ولكن هذا خلط مغلوط بين هذه الفئة وبين مسلمى مصر الحاليين ... ففى البداية ونتيجة لأواصل القرابة العرقية والتعارف ربما اقتصر التزاوج بين أبناء هذه الفئة فقط دون السلالات الدخيلة , وهذا ما يدعونا للقول إنها ربما امتدت تلك الفئة إلى جيلين أو ثلاثة , ولكن نتيجة للتوسع فى حيز الامتزاج العرقى والسلوكى بين هذه الفئة والفئة المستعمرة الدخيلة , أخذت هذه السلالة تتلاشى شيئاً فشيئاً إلى أن انقرضت تماماً , وبقيت تلك السلالة التى تحمل فى عروقها دماً وقد تلوث بالسلالات العربية الدخيلة.
" وهم مسلمى مصر الحاليين "
وهو نفس ما ذكرناه عن أبناء المسيحيين ممن تزوجوا بأجنبيات , وقد حمل أبنائهم دماً قد تلوث بدماء أجنبية , فلا يمكن أن نسميهم أقباطاً.
وعلى هذا فانه من المحال , ولا يمكننا أبداً بأى حال من الأحوال القول بأن مسلمى مصر الحاليين أقباط , حتى من يعود منهم ويعتنق المسيحية , لا يسمى قبطياً , بل مسيحى , وإنما قد يمكن لأحفاد أحفاده بعد عدة أجيال متعاقبة أن نسميهم أقباطاً بعد أن تكون عروقهم قد تنقت تماماً.
أيضاً من هذا المنطلق , لا يمكن أن ندعوا أحمد عرابى أو مصطفى كامل أو سعد زغلول , وغيرهم العديد والعديد من الزعماء الذين يجلهم التاريخ , بأنهم ثوار وطنيون , لأن من يقوم بثورة وطنية لتحرير بلاده من أى مستعمر دخيل , فلابد وأن تكون أصوله ذات جذور نقية خالصة , إنما من يكون مستعمر ويقاوم مستعمر أخر , فلا يسمى إلا مناضل أو زعيم سياسى.
وبعد كل ما سبق نستخلص فى النهاية النتيجة التالية ...
" أنه من الجرم فى التأريخ أن نشوه التاريخ ونقول بأن سلالات عبيد همج وغوغاء بدو الجاهلية و****ها هم أبناء الفراعنة الأقباط. فليس للمسلمين وطن فى هذه البلاد. فإن مصر هى وطن خالص للأقباط , وأن مسلمى مصر الحاليين لا يرتبطوا بأى رباط وطنى مع الأقباط , وأن سلالة المسلمين الأقباط ممن كان يجرى فى عروقهم دماً مصرياً خالصاً , والذين لهم حق المواطنة فى مصر , قد تلاشت وتوارت .. أما مسلمى مصر الحاليين فهم ينتمون للسلالات العربية الدخيلة والمستعمرة للبلاد ".
__________________
مصر بلاد المصريين
|