
29-01-2007
|
Registered User
|
|
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 1,647
|
|
القرصنة الإيرانية
قال السيد عمرو موسي، الأمين العام للجامعة العربية، لوكالة الأنباء الفرنسية 'إنه سبق أن أعلن أن الحرب ضد العراق ستخلق جحيما في هذا البلد. وهذا ما تحقق. واليوم أقول إن أي تحرك عسكري جديد ضد إيران سيخلق جحيما حقيقيا في المنطقة كلها'.
وكان محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد سبقه يوم الجمعة معترضا علي شن ضربات ضد المواقع النووية الإيرانية، وتنبأ بأن هذه الضربات ستكون 'كارثة'. كما نصح بضرورة التمسك باستمرار حل الأزمة الحالية من خلال المباحثات الدبلوماسية بين الأطراف المعنية.
وما قاله عمرو موسي، ومحمد البرادعي..لا يختلف عليه كل من يرفض الحروب التي لا تقدم حلولا للأزمات، وتكون نتائجها عادة الدمار، والخراب، وسقوط عشرات الآلاف قتلي، ومئات الآلاف جرحي: دون تفرقة بين العسكريين والمدنيين.
والأزمة الحالية بين إيران والمجتمع الدولي يتحمل الرئيس الإيراني المسئولية الأكبر عن استمرارها والتصعيد فيها، عبر تصريحاته العنترية، وتهديداته المستفزة، ورفضه الالتزام بالاتفاقية الدولية لحظر انتشار الأسلحة النووية، والتي سبق لإيران التوقيع عليها. وهذا الرفض أعطي للولايات المتحدة الفرصة لحشد أصوات أوروبية ضد نوايا الرئيس أحمدي نجاد من وراء إصراره علي تخصيب اليورانيوم، من جهة، وتدخله من جهة أخري في أدق الشئون الداخلية اللبنانية، وغيرها من دول المنطقة. حقيقة أن حلفاء الولايات المتحدة من الأوروبيين لايزالون يرفضون استخدام القوة العسكرية ضد إيران، ويفضلون حتي الآن مائدة المفاوضات، لكن حقيقة أيضا أن تصريحات، وتهديدات، وتحديات، الرئيس الإيراني لم ولن تساعد الحلفاء العقلاء علي التمسك بعقلانيتهم، وقد نجدهم يوما يشاركون أمريكا في توجيه ضربات عسكرية ضد إيران مما يهدد باشتعال الجحيم الذي يحذر عمرو موسي من أهواله علي المنطقة بكاملها.
وليس صحيحا كما تردد الأبواق الإيرانية أن الأزمة الحالية تجسأل عنها الإدارة الأمريكية المعادية للجمهورية الإسلامية الإيرانية. فليست أمريكا وحدها التي تعارض مواقف وتصريحات وأفعال الرئيس الإيراني أحمدي نجاد. وهاهو رئيس الحكومة اللبنانية يقول بالأمس.. في حديثه إلي مجلة 'فوكوس' الألمانية 'إن القوي الداخلية والخارجية أخذت البرلمان اللبناني بالكامل كرهينة، وما نراه الآن هو فعليا قلب نظام الحكم في لبنان'. وأضاف السنيورة قائلا: 'إن هذه القوي تتمثل في إيران وسوريا اللتين تمدان حزب الله بالسلاح والمال وتهتمان بأن تضر الإحتجاجات العنيفة للمعارضة بالديمقراطية في لبنان'.
وأكثر ما أثارني وإن لم يفاجئني كان الخبر الخطير جدا الذي نشرته الزميلة العريقة 'الأهرام' أمس 'الأحد' في صدر صفحتها الأولي، ويقول: ( كشفت مصادر دبلوماسية ل 'الأهرام' عن أن المخابرات الإيرانية تقف وراء مقتل إيهاب الشريف سفير مصر السابق لدي العراق بهدف 'قطع الرجل' المصرية عن العراق. وكان إيهاب الشريف قد عين سفيرا لمصر في بغداد في يونيو 2005، وفي الثالث من يوليو من العام نفسه تم اختطافه وأعلن خاطفوه عن قتله ، ولم يتم العثور علي جثته حتي الآن).
الخبر الجلل نشر في صحيفة مصرية ملتزمة بالدقة في أخبارها، والثقة في مصداقية مصادرها. ونسب 'الأهرام' خبر تورط المخابرات الإيرانية في مقتل سفيرنا الراحل إيهاب الشريف إلي 'مصادر دبلوماسية'، كنت أتمني أن تفصح عن هويتها، وإن كانت التقاليد الصحفية تسمح بالتكتم عليها.. إذا ما فضٌل المصدر الموثوق من مصداقيته: لدي الصحفي والصحيفة عدم ذكر اسمه.
وأتصوٌر أن من حق الرأي العام المصري، والعربي، والعالمي، أن يصدر بيان رسمي عن الحكومة المصرية تعليقا علي هذا الخبر الخطير، وإيضاح الإجراءات التي اتخذتها وستتخذها الحكومة ردا علي هذه 'القرصنة الإيرانية'.
http://www.elakhbar.org.uk/issues/17090/0204.html
|