عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 29-05-2007
KARAM KARAM غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 876
KARAM is on a distinguished road
فتح الملفات ؛ الدكتور عمارة والخدعة .

الدكتور عمارة .. والخدعة



كتب الأستاذ عماد سمير عوض .. نيوجيرسي

جريدة وطني 18 أبريل 2004


والخدعة هنا قد تفهم علي أنها الشجاعة المزيفة ألتي يصطنعها الدكتور عمارة ؛ واختبأ خلفها حتي يستطيع أن يمرر مقالاته ألتي تمتلء بالسباب ضد مقدسات الأقباط وهو ما لا نعنيه ؛ وإنما ما نعنيه هو كتاب – إسمه الخدعة – كتبه الأستاذ صالح الورداني ؛ يتحدث فيه عن تفاصيل تجربة شخصية مر بها كان لها اكبر الأثر علي أحد القررات المصيرية ألتي اتخذها في حياته ؛ حيث انتهي بسيادته الأمر ؛ بعد بحث ودراسة وتروي .. لأن يتجه من السنة إلي الشيعة .

والكاتب كتب عليه أنه طبع في دار الرأي ؛ ولا يحمل سوي عنوان الكاتب البريدي في القاهرة
؛ لذلك من الصعب تحديد إذا ما كان هذا الكتاب قد تمت طباعته في القاهرة أم لا ؛ لكن بما أننا دولة توجد بها حرية تعبير ( لا تظهر مع الكاتبب عمارة إلا في سب مقدسات الأقباط ) ؛ لا نستبعد أن يكون هذا الكتاب قد طبع في القاهرة .

ونحن هنا بالطبع لن نتعرض للكتاب ؛ لأن من يتعرض لمثل هذه الأمور الإسلامية ينبغي ان يكون مؤهلاً لذلك – مثل الدكتور عمارة مثلاً – وبالتالي فليس من الصواب أن نتعرض نحن لمثل هذه الأمور ؛ كما أن مثل هذه الأمور تحتاج لكثير من الدراسة والمراجعة وينبغي أن يتم التعامل معها بحذر ؛ وإذا كان الدكتور عمارة قد تجرد من المسئولية وألغي احترام العقائد وارتكب ما ارتكب في جريدة الاخبار ؛ فهذا ليس بمبرر كافي لأن نتخلي نحن أيضاً عن المسئولية ونفعل ما قد يؤخذ علي انه إسائة لمعتقدات اخوتنا المسئولين ؛ وألذين نثق تماماً ان أغلبيتهم 0 الصامتة ) تعترض بشدة علي أفاعيل سيادته.

ونظراً لأن الدكتور عمارة علي ما يبدو قد توجه إلي الليبرالية ؛ وهو ما لاحظناه عندما أخذ " راحته" وتحرر من كل الضوابط والروابط وأطلق لنفسه العنان في التعليق علي الكتاب المقدس – فبالتالي سوف يكون اختباراً جيداً لشجاعة سيادته – ألتي أضحت موضع شك كبير – أن يعرض هذا الكتاب في نفس النافذة الإعلامية التي استغلها في طعن ( وبهدلة ) الكتاب المقدس ؛ وهو هنا سيعرض لأراء الكاتب ألتي اوردها وأدت به لأن يعتنق المذهب الشيعي ؛ ثم بعد ذلك سيقوم بالتعليق عليها ؛ ؛ وسيترك للأستاذ الورداني الفرصة لللتعليق ( حتي تكون هناك موضوعية وامانة حقيقية في عرض الموضوع ) .

والواقع أن سيادته بعرضه لهذا الكتاب سيكون قد حقق عدة اهداف .

1- سوف يقطع الطريق علي البعض ألذين قد يفسرون مقالات سيادته علي أنها تعبر عن اعلام عنصري ؛ أحادي الاتجاه يبث الكراهية ؛ يلعب علي وتر النعرات ؛ ويسعي لتهميش وقمع واضطهاد ونفي وطرد الأقليات العرقية والمذهبية والدينية ؛ ويحاول ان يبعد اهتمام المخاطبين بعيداً عن القضايا الأساسية ؛ مثل الفساد ؛ والبطالة وانحدار مستوي الخدمات ؛ والديموقراطية ؛ ... إلخ عن طريق إثارة النعرات ألتي لا يمكن أن تصطدم بمشاعر الاغلبية والتي يدفع ثمنها الأقليات العددية .

2- سيقدم شيئاً مفيداً لمشاكل الاخوة في العراق ؛ بدلاً من ان يجتهد ليقنعنا ان الشيعة والسنة أمة واحدة ( الأخبار 12 / 2 / 2004 ) وهو يعلم بالتأكيد أن الموضوع يحتاج منه لأكثر من ذلك ؛ وأن الخلاف بين السنة والشيعة أكبر بكثير من أن يكون – مثلما حاول ان يقنعنا –"مجرد خلاف في السياسة " ( الأخبار 12 / 3 / 2004 ) .

3- سيقطع الطريق علي من يحاول ان يتهمه – هو ومن أطلقه وسمح له بالكتابة في جريدة الاخبار والظهور في وسائل الإعلام الاخري – بالتعصب ضد الأقباط ؛ لأنه في هذه الحالة ستكون لديه فرصة لإثبات موضوعيته المفقودة .

4- سيوضح لنا هل إعلامنا الحكومي المنصور توجد به خطوط حمراء أم لا ؛ وما نؤكد عليه نحن هو أنه توجد بالفعل خطوط حمراء ؛ وأن ضحية ذلك ( من يتم التعدي عليهم لأنهم يقعون قبل هذه الخطوط ) هم " من لا رجاء لهم ولا معين "

ودليلنا علي ذلك الواقعة التالية :

وصف الدكتور عمارة الاخوان المسلمين بانهم " الذين يمثلون الاعتدال ويمثلون الوسطية " ( قناة الجزيرة 18 / 2 200 – الشريعة والحياة ) بينما الاخوان المسلمين حسب القانون المصري " جماعة محظورة " وكان الأولي بسيادته أن يصفهم بهذا الوصف في نواصيه الاعلامية ألتي ضربت رقماً قياسياً في عددها ؛ والسبب في انه لم يفعل ذلك أن هناك خطوطاً حمراء لا يستطيع سيادته ان يفتل عضلاته ويتعداها في الاعلام المصري – ومن ضمنها ألا يروج ( صراحة ) لجماعة الاخوان المسلمين – لكنه يستطيع أن يفتل عضلاته ويتعدي غيرها من الخطوط ( مثل سب مقدسات الأقباط ) .

لكل هذه الفوائد نضع هذا الاختبار البسيط أمام الدكتور عمارة ! يا تري .. هل سينجح ؟ أم سيرسب ؟ أم سيسقط ؟ أم ماذا ؟

ملحوظات :

· لا ننتظر من اخوتنا المسلمين العاديين أن يعلنوا عن امتعاضهم واشمئزازهم مما يكتبه الدكتور عمارة ؛ فلديهم مشاكلهم الكثيرة الاقتصادية والاجتماعية التي تلاحقهم ؛ الأمر مفهوم ؛ ولكننا نتعجب من الكثير من الاعلاميين الذين كلفوا خاطرهم وتصدوا لحل مشكلة الشيشان ( ألتي لا يعرف الكثير من المصريين موقعها علي الخريطة ) وتركوا مشاكل اخوة لهم في الوطن تستباح مقدساتهم في وضح النهار !

· تنقل سيادته بين عدة مذاهب فكرية ؛ وبالتالي ربما كان مؤخراً قد اتجه اتجاهاً جديداً ؛ وليس في ذلك بأس ( بغض النظر عما إذا كان سيادته سينقل لنا أسوا ما في هذه المذاهب ام أحسن ما فيها ) فكل شخص من حقه ان يغير اتجاهه الفكري ( أو غير الفكري ) كما يريد .

· لمن يريد أن يتعرف علي نوعية الشجاعة التي يتحلي بها الدكتور .. محمد عمارة ؛ نورد هذا الجزء من مقال للدكتور خالد منتصر علي موقع إيلاف الالكتروني ( 29 / 9 2003 ) :

" شاهدت الدكتور محمد عمارة علي احدي القنوات الفضائية في حوار ساخن مع الدكتورة نوال السعداوي ؛ في هذا البرنامج ظل الدكتور عمارة يصول ويجول ويرفع يده شاهراً المسبحة ويتهدج صوته وهو يكفر ضيفة البرنامج ويصفها بأبشع الاوصاف ؛ وعندما تعدي هجوم د .عمارة كل الحدود قاطعه د . شريف حاتة زوج الدكتورة نوال وقال له بكل هدوء " ما تخلينيش أتكلم يا محمد مش عايز افتح الملفات " والغريب أن د . عمارة بعد هذا التهديد مباشرةً تحول من أسد هصور إلي حمل وديع ؛ وهدأت نبرته وأصبح محاوراً اليفاً بعد أن اقتلع هذا التهديد مخالبه وأنيابه التي كاد أن ينشبها في رقبة نوال السعداوي !

من الواضح ان كلمة السر " افتح الملفات " وضعت الدكتور في حجمه الطبيعي ووضحت حقيقة شجاعته والتي لا تظهر إلا مع المخالفين في الرأي والعقيدة والذين يسهل شن ( ما يمكن وصفه بـ ) الحملات الاعلامية التكفيرية الغير حضارية ضدهم ! ولا تفوتنا هنا المناسبة ان نبدي اعجابنا بشجاعة الدكتورة نوال السعداوي وزوجها الدكتور شريف حتاتة علي تمسكهما الحضاري النبيل بمبادئهما - سواء اتفقنا معهما أم اختلفنا – لأن الثبات علي المبدأ والابتعاد عن البهلوانية الفكرية وركوب الأمواج الايديولوجية ؛ أصبحا عملة نادرة في هذا الزمان ؛ ألذي سقطت فيه الكثير من القيم النبيلة واختلط فيه الغث بالنظيف


تابع
الرد مع إقتباس