عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 27-02-2007
boulos boulos غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,586
boulos is on a distinguished road
أما قول الخبر أنى قلت أن الشريعة الإسلامية تميز بين المسلمين والمسيحيين وبين المسلمين السنة وغير السنة، فهو ما يحيلنا إلى صدق ما قلت، إذ كنت لا أتحدث عن الشريعة الإسلامية، إنما عن المادة الثانية من الدستور التى تجعل دين الإسلام ديناً للدولة، وهو ما ينفى رعوية الدولة عن المسيحيين المصريين لأن دينهم غير معترف به فى الدستور، وأن المادة الثانية تقوم على تقسيم طائفى لا مدنى، وأن المادة تنفى ضمناً كل المسلمين من غير أصحاب المذهب السنى مثل الشيعة وغيرهم من فرق، بدليل تعرضهم لمشاكل أمنية مستمرة وكذلك البهائيين وغيرهم. رغم أنهم جميعا مواطنون يجب أن يقفوا فى ساحة الوطن على قدم وساق وبمساواة تامة حقوقاً وواجبات. وبهذا وحده يمكن فهم ما كتب الصحفى من كلام ملخبط، لأن الشريعة الإسلامية لا تميز ضد المسلمين (كما قال أنى قلته) إنما تميز فقط ضد غير المسلمين، أما المادة الثانية بالدستور فهى من يميز هذا التمييز. فلم يكن الحديث هنا عن الشريعة الإسلامية، لكنة كان عن المادة الثانية بالدستور.

نتابع الخبر إذ يقول: "وأضاف (أى سيد القمنى) بأن الشريعة من صنع البشر وليست منحه ولا تكليفاً للحاكم". وهذا كلامه لا أعرفه ولم أقله، لو سمعته من شخص لفهمت أنه مشوش بالفعل فهو كلام مختل وبلا قانون رابط يؤدى إلى معنى مفيد، ومثلى لا يلقى مثل ذلك القول، هذا كلام يليق بنهضة مصر لكنه لا يليق بى.

كنا نتحدث عن دستور مدنى وعن تعديل أو إلغاء المادة الثانية بالدستور، وقد قلت أنه على المستوى الدستورى وما نفهمه من الدساتير، أن الشريعة (بمعنى القانون) هى ما نضعه نحن بأيدينا من قوانين حسب ظروفنا ومصالحنا، عبر المجالس الشعبية المنتخبة لذلك تسمى مجالس تشريعية، لذلك هى ليست منحة ربانية ولا عطية ملكية. وما أبعد هذا القول عما كتبت (نهضة مصر) أو عما فهم الصحفى الهمام. وهكذا فأنا لم أهاجم الشريعة الإسلامية لأنها عندى ليست محل هجوم بل هى محل درس وفهم وتحليل، وأيضاً محل نقد إن حاولوا استدعاءها اليوم، نقد بمفاهيم اليوم، ليس للشريعة التى هى ربانية صادقة مع زمنها وظروف ذلك الزمان، والذى كان فيها العالم كله يتعاطى العقوبات البدنية والتفرقة بين الناس على أساس المعتقدات الطائفية أو العنصرية، وإنما لينصب النقد على استدعائها اليوم وليس عليها فى ذاتها، وكثيراً ما كتبت ونشرت مثل هذا الانتقادات عبر السنوات السوالف.

وربما صدق الصحفى ورئيسه لو استخرجا ذلك مما سبق وكتبت ونشرت، ولكان هو الأوفق، لأنه لم يكن مناط حديثى بالمرة فى تلك المائدة المستديرة.

بل وقلت ما لم ينشره الصحفى ربما لأنه من وجهة نظره شيئ فادح ومستفظع وقادحً فى حق الشريعة بما لايسوغ نشره، أعلنه هنا لأن الإسلام هو من علمنا أنة لا حياء فى الدين. فكان مناط كلامى عن فكرة الدولة الدينية الإسلامية،

وأن الإسلام لم يأت ليقيم لله دولة، لأن الله أن إراد ذلك لأقام أعظم دولة فى تاريخ الكون كله إلى أبد الآبدين، وإن الإسلام جاء ليهدينا إلى معرفة الله وليس لإقامة مشاريعنا السياسية، بدليل اهتمام الإسلام بكل شاردة وواردة فى حياة المسلم فقال فيها وفصل، وأحيل هنا إلى قول المرجع الإسلامى الشيخ يوسف قرضاوى إذ يقول: "إن الإسلام رسالة تشمل كل جوانب الحياة من أدب الاستنجاء إلى بناء الدولة / قناة الجزيرة فى 20/2/2005 ".

ومن ثم كان قولى بالندوة المذكورة أن الإسلام قد أهتم بأدب الاستنجاء وبنظافة الجسم كله حتى مؤخرة المسلم فى بيئة شحيحة الماء، والدين لا يستحى من ضرب مثل بعوضة فما فوقهامن أجل التعليم لكل شأن لتهذيبه، ووصف لنا طريقة الاستنجاء بالتفصيل، بأحجار ثلاثة للنظافة لها مواصفاتها التى يتم تدريسها بمادة الفقة بثانوى أزهر، مثل أن يكون الحجر جامداً قالعاً محترماً، وسبق وناقشته مناقشات مطولة، وأنه رغم كل هذا التفصيل فى أدب الاستنجاء، فإننا لا نجد له مثيلاً واحداً ولو بالتورية عن شكل نظام الحكم فى الدولة الإسلامية ولا طريقة الوصول إلى الحكم. فهل غفل الله تعالى ونبيه عن ذلك؟ بينما تنبهت له الدولة فنصت عليه فى دستورها، وتنبه له الأخوان فقاموا يريدونها دولة إسلامية؟.

الرد مع إقتباس