
09-02-2007
|
Registered User
|
|
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 209
|
|
دائرة جهنم الحمراء!
دائرة جهنم الحمراء!
بقلم محمد سلماوى ٩/٢/٢٠٠٧
شاهدت منذ أيام تلك القناة التليفزيونية الجديدة ذات الدائرة الحمراء والمسماة O.TV فوجدت العجب العجاب: برنامج اسمه «شغال» أي والله «شغال» تصوروا؟! فماذا يقدم هذا البرنامج؟ الحلقة التي شاهدتها كانت تقدم سيدتين افتتحتا مركزا صغيرا في مصر الجديدة لتنمية مواهب الشباب من الرسم إلي صناعة الشموع بأشكال فنية إلي الديكور وتنسيق الزهور، فهل يصح أن نشغل شبابنا بمثل هذه الأشياء التي هي في الأغلب من صنع الشيطان؟
أليس من الأجدي أن نتركهم يذهبون إلي المساجد لسماع توجيهات شيوخنا الأفاضل؟
ومن الذي كان يقدم هذا البرنامج؟ فتاة لهلوبة وجميلة وذكية وشاب رياضي سمح الوجه، وكانا يتحدثان اللغة التي يتحدثها الشباب اليوم بتلقائية وبلا تكلف، بينما عودنا تليفزيوننا الحكومي أن تكون للتليفزيون لغة خاصة مفتعلة لا يصدقها أحد، وماذا يرتدون؟ ملابس بسيطة كالتي يرتديها الشباب في النادي،
بينما تعودنا أن تظهر مذيعاتنا وكأنهن ذاهبات إلي حفل ساهر ذوقه بلدي ومبالغ فيه، ومذيعونا كأنهم خرجوا لتوهم من عزاء رسمي بجامع عمر مكرم.
ثم وجدت نفس هذه القناة الملعونة تقدم فيلما تسجيليا عن شارع بين الأديان الذي يضم الجوامع والكنائس جنبا إلي جنب، هكذا وبكل جرأة، ألا تعرف هذه القناة أننا خلاص بنينا جدارا كجدار إسرائيل بين كل مسجد وكنيسة؟ إن وراء مثل هذا الفيلم رسالة خبيثة تقف إلي جانب التعايش بين الأديان،
وهي تريد بإيقاعها السريع أن تنفذ إلي عقول الشباب بمثل هذه الأفكار المنحرفة والمرفوضة، وهي تستخدم في ذلك كل ما لم نتعوده في أفلامنا التسجيلية المملة التي يعرضها التليفزيون في الوقت الضائع ما بين البرامج الأكثر مللا، فإذا جاء موعد البرنامج التالي يقطع الفيلم في منتصفه أو قبل نهايته.
ومنذ أيام قليلة نادتني زوجتي قائلة: تعال بسرعة انظر، ونظرت فوجدت الممثلة الفاتنة أنجلينا جولي فشكرت زوجتي وجلست أمام التليفزيون، لكني اكتشفت أنها لم تناد علي كي أتفرج علي أنجلينا جولي، وإنما لتقول لي: ألم تكن تشكو من أن كل الأفلام الأجنبية التي تعرضها قنوات التليفزيون تعتمد علي القتل والضرب والعنف وسفك الدماء؟ إن هذا الفيلم يبدو مختلفا، وشاهدت الفيلم لأجده يقدم قصة إنسانية جميلة تحكي عن فتاة تحاول تحقيق ذاتها، وقد خلا تماما من الخبط والرقع والطيخ والطاخ وغابت عنه المشاهد الدموية الحمراء،
كل ما كان أحمر هو تلك الدائرة التي ظهرت في ركن الشاشة لنفس تلك القناة الملعونة، فما هذا الذي يحدث، وعلي أي أساس تقوم هذه القناة باختيار الأفلام الأجنبية التي تعرضها؟ لقد عودتنا قنوات تليفزيوننا صاحب الريادة الإعلامية أن نقبل ما يقدم لنا من أفلام ومسلسلات كما هو، فلماذا اختيار هذا النوع النادر والجديد من الأفلام؟
ثم كانت الطامة الكبري حين ظللت أعود إلي هذه القناة انتظارا لأي برنامج من برامجنا المحببة التي تقدم لنا شيوخ الزوايا المقامة في الچراچات، لكني لم أجد أيا منهم، ولا حتي وجدت أيا من القساوسة الذين لا يظهرون في التليفزيون علي أي حال، فأسفت علي الشباب الذين لاشك سينجذبون إلي هذه القناة الشابة ذات الدائرة الحمراء، لكن ستغيب عنهم بعض المعلومات الأساسية في الحياة والتي كان يمدهم بها شيوخ التنوير في قنواتنا المحلية، مثل كيفية دخول دورة المياه، وهل يكون بالقدم اليمني أم اليسري؟
إنني أدعو إلي إغلاق هذه القناة ذات الدائرة الحمراء علي وجه السرعة قبل أن تستحوذ علي اهتمام الشباب، والاكتفاء بقنواتنا المحلية التي تعودنا عليها، فهذه القناة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.. النار الحمراء مثل تلك الدائرة الجهنمية التي تظهر علي شاشة هذه القناة المعلونة.
|