اعترف بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني بأن سحابة من الشكوك تغطي معظم كهنة الكنائس الكاثوليكية، بعد سلسلة الفضائح الجنسية التي لطخت صورة الكنيسة، وشجب الذين خانوا نعمة ما أسماه برسالة الكهنوت.
وفي رسالته السنوية قبل عيد الفصح 'القيامة'، قال البابا: 'أن الكهنة يتألمون شخصيًا وبعمق لخطايا البعض من إخواننا الذين خانوا نعمة الرسالة بالرضوخ إلى أفحش أشكال سر الإثم'، وقال البابا: 'ينجم عن هذا فضيحة ثقيلة تلقي ظلاً قاتمًا من الشك على كافة الكهنة الأتقياء الآخرين الذين يؤدون خدمتهم بأمانة ونزاهة وبتضحية بطولية كثيرًا' ..
وقال البابا الواهن البالغ من العمر 81 عامًا، الذي اتهمه بعض المنتقدين بعدم الاطلاع بشكل كامل على الفضائح أو التحكم الكامل فيها، أن الكنيسة ينبغي أن تظهر اهتمامها بالضحايا وتعمل جاهدة للتجاوب بحق وعدل مع كل من هذه المواقف الأليمة ..
يذكر أن الكنيسة الكاثوليكية تعرضت في السنوات الأخيرة لعدد من الفضائح الجنسية في بلدان عديدة مثل أيرلندا وبريطانيا وفرنسا والنمسا وأستراليا، ومسقط رأس البابا بولندا. وفي إحدى أكثر تلك الفضائح ذيوعا وافقت إبراشية رئيس الأساقفة الكاثوليك في بوسطن الأسبوع الماضي على دفع تعويضات بقيمة 30 مليون دولار للعشرات من الأشخاص الذين تعرضوا للتحرش بهم على يد كاهن سابق. واعترف مسئولو الكنيسة أن المتهم جون جيه. جوجان قد نقل من موقع إلى آخر قبل تصاعد شكاوى الوالدين من تعرض أطفالهم لاعتداءات جنسية.
ومن ناحية أخرى أعلن الفاتيكان قبل أيام أن البابا يوحنا بولس الثاني قبل استقالة كبير أساقفة بولندا جوليوسيز بايتز المتورط في فضيحة شذوذ جنسي هزت بولندا مسقط رأس البابا، واتهم بايتز الذي عمل في السابق مع البابا في الفاتيكان بالتحرش بالقساوسة المتدربين ورجال الدين الشبان، واتهمه زملاؤه بالتردد على مخادع طلاب اللاهوت ليلاً، واستخدام نفق للتسلل إلى من يستهدفهم. وأثارت الاتهامات زوبعة مدوية حول سلوك رجال الكنيسة في بولندا التي تحظى فيها الكنيسة بسلطة فائقة.
تعليق : في العالم الغربي قبل مئات السنين كانت هناك ثلاث فئات تتبادل وتقاذف التأثير والسيطرة، وهي فئة [النخبة من المفكرين الثوريين والكتاب والعلماء]، والثانية هي [رجال الدين وحراس الكنيسة]، والثالثة هي [الجماهير].
وكانت فئة الحراس تقف سداً منيعاً بين تيار التغيير الذي تنادي به النخبة والجماهير المتعطشة، وبعد الثورة الفرنسية وشمول التغيير لأرجاء العالم الغربي، انزوى التأثير الكنسي إلى مستوى متدني، والتقى التيار الجارف بالجماهير المتعطشة في إطار منظومة قيمية مسيحية هشة سرعان ما تقلصت وذبلت.
وخضع المجتمع الغربي بأسره لنوبات متتالية من التطوير والتغيير [الانحلال] كنست في طريقها حتى رجال الكنيسة أنفسهم الذين لم يسلموا من تأثيرها، وأدنى دليل على ذلك أن ظاهرة الشذوذ الجنسي تنتشر في أوساط الرهبان ربما بمعدلات أكثر من انتشارها في باقي فئات المجتمع ... وليست مبالغة أن نتوقع رضوخ الكنيسة في سنوات مقبلة لهذا التيار الشاذ، واعتباره من شعائر الكهنوت ...
ولأن طائفة البروتستانت - المعروفة – هي نتاج ثورة كاسحة على تقاليد الكنيسة الأوروبية العتيقة، فنحن ندعو بابا الفاتيكان أن يختم حياته الحافلة بقرار جريء يجعل من الشذوذ قاعدة .. ومادة أساسية تدرس ضمن ما يسمونه اللاهوت، فعلى الأقل يمكن أن تفسَّر تطلعات الرهبان الصبيانية في إطار التدريب العملي على هذه المادة .. ولعله بذلك يمتهد السبيل لنشأة طائفة رابعة بجوار الثلاث الرئيسية ـ الأرثوذكس، الكاثوليك، البروتستانت ـ والتي نقترح أن يكون اسمها : 'شذوذستانت' ...
|