الوز الشيعي في امريكا
بوسطن-وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك
تشهد جامعات أمريكية كبرى تحركات ما زالت في طور البزوغ من قبل طلاب شيعة لتأسيس اتحادات خاصة بهم بدعوى أنهم يواجهون التمييز في ظل اتحادات الطلبة المسلمين التي يسيطر أهل السنة على أغلبها، غير أن الفكرة وجدت بعض المعارضة حتى بين الشيعة أنفسهم.
وقالت ماسوما حيدرة، الطالبة في السنة الأخيرة بجامعة "بنجهامتون" والنائبة السابقة لرئيس الجمعية الإسلامية في اتحاد الطلاب المسلمين، إن بعض اتحادات الطلاب المسلمين تسببت في توترات في الجامعات بإلغاء الاحتفالات بمناسبة يوم عاشوراء، الذي يحيي فيه الشيعة ذكرى استشهاد الحسين.
وأشارت حيدرة إلى أن التوتر زاد عندما رفض بعض الطلبة السنة السماح للشيعة بإمامتهم في الصلاة، مشيرة إلى أن الطلاب الشيعة "يجب أن يؤكدوا وجودهم في اتحادات الطلاب لضمان تلبية احتياجاتهم". وقالت: "اللجوء إلى تشكيل اتحادات شيعية منفصلة سيكون الخيار الأخير".
ووفقا لحيدرة، فإن العنف الطائفي الراهن في العراق لم يكن له تأثير على العلاقات السنية الشيعية في كليتها معتبرة أن الحرب بين الطوائف تواجد على مدى قرون، قائلة إن الحرب في العراق هي التي أظهرت الاختلاف بين المذهبين أمام المجتمع الأمريكي.
أما نازيتا لاجيفاردي، وهي طالبة مسلمة شيعية في السنة الثانية من الدراسة في كلية الآداب بجامعة بوسطن، فقالت إن الطلاب في الجامعة يبدون موحدين في مواجهة العنف الطائفي في العراق.
وأضافت: "على أية حال، فإن الكثير من أنشطة الجمعية الإسلامية في الجامعة، مثل مجموعات الدروس، يبدو أنها موجهة للأغلبية السنية". غير أنها تابعت القول إن أغلب المسلمين قادرون على احترام بعضهم عبر التركيز على المشترك بينهما واعتبار أن تأسيس جمعيات طلابية شيعية منفصلة شيء سخيف. وقالت: "أعرف على أني مسلمة قبل أن أكون شيعية".
ولفتت لاجيفاردي النظر إلى أن الجمعية الإسلامية في جامعة بوسطن تلبي أغلب احتياجاتها، لاسيما فيما يتعلق منها بدعمها خلال شهر رمضان.
أما كاسيا علي أستاذة الدراسات الإسلامية في جامعة بوسطن فرأت عكس ذلك وقالت: "على أية حال، فإن الحرب في العراق وحدت المسلمين الأمريكيين من جميع الأطياف المذهبية في مواجهة السياسات الأمريكية في المنطقة"، مشيرة إلى أن اتحادات الطلاب في معظم الكليات الأمريكية تقدم خدماتها لكل المسلمين دون تفرقة مذهبية.
وأضافت أستاذة الدراسات الإسلامية القول إن الفارق الأكبر بين الشيعة والسنة، فيما يتعلق بالمعاملات الطلابية، يتعلق بالطريقة التي يحيي بها أتباع المذهبين بعض العطلات الدينية.
وأردفت القول: "لم ألحظ فروقا كبيرة بناء على الانتماء للشيعية أو للسنة بين طلابي أو غيرهم في الجامعات الأمريكية".
ووافق كاسيا علي في الرأي سلطان محمد رئيس الجمعية الإسلامية في جامعة بوسطن والذي يدرس بالسنة الأخيرة في كلية الآداب والعلوم، فقال إن المسائل الطائفية لا تظهر في الجامعة إلى حد ما، لأن من يؤمون الصلاة يتم اختيارهم لعلمهم بالدين وقدرتهم على القيادة وليس بناء على مذهبهم.
وأضاف أن وجود اتحاد موحد للطلاب المسلمين هو شيء مطلوب، الهدف منه هو تقديم خدمة أفضل لجميع المسلمين في الكلية بالطرق اللازمة.
واستطرد سلطان محمد القول: "إذا لم تلب احتياجاتهم، حينئذ أعتقد أن الشيعة لهم كل الحق في تشكيل تنظيماتهم الخاصة بهم".
ونوه محمد سلطان إلى أن السنة والشيعة نشأوا في مجتمعات منفصلة، حتى في الولايات المتحدة، ويتواصلون للمرة الأولى فقط عندما يصلون إلى الكلية، كما كان الحال بالنسبة له، مشيرا إلى أنه في بعض الحالات تحدث مصاهرة بين الطائفتين.
أيضا رفضت عائشة شيلينجفورد، مديرة الجمعية الإسلامية في بوسطن، والتي تخرجت من جامعة بوسطن في عام 2002، الاعتراف بوجود توترات بين السنة والشيعة في الولايات المتحدة عموما، فقالت إن الجالية المسلمة يسودها التماسك إلى حد كبير.
واعتبرت عائشة أن الانتماء لمذهب ما لن يكون المحدد "للتواصل" بين المسلمين. وقالت "لأن ممارسات أغلب التنظيمات الطلابية ليست مذهبية، فلن تكون ثمة حاجة لتنظيمات شيعية منفصلة". وأضافت: "عادة، داخل الكلية، لا يوجد شيء يميز بين السنة والشيعة".
هذا وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد نشرت تقريرا قالت فيه إن طلابا شيعة في عدد من الجامعات الأمريكية الكبرى، مثل جامعة جورج ماسون وجامعة متشيجان والعديد من الجامعات في كندا، استقلوا في جماعات منفصلة بسبب ما وصفته بأنه تحيز مذهبي في اتحادات الطلاب المسلمين في كلياتهم.
http://www.alarabiya.net/Articles/2007/02/13/31647.htm
آخر تعديل بواسطة honeyweill ، 14-02-2007 الساعة 09:17 AM
|