
20-03-2007
|
 |
Gold User
|
|
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 597
|
|
تاريخ الحمير
ويرجع تاريخ هذه الجمعية إلى العام 1930 الذي تأسست فيه كجمعية خيرية على يد الفنان المصري الراحل زكي طليمات، وكانت تضمّ في عضويتها عددًا كبيرًا من الفنانين والصحافيين والأدباء والمفكرين، مثل د. طه حسين وعباس العقاد وتوفيق الحكيم وأحمد رجب والسيد بدير ونادية لطفي وغيرهم، وقد جاء تأسيس الجمعية التي اشتهرت كجمعية خيرية في بدايته كأحد مظاهر تحدي القصر الملكي في ذلك الوقت والإحتلال البريطاني، بعدما طالب الإنكليز الملك فؤاد بإغلاق معهد الفنون المسرحية، الذي كان قد أنشأه زكي طليمات بهدف تأسيس مسرح مصري خالص لا يترجم الروايات الغربية فقط، فما كان من طليمات ومعه شكري راغب الذي كان مديرًا لدار الأوبرا في ذلك الوقت، إلا أن اختارا (الحمار)، باعتباره الحيوان الأكثر قدرة على التحمّل، ليكون اسمًا وعنوانًا لجمعيتهم الجديدة لمواصلة الكفاح من خلالها في سبيل إنشاء المسرح، ثم تحول الأمر لاحقًا للعمل الخيري والدفاع عن الحمير بالفعل أيضًا، والأهم هو العمل الخيري وجمع التبرعات.
وفي هذا الصدد تقول المصادر ذاتها إن نشاط الجمعية يركز في جانب أساسي منه على الخدمات الطبية وتقديم العلاج المجاني للمرضى غير القادرين، وإن الجمعية قدمت مساعدات لعدد من المستشفيات الحكومية المتخصصة، مثل الأجهزة الطبية والأدوية حيث قدمت في أوائل التسعينات وحدة لعلاج السرطان بالإشعاع لمستشفى كلية الطب جامعة طنطا و10 وحدات لغسيل الكلى لمستشفيات مثل قصر العيني والدمرداش والجلاء وغيرها، هذا فضلاً عن توفير فرص العمل للعاطلين، وتقديم مساعدات مالية وملابس للمحتاجين.
رتب الحمير
المثير في الأمر هنا أن الجمعية التي اشتهرت خلال الثمانينات مع تزايد نشاطها الخيري، تمنح أعضاءها رتبًا ودرجات تبعًا لمدة عضويتهم فيها، وتتدرج هذه الرتب من الجحش إلى الحمار الصغير ثم الحمار الكبير، وكل رتبة حمار تتضمَّن رتبًا داخلها، مثل "حمار لجام" الذي يرقى إلى "حمار ببردعة" - وهو السرج الذي يوضع على ظهر الحمار - ثم "حمار حدوة"، ثم حمار كبير، أما رؤساء الجمعية في المدن المصرية، أو خارج مصر، فيطلق عليه لقب "كبير الحمير"، أما رئيس جمعية الحمير في مصر فيطلق عليه "الحمار الأكبر" وهكذا.
وحصل على هذا اللقب الأخير نفر قليل، هم : المؤسس زكي طليمات، والفنانة نادية لطفي، ووزير الصحة المصري الأسبق محمود محفوظ، كما ظهرت للجمعية فروع في عدد من الدول العربية مثل لبنان والعراق وسوريا، وكذلك في دول أجنبية مثل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، حيث كان يرأس هذه الجمعيات غالبًا مثقفون مصريون هاجروا لتلك البلدان، مثل الفنان التشكيلي المصري د. رشدي اسكندر الذي هاجر لأمريكا وأسَّس فرعًا لجمعية الحمير هناك، بل وظل يكتب مقالاً أسبوعيًا في إحدى الصحف الأميركية الصادرة بالعربية بتوقيع "حمار"، ثم جمع تلك المقالات في كتاب أطلق عليه "يوميات حمار".
أما عن تمويل الجمعية، فيقول المؤسسون أنه يأتي من تبرّعات أعضائها الموسرين والأغنياء، فضلاً عن اشتراكات أعضائها، ووفقًا للإحصائيات المشهرة في نهاية الثمانينات، فقد بلغ عدد الأعضاء "الحمير" 30 ألف عضو، ما يعني أنها أصبحت الآن إحدى الوثائق التي قدمت للمحكمة كدليل على الأنشطة الخيرية والإنتشار الكبير للجمعية منذ عقود مضت.
|