قال لهم: ساعدوني من أجل إصلاح الكنيسة تفاصيل جلسة سرية بين الأنبا موسي ومعارضي البابا في شقة أرض الجولف
محـمـد الــبـاز
لا أحد يعرف علي وجه التحديد ماذا يريد الأنبا موسي أسقف الشباب، والرجل الذي يحظي بشعبية طاغية داخل الكنيسة يستمدها من وجهه المعتدل الذي يصدره للجميع مسلمين وأقباط.. منذ أيام قليلة كان موقفه صلبا وعنيدا ضد كل معارضي الكنيسة والذين يرفعون صوتهم ضدها بأفكارهم الإصلاحية.. كان الأنبا موسي يمتلك رؤية واضحة ومحددة تقوم علي أن لفظ المعارضة لفظ غير كنسي، فالكنيسة يرشدها روح الله ويجب أن يكون لها رأي واحد وقلب واحد وفكر واحد يأتي من خلال حياة الشركة. فالكنيسة هي جسد المسيح فهل من المعقول أن ينقسم الجسد وأن تثور بعض أعضائه علي باقي الأعضاء.
رفض الأنبا موسي كذلك ما قام به كمال زاخر في مؤتمر الإصلاح الكنسي.. وقال إن دعوة منظمي اللقاء أنفسهم بالعلمانيين هي تسمية خاطئة فالعلماني هو الإنسان المرتبط بالعالم وبشهواته، أما نحن فنفضل استخدام كلمة المؤمنين الذين بلا رتبة كنسية وتسمية اللقاء بإشكاليات كنسية يعطي انطباع جو المشاكل والسلبيات بدلا من النمو في اتجاه الايجابيات.. كذلك استخدموا تعبير الإصلاح الكنسي وإصلاح يعني أن هناك فسادا يتصوره أصحاب هذا التعبير.. إن اعترافنا بالضعف البشري لا يعني قبولنا تعبير الفساد والإصلاح.
كانت هذه الآراء التي أطلقها الأنبا موسي مفاجأة بالنسبة لكمال زاخر الذي لم يتعود منه هذا الهجوم فكتب علي الفور مقالا ساخنا انتقد فيه تصريحات الأنبا موسي ولقبه بأسقف الصدمة.. كان كمال يعتقد أن موسي أكثر ليبرالية وانفتاحا من الآخرين.. لكنه وجده أشد قسوة وعنفا وارهابا فكريا منهم، ويبدو أن الأنبا موسي لم يتحمل هذا الهجوم فأرسل إلي كمال زاخر رسالة عبر الموبايل عاتبه فيها قائلا: إن الحوار خرج بما كتبته عن نطاق المحبة فرد عليه زاخر برسالة علي محموله قال له فيها إنه مستعد لأن يقابله ويجلس معه في أي مكان يريده.. ولم يترك زاخر الفرصة دون أن يقتنصها فعندما كلمه الأنبا موسي ليحدد معه مكان وزمان اللقاء قال كمال هل تريد أن تقابلني ليلا وسرا.
كان كمال يعني أن الأنبا موسي لا يستطيع أن يقابله جهرا حتي لا تنقل عيون البابا شنودة خبر اللقاء.. فكيف يلتقي أسقف الشباب بمن يعارضون البابا ويقدحون في حقه.. لكن الأنبا موسي لم يلتفت كثيرا وحدد لزاخر موعدا في شقته بأرض الجولف وهي الشقة التي يستخدمها الأنبا موسي في عقد لقاءاته الخاصة بعيدا عن أعين الكنيسة ومن فيها.. في المرة الأولي أعطاه كمال أوراق المؤتمر فقال له الأنبا موسي إنها وصلته وأنه قرأها بعناية شديدة.
كان الموضوع الأساسي الذي دار في هذه الجلسة عن راهب دير الأنبا مقار الراهب باسيلوس الذي شارك في المؤتمر بورقة ضد البابا شنودة ووصفه فيها بأنه قاس يعزل ويستبعد من مناصب الكنيسة من يراهم معارضين أو متفقين مع المعارضين وأن قداسته أساء إلي سمعة الكنيسة القبطية والدولة المصرية معا، في المؤتمر قدمت الورقة بدون أسماء حرصا من القائمين عليه ألا يتم البطش بالراهب.. لكن الأنبا موسي قال لكمال إنهم عرفوه ووصلوا إلي اسمه وأنهم كذلك استدعوه ليناقشوه فيما قاله ولماذا يهاجم البابا شنودة بكل هذا العنف.
طلب الأنبا موسي أن يقابل مجموعة من الذين نظموا المؤتمر وشاركوا فيه، اتصل كمال زاخر ببعضهم، اعتذرت الكاتبة الصحفية كريمة كمال عن الحضور.. لكن ذهب كل من كمال غبريال وجرجس كامل ويوسف رامز وهاني لبيب واسحاق حنا.. ومعهم بالطبع كمال زاخر.. كان اللقاء في نفس شقة أرض الجولف.. وهذه المرة كان الحوار ساخنا للدرجة التي يمكن أن نعتبره فيها حوار مصارحة ومكاشفة.
|