوبي يبلغ 61 كلم وقطرها 348 كيلومترا.واوضحت الجامعة في بيان ان "وسائل قياس للجاذبية سمحت باكتشاف وجود الحفرة التي حدثت قبل حوالى 250 مليون سنة على ما يبدو وهي الفترة التي شهدت +انقراض العصر الجيولوجي الاخير+ عندما اختفت تقريبا كل حياة حيوانية على وجه الارض".
واكد العلماء ان "حجم وموقع الحفرة في منطقة ويلكس لاند شرق القطب الجنوبي يوحيان ايضا بان الارتطام تسبب على ما يبدو في تمزيق غوندوانا وادى إلى تصدع في القشرة الارضية دفع باستراليا باتجاه الشمال".
واضافوا ان هذا الانقراض فتح الطريق لهيمنة الديناصورات في العالم الحيواني قبل ان تختفي بدورها منذ 65 مليون سنة نتيجة ارتطام مذنب عملاق ادى الى نشوء حفرة شيكسولوب في شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك.
ويعتقد الباحثون ان قطر هذا المذنب كان 59 كلم. اما قطر المذنب الذي تحطم في القطب الجنوبي كان اكبر بأربع الى خمس مرات وبلغ 348 كلم.
وقبل مئة مليون سنة انفصلت استراليا عن غوندوانا وبدأت الانحراف نحو الشمال مدفوعة بتمدد صدع في شرق المحيط الهندي. واجتاز هذا الصدع حفرة ويلكس لاند التي ساهمت بالتأكيد في تشكيله كما اعتبر رالف فون فريسي
|