عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 06-02-2007
boulos boulos غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,586
boulos is on a distinguished road
وهكذا دعم رجل الدين المحترف مركزه المرموق والسلطوي العظيم بالدين، وشكل أبشع شكل انتهازي في التاريخ لدين المسلمين، لكنه في نقس الوقت تمكن من أن يجلس أمام المسلمين في مقعد نبي المسلمين الخالي بوفاته، ليعظ ويفتي ويحكم وينفذ أحكامه، حتى بات مترسبا في أذهان المسلمين بشكل لا واع أن هؤلاء المحترفين هم القادرون وحدهم على التواصل مع دين تباعد عن مفاعيل الزمان المتطور، وأصبح طلاسم غامضة، وللغوص فيه مختصون مدربون مهرة لهم باع تخصصي، من نوع يضفي عليهم القداسة، وليس مطلوبا من المسلم العادي مثل هذا الغوص الخطر، وأصبح وجود رجل الدين في الإسلام ضرورة، وهو الدين الوحيد الذي لم ينص لا معنى ولا مبني على شيء اسمه رجل الدين . وما تباعد الدين عن فهم الناس إلا لأنه مغلق على معنى واحد، ولأن هذا الفهم قد تمت سياجته بشروط تعجيزية وإضافات وحشو من قواعد فقهيه وحديث وتفاسير وتفاسير للتفاسير، جعلت من دين المسلمين أكبر دين في العالم من حيث مساحته الثقافية وجداول شروط التعامل معه، حتى بات الأصعب في التعامل معه بين الأديان رغم أنه في بكارته كان هو الأبسط بين كل الأديان .
منذ برز الغزالي (أبو حامد / حجة الإسلام) وألجم العوام عن علم الكلام (حسب عنوان كتابه الأشهر : إلجام العوام عن علم الكلام) تمت فلسفة استبعاد المسلمين عن التحدث في شئون الدين، وتم قصر الإفتاء على المؤهلين له، ليفتوا للملجمين في الأرض في كل حركة أو إشارة أو سكنة، وجعل المحترفون أنفسهم هم أهل الذكر المقصودين بالأيات "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" رغم أن المقصود بها في بكارة الوحي هو سؤال أهل الكتاب للتيقن من صدق الوحي الإسلامي . مع ختم الفم بالشمع الأحمر التاريخي بتحبيذ اتباع أوامر الأيات القائلة : "يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم" "101 / المائدة" .
أسس الأكليروس الحصين حلف السلطان لتحبيذ عدم السؤال وعدم المعرفة وتأكيد مستمر على قصور عقولنا، لأن الله خلق لها سبل معرفة محدودة محددة هي أن نسأل أهل الذكر ونأخذ بإجاباتهم، كما كان واجبهم قبلنا أن يسألوا سابقيهم ليأخذوا إجاباتهم، وهكذا كان النقل، فالنقل حتى نصل إلى القرن السابع عند الحلف السلطاني الأول .
لقد تم من البدء التأكيد على حرمة السؤال خارج المسموح به من لطافات الفتاوي اللذائذية الغرائبية وأغلبها الغرائزية، وعدا المسموح لا أحد يسأل نفسه ليبحث بنفسه عن جواب، لأن هذا البحث سيؤدي لاستخدام العقل الذي هو ميزة الإنسان عن الوحوش والبهائم، واستخدام العقل سيجر إلى التفكير المنطقي، والتفكير المنطقي سيسقط الخرافة ويتحداها،وهي إحدى أهم أدوات الرأي السلطاني، لذلك كان القرار هو تحريم السؤال .
الرد مع إقتباس