عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 27-12-2006
boulos boulos غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,586
boulos is on a distinguished road
عندما يتعارض الطب مع العقيدة في الولايات المتحدة

141 طفلا توفوا في أميركا لمنعهم من العلاج لأسباب دينية

شيكاغو ـ لندن: «الشرق الأوسط»
يمكن لأي ممرضة أن تمر بمواقف سيئة عديدة، ولكن الموقف الذي لا يمكن أن تنساه أبدا الممرضة لوان لينارد بالمر هو عندما كانت تعد صبيا صغيرا لعملية نقل دم حين قالت لها والدته «أتعلمين.. انك تجعلين روحه ملعونة».
كانت والدة الطفل من طائفة شهود يهوه وهي الطائفة التي ترفض عمليات نقل الدم. كان ابنها مصابا بالأنيميا المنجلية وأصبح ضعيفا بشدة.

قالت لينارد بالمر وهي تحكي هذا الموقف بعد حدوثه بسنوات «لقد فاجأني هذا القول.. كنت قلقة ليس فقط لتفكيري فيما يجب علي أن أفعله ولكن أيضا بسبب ما سيحدث لهذا الطفل الذي يعاني من مرض مزمن».

كان هذا الموقف هو البذرة الأساسية لكتاب طبع حديثا وألفته هذه الممرضة المقيمة في كاليفورنيا وهو بعنوان «عندما يقول الآباء لا.. التأثيرات الدينية والثقافية على علاج الأطفال». وفي القضية التي مثلت الفكرة الأساسية التي بنت عليها الممرضة الكتاب لجأ الأطباء الى المحكمة وحصلوا على حكم بالوصاية على الصبي لمدة أربع ساعات حتى يمكنهم القيام بعملية نقل الدم رغما عن والدته.

ونقل الصبي الى منزله بعد عملية نقل الدم والممرضة التي كانت متأثرة للغاية بهذه القضية ليس لديها أدنى فكرة عما حدث له بعد ذلك. أن التحديات التي تتذكرها الممرضة هي دينية وثقافية في الوقت ذاته.

على سبيل المثال كان هناك فتاة مسلمة عمرها 14 عاما تعاني من حروق بالغة على ذراعها بعد أن سكب عليه زيت الطعام وكانت تتعافى بعد جراحة حتى سمع أبواها الجراح وهو يتحدث عن ترقيع الذراع بجلد الخنزير. طالب الأبوان بنزع هذا الترقيع وغادرت الفتاة المستشفى وهي لا تحرك ساعدها تقريبا.

وفي هذا الصدد، قال الأستاذ محمد بن محمد عبد الهادي لافي لإسلام اون لاين: «إن الإسلام اهتم واعتنى بصحة الإنسان لأهميتها في الحياة الدينية والدنيوية. وعد صحة المسلم من أجلِّ النِّعَمِ التي تلي نعمة الإيمان واليقين.

والكثير من التعاليم والتطبيقات الصحية وردت في الإسلام بشكل مفروض أو مسنون، ومنها داخل في صلب أركان العبادات أو مشروط لصحتها ومنها ما ورد بشكل قواعد صحية عامة ونعمة الصحة لا يقدرها حق قدرها إلا من فقدها.

وقال الدكتور فهد بن ضويان السحيمي، عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية في منظومته لنيل درجة الماجستير: «فقد اعتنى الإسلام بالأجساد وبالمحافظة عليها أيما عناية سواء بما يؤدي إلى الوقاية من الأمراض قبل وقوعها أو بما يعالجها بعد وقوعها، فمن تأمل بعض الأحكام في الإسلام وجد لها حكمة بالغة في حفظ الأجساد والأرواح.

ونصحت طفلة أخرى تعاني من ورم في الرقبة ينمو حجمه سريعا بعلاجها كيميائيا ولكن أفراد أسرتها قالوا انهم في حاجة الى ما بين ثلاثة وخمسة أيام للصلاة مع طائفتهم المسيحية قبل العلاج. وبعد أن هدد مسؤولون برفع دعوى وصاية على الطفلة أعيدت للعلاج بعد يوم واحد فقط. وقالت لينارد بالمر «ولكن الأسرة كانت مستعدة للمخاطرة... ربما لا يكون ذلك لدرجة الموت.. ولكنهم خاطروا بالحاجة الى العلاج الفوري من أجل تلبية واجباتهم الروحية».

ومضت تقول «قبل وقت ليس ببعيد كان لدينا أم من أصل لاتيني قالت عبر مترجمين انه في ثقافتها فان الرجال هم الذين يتخذون القرارات. ابنها مصاب بالسكري ويرعاه أحد أعمامه الذي يقدم له كميات كبيرة من السكر بعد المدرسة».

وأضافت «الآن هو مريض للغاية. ولكنها قالت انه لا يمكنها أن تعارض الرجال الموجودين في منزلها. اذا كانوا سيقدمون له مشروب الصودا والبسكويت فإنهم سيفعلون ذلك».

وتعتقد لينار بالمر وهي ممرضة في مجال طب الاطفال بمركز كاليفورنيا باسيفيك الطبي في سان فرانسيسكو وهي استاذة التمريض بجامعة دومينيكان في كاليفورنيا أنه يجري تخصيص وقت أطول وإنفاق أموال أكثر والقيام بتدريب اكبر هذه الايام لمساعدة العاملين في المجال الطبي في التعامل مع المسائل الدينية والثقافية عندما يتعلق الأمر برعاية الأطفال.

وفي مقدمة الجهات التي تبذل هذه الجهود والتي عادة ما يتوفر لها موارد أكبر المستشفيات الكبرى في المدن. وقالت ان المستشفى الذي تعمل به يعقد مؤتمرا يستغرق ساعة كل اسبوعين لبحث مثل تلك المشكلات، وعندما يقع حادث فان الأطباء النفسيين والقساوسة والعاملين في المجال الطبي يتدخلون.

وفي حين أن طائفة شهود يهوه عادة ما يرد ذكرها في هذا الصدد فان لينارد بالمر تقول إنها وجدت مشاكل متزايدة متعلقة بالمسيحيين المتشددين.

وأردفت «أرى أشخاصا مرارا وتكرارا يقولون انهم لن يوافقوا حتى يتحدثون مع رجل دين أو القيام بتجمع ديني»، مما يسبب تعطل العلاج ولكن لا يتم الرفض بالضرورة.

وذكرت أن الحصول على الوصاية المؤقتة من خلال المحاكم أصبح سابقة معروفة ولكنها لا تحدث بشكل متكرر. ولهذا الاجراء نتائج مختلفة اذ ان بعض الاباء يشعرون بالراحة لأن المسألة خرجت من أيديهم في حين أن البعض الآخر يشعر بغضب عارم.

ولا توجد وثائق تدل على حجم المشكلة في الولايات المتحدة. ووجدت دراسة عادة ما يرجع اليها الأخصائيون للتحدث عن هذه القضية ونشرت في دورية «طب الأطفال» عام 1998 أن 141 طفلا توفوا في الولايات المتحدة على مدى 20 عاما لمنعهم من الحصول على العلاج الطبي لأسباب دينية، ولكن فرص حياتهم كانت ستزيد 90 في المائة لو كانوا قد عولجوا.

وقدرت الدراسة أن هناك الكثير من الوفيات التي لا يمكن توثيقها.

وقالت ريتا سوان، وهي واحدة من معدي هذه الدراسة، لـ«رويترز» انها تعتقد أن المشكلة اليوم ليست بالسوء الذي كانت عليه في الولايات المتحدة قبل 20 عاما. ولكنها قالت ان قياس حجم المشكلة ما زال صعبا للغاية بما أن بعض الجماعات الدينية ليست صريحة ولأن الوفاة بسبب تأخير العلاج لا تسجل دائما باعتبار أن هذا هو السبب

http://www.asharqalawsat.com/details...article=398875
الرد مع إقتباس