رأى الدكتور سيد القمنى فى الشريعة
من (الشبه) إلى (أبى سعدة)
عظم الله أجركم فى الديمقراطية وحقوق الإنسان!!
خصنى عدد الثلاثاء 2 فبراير 2007 من صحيفة نهضة مصر بعنوان كبير وبموضوع خبرى بالصفحة الأولى، وبتعقيب من رئيس تحرير الصحيفة بآخر صفحة. أعرض هنا ما جاء بها:
أولاً / عنوان رئيسى للصفحة الأولى يقول: "القمنى يعود إلى الأضواء بهجوم انتحارى ضد الشريعة الإسلامية ويتهمها بالتمييز ضد الأقباط وبين المسلمين". ثم الخبر الذى جاء تحت عنوان بالبنط العريض "أبو سعدة يتحدى القمنى أن يهاجم الشريعة علناً أمام الناس". وقد كتب الخبر الصحفى محمود بسيونى وقال فيه: "فى أول ظهور جماهيرى له بعد اختفائه لمدة عامين وامتناعه عن الكتابة أثر زعمه تهديدات بالقتل، شن الدكتور / سيد القمنى هجوماً عنيفاً على المادة الثانية بالدستور المصرى والتى تنص على أن الشريعة الإسلامية مصدر رئيسى للتشريع. وقال القمنى فى تصريحات وصفت بأنها انتحارية قد تهيج عليه الرأى العام.. أن الشريعة تنطوى على أوجه تمييز ضد الأقباط والمسلمين من غير أهل السنة، وأضاف بأن الشريعة من صنع البشر وليست منحة أو تكليف للحاكم.. ومن جانبه اعترض حافظ أبو سعدة الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان على ما قال القمنى وأكد أنه لا يمكن الحديث بهذه الصورة عن الإسلام أمام المواطنين العاديين وتحداه أن يفعل ذلك فى الشارع قائلاً: أن الهجوم على الشريعة الإسلامية ليس مدخلاً صحيحاً للمطالبة بتعديل المادة الثانية من الدستور".
ومن المفيد أن أؤكد هنا أن الخبر على صورته تلك قد جاء بسوء فهم وخلط وخبط إضافة إلى عمليات قص ولصق جعلته أبعد ما يكون عما قلت فى المائدة المستديرة بمركز حقوق الإنسان، وقد يكون مرجع ذلك ضعف ثقافة الصحفى الإسلامية والسياسية، خاصة وأن مثل تلك الندوات تكون مسجلة صوتياً والتسجيل يكون هو الفيصل فى صدق الخبر من كذبه. ولكن الواضح مع نهضة مصر أن المسألة ليست مجرد ضعف ثقافى، لأن السيد محمد الشبة رئيس التحرير ولا شك قد استمع أولاً لتسجيل الصحفى الذى نقل الخبر خاصة مع حملة التشويه تلك، فإنه قام يدعم الخبر بشن هجمة بألفاظ ونعوت تليق به، على شخصى المتواضع، أقتطع منها النماذج الآتية لبيان ما وصل إالية أدب الحواروالإختلاف فى بلادنا: يقول الشبة "لماذا أختفى ولماذا عاد هذا المشوش المدعو سيد القمنى.. وأنا عاتب بشدة على حافظ أبو سعدة وكل من دعاه للخروج من عزلته المسرحية لكى يجلس على مقاعد المفكرين يفتى وينطق كفراً بعد أن سكت دهراً.. ولن يغفر لحافظ أبو سعدة رده عليه فى الندوة بأنه يتحداه أن يطعن فى الشريعة الإسلامية علناً أمام الناس فنحن كنا فى غنى عن هذا الطيش وهذه الفجاجة.. وهذا الخرف الفكرى.... أن سيد القمنى كان قد أختفى قبل عامين بعد مسرحية مثيرة.. غير أنه عاد هذه الأيام فجأة ليهاجم بشراسة صلب العقيدة الإسلامية فى مسرحية جديدة وغريبة وكأنه قرر أن ينتحر فكرياً بدون سبب مفهوم.... إن سيد القمنى حالة عقلية شاذة لا أظن أن مكانها فى ندوة محترمة تناقش ما يتعلق بمستقبل البلد". أ.هـ
ولأن كل أناء ينضح بما فيه فلن أهبط لهذا الدرك والمستوى فى الحوار، عملاً بقول رسول الله (ص): داروا سفهاءكم، وعملا بقوله تعالى: وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما، وإذا مروا باللغو مروا كراما. ومن ثم سيعفّ قلمى ولسانى عن مخاطبة نهضة مصر بمثل خطابها، بل أقول لها: سلاماً. لكن ما سأناقشه هنا هو مدى سلامة الخبر دون تعقيب على (الشبه) وبعيداً عن الإهانات المتعمدة والتشويه المقصود عن رغبة مبيتة. وسأتعامل مع الموضوع على ثلاث مستويات.
المستوى الأول: أن يكون الخبر صحيحاً تماماً وهو غير ذلك بالمرة.
المستوى الثاني: هو الرد على السيد حافظ أبو سعدة الذى لم يدعونى لهذة المائدة البحثية، وإنما من دعانى هو مركز القاهرة لحقوق الإنسان/ الأستاذ/ بهى الدين حسن، وكان حافظ ضيفاً مثلى مثله. إضافة إلى أن الخبر مصاغ فى شكل سيناريو يفيد أن أبو سعدة قد شن هجومة على شخصى الضعيف فى حضورى وهو أيضاً ما لم يحدث. فقد انصرفت عند اقتراب نهاية الندوة والتعقيبات، ولم أسمع ما قال أبو سعدة ألا عندما قرأتة منشوراً بنهضة مصر
المستوى الثالث: هو بيان ما قلت مطابقاً لما سجلته أجهزة التسجيل بصوتى. مع تقديم الشروح اللازمة لمن لا يكادون يفقهون قولاً وأصبحوا بالصدفة أصحاب أقلام ورؤساء تحرير فى زمن أغبر.
أن قول الخبر إنى اتهمت الشريعة بالتمييز ضد المسيحيين وضد المسلمين من غير أهل السنة، فيبدو لى أن السادة الصحفيين ورئيس تحريرهم لا يعلمون أن الله هو من قال بتمييز المسلم عن غير المسلم فى آيات قرآنه وفى أحاديث رسوله (ص) وليس العبد الفقير إلى الله، وأنهم إذ رأوا فى تفرقة الشريعة بين المسلم وغير المسلم بإطلاق تهمه، فهذا إنكار لمعلوم من الدين بالضرورة. فحضرات السادة لا يستمدون ثقافتهم عن دين يؤمنون به من الإسلام، ولكن من داخل أمنياتهم وتصوراتهم وليس عن معرفة به، وأن آيات القرآن تتلى على الملأ فى الإعلام كله وفى كل ميكروفونات مصر تؤكد هذا التمييز والتمايز، فهلا هاجموا تلك الأجهزة غير المشوشة قبل مهاجمة شخصى المشوش؟
وإذا كان القول بالتمييز فى الشريعة مثيراً إلى هذا الحد فلماذا لا يفعلون شيئاً إزاءه مع ميكروفونات المساجد والزوايا وشاشات وراديو وصحف الإعلام المصرى؟ تهاجم أشقاءنا فى الوطن من كل لون وملة بل وتكفرهم علناً إن لم يكونوا على ذات الفهم السلطانى والإرهابى أيضاً للإسلام. وهل يستطيعون أن ينعتوا القرآن بما نعتونى به لأنه هو من قال وهو من فرق وميز وليس العبد الفقير، أم أنهم عندما يسمعون عبر التلفاز أو الميكروفونات بعدم الاعتراف بعقائد الآخرين وتسفيههاوتكفيرها ـ وهؤلاء الآخرون من شعب مصر مثلنا يسمعونه بكره وعشياًـ لا يفقهون، وإن فقهوا لا نسمع منهم مثل تلك السخائم ليقولوا فيه قولاً، بدلاً من قولهم لى. أصبحت التغطية على الحقائق الواضحات والتلبيس على الناس مهمة إسلامية، وأصبح الكذب هو السبيل إلى الدفاع عن شريعة الإسلام.
|