عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 06-02-2007
boulos boulos غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,586
boulos is on a distinguished road
لقد تم من البدء تكفير أي ابتداع جديد، بل أصبح الابتداع الذي تسعى إليه البشرية في كل مكان، وصمة عار تلحق بالعبد الصالح إن حاوله، لأن كل بدعة ضلالة، بتجريم صارم واضح مباشر لكل إبداع، ورغم أن المقصود بهذا الحديث إن كان صحيحا هو الابتداع في شئون التعبد وحدها، فإن سادتنا وسعوا المعنى بقدر اتساع ذممهم . ليضربوا لنا الأمثلة من تاريخ الدعوة وكيف ضرب النبي في صدر البدوي الشاك فزال شكه، وكيف خضع الغزالي لشروط الإيمان بعد الشك فقذف الله في صدره بنور الإيمان : كتابه (المنقذ من الضلال) . بل إن النبي نفسه عندما كانت توجه له الأسئلة طلبا للمعرفة، فإنه ما كان يجيب من نفسه إنما ينتظر إجابة السماء، في أسئلة حول بسائط المعلومات كالأهلة واليتامى والأنفال وذي القرنين .. إلخ، ومن ثم تم وضع المسلم في مأزق الحصول على المعرفة وهو ليس بنبي، ليقيم المحترفون من سدنة الدين أنفسهم مكان نبي المسلمين، وسطاء بين البشر والسماء يجيبون لهم بأسئلة هي الصواب المطلق الذي لا يأتيه الباطل . رغم علم سادتنا هؤلاء أن ذلك يعني نقصا رئيسيا في الإسلام، وأنهم جاءوا ليكملوا هذا النقص كلما اتسع، وهو ما يعني أيضا أن النبي قد قصر في إبلاغ كامل دعوته لأمته ليعطي المجال للسدنة من بعده ليقوموا بوظيفة الإكمال المستمرة عبر التاريخ، دون أن يتحقق هذا الاكتمال يوما، بدليل ما يضيفونه كل يوم، رغم تأكيدهم للآيات "وما فرطنا في الكتاب من شيء" لكنها هي الآيات نفسها التي يستخدمونها لدعم سيادتهم، لأن الآية تؤكد المصدر السماوي للمعرفة الذي لا يطاله المسلم العادي إلا عبر المتخصص الدعوي ..
ولمزيد من تأكيد أن المعرفة ليست خارج الإسلام أبدا يتم تأكيد تفسيرهم للآيات "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" "3 / المائدة" وأن هذه النعمة التامة تتضمن كل جواب على أي سؤال . أي أن أكتمال الرسالة يعني اكتمال معارف البشرية بتمامها وليس بإمكاننا أي إضافة جديدة أو بذل أي جهد جديد خارج هذه المعرفة المكتملة .
وكي يتمكن حلف الكاهن والسلطان من الحصول على أعظم نصيب ممكن من النعم، جعلوا المسلم في رؤيته المستقبلية لا يرى مستقبل حياته في أرضه وكيف ليكون أفضل، بل يقفزون به إلى مستقبل أبعد هو الحياة الأخرى لأن الحياة الدنيا هي متاع الغرور وهي إلى الفناء، بينما الباقيات الصالحات خير عند ربك وأبقى .
ومن ثم تم صرف الناس عن متاع الدنيا الذي هو جزء من التفاعل معها، وتطويرها لمزيد من الرفاه والسعادة، إلى متاع الآخرة حيث يسكرون وينزون على الحور العين ويعيشون لذة الخلد الكسول أبدا الدهر، تاركين الآثام للحلف السيادي يستمتع في قصوره بالشراب والجواري الحسان، بينما كان أهل الدين يجلدون الناس في الشارع على شرب الخمر ويرجمون الزناة، ليس فقط لجرهم إلى الجنة بالسلاسل، ولكن لصرف العامة عن نعم وبلهنية، تكفي بالكاد حلفاء السلطان في عيشتهم الراضية التي تطلب دوما المزيد ؟
وبسبيل تأكيد وتركيز الثروة كان يتم نزح ثروات المواطن والبلاد الإسلامية الخاضعة والإفراط في الجباية، وهو مبدأ لازال يسري حتى اليوم منعا لحدوث مساحات تقارب أو مساواة، لأن المساواة هي العدو الأكبر لحلف السلطان الديكتاتوري، لأنها تؤدي إلى تسامح المتساوين مع بعضهم البعض، ومن ثم ينبذ المجتمع التعصب، لهذا يصر تاريخنا السلطاني على عدم السماح بتسرب السماحة إلى المجتمع، بوضع نظرية المؤامرة الكونية الكبرى التاريخية ضد الإسلام، منذ ابن سبأ الذي أشعل الفتنة الكبرى وحتى اليوم . وهي المؤامرة التي لابد أن تفرض على العامة الانصياع للحلف السلطوي، لأنه حامي حمى الدين والديار من العدوان الخارجي ومن المؤامرة، ليصبح صحيح الإخلاص للأمة والدين هو إخراس أي صوت يعلو فوق صوت معركة دائمة، يخوضها المسلمون دفاعا عن أنفسهم ضد المؤامرة العالمية التاريخية الصهيونية الصليبية الإستشراقية العلمانية الشيطانية، وعلى كل الأغنام أن تقف وراء **** الحراسة التاريخية مطيعة منقادة .
الرد مع إقتباس