عرض مشاركة مفردة
  #136  
قديم 02-02-2007
honeyweill honeyweill غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: EGYPT
المشاركات: 7,419
honeyweill is on a distinguished road
رئيس طائفه الشيعه في السعوديه ....يطلب وزير شيعي



دبي - نبيل عمار

في مقابلة صحفية مطولة أجرتها معه "العربية.نت".. طالب رجل الدين الشيعي السعودي الشيخ "حسن الصفار" القيادة السعودية بتعيين وزراء من الشيعة في الحكومة، مؤكدا أن تحسنا كبيرا طرأ على أحوال الطائفة، ونفى أن يكون للشيعة السعوديين ارتباطا سياسيا بإيران، ودعا إلى تجاوز التراكمات التاريخية للوصول إلى صيغة تقارب بين المذهبين السني والشيعي.

والشيخ "الصفار" الذي عاش فترة كمعارض سياسي في الخارج يعد القيادي الأبرز بين صفوف الشيعة في السعودية، وقد اختار في لحظة استراتيجية فتح باب الحوار مع الحكومة السعودية والتخلي عن المعارضة الخارجية التي كثيرا ما توصم بالارتباط بالقوى الأجنبية، فكانت عودته إلى البلاد قبل سنوات إحدى ثمرات سياسة "الحوار" التي أطلقتها الحكومة السعودية مع طوائف الشعب المختلفة، وسجلت هذه العودة إطلاقا لعدد من الإجراءات التي استهدفت تحسين أوضاع الطائفة الشيعية في السعودية، وهو الأمر الذي اخترت أن أبدأ منه هذا الحوار معه.

كنت مشغول البال تماما بشخصية رجل الدين الشيعي الشيخ حسن الصفار لدرجة أننا بلغنا مدينة القطيف من دون أن أتجاذب أطراف الحديث مع صديقي الذي رافقني إليه. تبعد القطيف حوالي 40 كيلومترا عن الدمام، وهي مدينة بحرية في غاية النظافة والهدوء. البيوت هنا لا تزيد في الغالب عن طوابق ثلاثة، وتعيش المدينة أجواء حميمية بفضل تعارف جميع سكانها ووشائجهم الأسرية القوية. يسري عبق التاريخ في جنبات المدينة الوادعة، حيث كانت حاضرة لحضارة قديمة تدعى "دلمون".

ويقع منزل الشيخ حسن الصفار المتواضع مواجها لإشراقة الشمس بوسط القطيف ويتكون من دورين، مكتبه ملحق بالدور السفلي بمدخل خاص عن مدخل العائلة. لون الحوائط قريب من اللون الطيني، وبمجرد دخولك إلى البيت عبر البوابة الزجاجية يضفي الاستقبال الدافئ الذي يحفك به مساعدو الشيخ الصفار ومنسوبو مكتبه الخاص طقسا خاصا ينقلك إلى أجواء حوار من نوع مغاير. انتظرنا في قاعة فسيحة وبعد دقائق أتي الشيخ الصفار وعلى وجهه ابتسامة لم تخف طلعته الوقورة بلباسه المميز المكون من العمامة والجبة.





أوضاع الشيعة في السعودية
في مبتدأ حواري مع الصفار سألته عن أوضاع الشيعة في السعودية، فأجاب: "هناك تغيرات واضحة طرأت على أوضاع الشيعة في السعودية منذ 1994، فالحوار الذي جرى بيننا وبين الحكومة قاد لإنهاء عملنا السياسي والإعلامي المعارض للحكومة في الخارج وعدنا للمملكة لينفتح الباب أمام حوارات مباشرة مع المسؤولين من أجل معالجة المشاكل، وإلى غاية الآن لم تعالج كل الأمور ولكن لا زال التواصل قائماً".

ويعتبر الصفار أن المشكلة التي ما زالت قائمة هي أنه على الرغم من أن المواطنين في المملكة كلهم مسلمون متساوون في الحقوق والواجبات بحسب النظام الأساسي للحكم وما يصرح به المسؤولون في البلاد، إلا أن هناك بعض ممارسات التمييز الطائفي ضد الشيعة التي ما زالت تمارس من قبل بعض الجهات أو الأشخاص وهي تسبب شعوراً لدى المواطنين الشيعة بأنهم لا يحظون بنفس الفرص والامتيازات التي يتمتع بها غيرهم من المواطنين.

- في هذا السياق سألته هل طالبتم فعلا ولي العهد السعودي بتعيين وزير شيعي؟

- نعم.. فالمفروض أن يتم تعيين الوزراء بناءً على كفاءاتهم ولا أعتقد أن المواطنين الشيعة يقلون عن غيرهم في الكفاءات والقدرات. لذلك نتطلع إلى أن يشارك المواطنون الشيعة –حسب نسبتهم- في خدمة وطنهم على كافة المستويات والأصعدة وقد أشارت وثيقة "شركاء في الوطن" التي قدمها الشيعة إلى ولي العهد لهذه المسألة.

ولكن الشيخ الصفار عبر عن رفضه لأية فكرة تهدف لإجراء إحصاء رسمي للشيعة في السعودية مبررا ذلك بقوله "إننا لا نرغب في تصنيف المواطنين طائفياً فكلنا مواطنون مسلمون ولا ينبغي أن يكون التنوع المذهبي سبباً للفرز".

ويرى الشيخ الصفار أن التغييرات التي طرأت حتى الآن على أوضاع الشيعة في السعودية ليست مملاة من الخارج، مؤكدا أن "القرارات التي ترتبط بالشأن الداخلي في المملكة تتخذها القيادة السياسية بناءاً على معادلة الوضع الداخلي، لكن في الجانب الآخر تؤثر الأوضاع السياسية الدولية والإقليمية على الشأن الداخلي في كل المجتمعات، فحينما تكون هناك حرب ملتهبة في المنطقة كالحرب العراقية الإيرانية، فإنها تترك آثارا على أوضاع المنطقة كلها، وحينما يتم غزو دولة من دول المنطقة لإلغائها من الخارطة وإنهاء وجودها السياسي كالاحتلال العراقي للكويت وما جرى من نتائجه وآثاره، لا شك أن لذلك آثاراً وانعكاسات. وهكذا الأمر بالنسبة للتطورات الأخيرة في العراق وعلى المستوى العالمي.. هذه الأوضاع السياسية تترك آثارها وبصماتها أما القرار السيادي فهو داخلي محض".