الموضوع
:
في الشان الحرب الاقليميه القادمه :ايران تبعث بفيلق مكه الي السعوديه
عرض مشاركة مفردة
#
199
21-02-2007
المصريون الأحرار
GUST
المشاركات: n/a
سباق تسلح وحرب محتملة
البحرين تعقد صفقة أسلحة، السعودية تشتري طائرات ودبابات، روسيا تزود إيران بصواريخ متقدمة، إسرائيل تنجح في إطلاق شبكة مضادة للصواريخ، مصر تسعى للحصول على التكنولوجيا النووية، كل هذه أخبار صحيحة وليست مقلوبة كما قد يظهر من الوهلة الأولى، فكل هذه أخبار بثتها معظم وكالات الأخبار في العالم، والتحليل المبدئي قد يذهب إلى أن هذا أمر طبيعي أن تقوم الدول بدعم قوتها العسكرية، ولكن التحليل المتعمق لا بد أن يذهب إلى وجود أشياء غريبة تحدث تجعلنا نعتقد في أن التسلح العسكري قد بدأ ولا أحد يعلم متى ينتهي، وتدعمه في ذلك القوى الغربية بلا شك كل حسب هدفه وإمكانياته خاصة مع تدهور الأوضاع داخل الشرق الأوسط التعيس سواء أكان ذلك في العراق وزيادة العنف والتدهور الأمني، أو في لبنان وزيادة عمليات التفجير، أو في فلسطين وتدهور عملية السلام، أو في إيران ودخولها في تحدي مع المجتمع الدولي بسبب قضيتها حول التسلح النووي .
والشيء الذي يجب أن ندركه أن توازنات المنطقة في حال الاستمرار في ذلك التسلح سوف تتغير وربما تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة لتبدأ بزيادة لهجة التهديد والتظاهر بالقوة بين تلك الدول ثم التسابق على التواجد داخل الدول من خلال النعرات الطائفية سنة وشيعة وتكوين مراكز تأثير داخل تلك الدول (مثال العراق وإيران)، والسيناريو الأسوأ أن يؤدي هذا التسابق المسلح إلى حرب في النهاية بين عدد من القوى داخل الشرق الأوسط تساندها بعض الأطراف الدولية لتسود المنطقة فوضى كبيرة تحتاج إلى عشرات السنين من أجل العودة إلى ما كانت عليه في الماضي على الأقل، ولعل ما تحدثت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية من وجود فوضى خلاقة داخل الشرق الأوسط ربما يتحقق في حالة حدوث أي من تلك الاحتمالات أو تصاعد موقف أي من القوى الدولية في الشرق الأوسط، ولعل ربما تكون بداية الشرارة لتلك الفوضى هو الملف الإيراني الذي وصل في صدام مع القوى الغربية ليس من المحتمل أن يهدأ بل على العكس من المحتمل جداً أن يزداد في الفترة الأخيرة خاصة مع وجود دلائل توجد استخدام العراقيين لأسلحة مصنوعة داخل الأراضي الإيرانية وهو ما يدفع بمزيد من الشكوك حول النوايا الحقيقية للدولة الإيرانية تجاه العملية الديموقراطية في العراق وهو ما يعتبر بشكل مباشر ضد قوى التحالف الغربية في العراق بقيادة الولايات المتحدة .
إن سيناريوهات الحرب القادمة ليست ببعيدة في ظل الأوضاع الحالية وربما يتمخض عن تلك الحرب إذا توافرت الظروف لحدثها شرق أوسط جديد لا يعلم أحد لمن سوف تكون له الزعامة فيه ولكن المؤكد أن الدول الديمقراطية أو الساعية نحوها سوف يكون لها الدور الأكبر في أن تكون القوى المركزية من أجل دعم الديمقراطية والحكم الرشيد حسب المفهوم الأمريكي وطبقاً للإستراتيجية الأمريكية للأمن القومي التي تم صياغتها بعد أحداث 11 سبتمبر، وفى الأغلب سوف تكون تلك القوة هي التي تملك زمام الأمور في ظل الشروط التي تحدثنا عنها وفى مقدمتها أن تكون تلك الدولة تتمتع بقدر كبير من الديمقراطية فمن ثم فإن دولة إسرائيل سوف تصبح من الدول القادرة على تولي قيادة المنطقة حيث تعتبر إسرائيل من أكثر الدول تقدماً في شتى المجالات وخاصة تلك المتعلقة بالتكنولوجيا المتطورة وخاصة تكنولوجيا السلاح وإمكانية التفوق على جيرانها .
والمهم في كل ذلك أن ندرك أن عواقب الحرب في أية ظروف سوف تكون قاسية إلى الحد الذي لا يمكن معها أن تتحملها الشعوب خاصة شعوب عانت من الفقر والجهل والتخلف والحرمان وتتعطش إلى الديمقراطية حين تنطق بها كوندوليزا رايس لدعم الشرق الأوسط ويخجلهم حين تتراجع كوندليزا عن ذلك الأمل الذي يمثل طوق نجاه بالنسبة لكثيرين ولكن خذلتهم كثيراً
ومن المرجح أن تحدث تلك الحرب بين قوى تتمتع بنوع من التمايز في التركيبة السكانية الخاصة بها، وبحيث تشمل إيران في مقدمتهم التي تتمتع بتمايز شيعي سني، مع قوى أخرى ربما لا تحب أن تسيطر القوى الشيعية بقيادة إيران على المنطقة أو أن تسبب لها إرهاب معنوي وهو ما تشعر به العديد من القوى في المنطقة وفى مقدمتهم مصر التي سارعت وأعلنت عن نيتها في خوض برنامج سلمي للطاقة النووية ولا شك أن ذلك الإعلان في ذلك التوقيت لم يأت من قبيل المصادفة بل جاء بهدف أساسي وهو وضع توازن إقليمي داخل تلك المنطقة التي يشوبها عدم الاستقرار وبحيث لا تنفرد القوى الشيعية بالمنطقة تمهيداً للسيطرة عليها، وقد يساعد على تقوية الجانب الآخر الذي يرفض التواجد الشيعي أو زيادة قوته وجود قوة غربية متمركزة بكثافة حول الخليج ولديها قواعد عسكرية تستطيع من خلالها أن تنقذ الموقف في حال حاولت إيران تهديد أي من جيرانها والمعروف أن القوى الغربية تعم معظم دول الخليج والشرق الأوسط استثناء من تطلق عليهم محور الشر فلا المنطقة وهم النظام الإيراني والنظام السوري.
على أيه حال كل هذه سيناريوهات متوقعة نتمنى أن لا تحدث على الرغم من أن الكثير من المؤشرات تزيد احتمالاتها ولكننا من كامل إيماننا بالسلام وبقدرة صانع السلام على تحقيقه نتمنى أن تسعى كل الدول إلى الرشد في اتخاذ قراراتها بما لا يمس سلام شعوبها ، وإن كان هذا تحليلنا للأمور المبني على استشراق الواقع فلا يمنع أن نطلب السلام وأن يخيب استشراقنا كلما تعلق بالحروب .