من المستفيد من كذبة الإسلاموفوبيا؟
إن أتباع الإسلام السياسي هم من صنع واخترع مصطلح الإسلاموفوبيا وهم المستفيدون منه ويعملون علي ترويجه, والغرض منه هو لوضع الجاليات الإسلامية في الغرب في حالة صراع ومواجهة مع شعوب الدول المضيفة ومن أجل دفع المسلمين إلي التطرف الديني وبالتالي إلي تأجيج الصراع مع الغرب. وقد نجح هؤلاء إلي حد ما حتي في كسب بعض المعتدلين والديموقراطيين والليبراليين. إذ نري هؤلاء ينتقدون الغرب ويعزفون علي وتر الإسلاموفوبيا, بشكل مباشر أو غير مباشر, بوعي أو بدونه, وذلك بتطوعهم بدعم الإرهاب الإسلامي عن طريق إيجاد التبريرات والمعاذير له. وعلي سبيل المثال لا الحصر, بعد محاولات تفجير سيارات في لندن وجلاسكو الفاشلة, نشرت جماعة عربية في بريطانيا بيانا رغم أنها أدانت فيه هذه العملية الإرهابية وبشيء من استحياء, إلا أنها في نفس الوقت لم تتردد في إيجاد العذر لها وذلك بإلقاء اللوم علي سياسة بريطانية الخارجية. وهذا بالطبع هراء في هراء. إذ ليس هناك أي مبرر للإرهاب, ناهيك عن كون الإرهابيين المتورطين بالعملية هم من الأطباء الذين خانوا شرفهم وشرف المهنة والقسم الطبي الذي أدوه عند تخرجهم بأن لا يلحقوا أذي بأي إنسان. إنها الأيديولوجية الدينية التي نجحت بتحويل حتي الطبيب المسلم إلي إرهابي ونكران الجميل مقابل خيانة البلد الذي قدم له الملاذ الآمن والعيش بكرامة. وإذا كان الأمر كذلك, أليس من حق الغربيين أن يتخوفوا منه؟ لا ننسي أن أيمن الظواهري, الرجل الثاني في منظمة القاعدة الإرهابية هو طبيب وابن طبيب.
ملاحظة أخري جديرة بالذكر وهي أن عينت السلطات البريطانية عددا من رجال الدين المسلمين في تثقيف السجناء المسلمين وفق التعاليم الإسلامية السمحاء, من أجل إصلاحهم وتحويلهم إلي مواطنين صالحين لإعادتهم إلي الحياة الطبيعية بعد قضاء فترة محكوميتهم. ولكن تبين فيما بعد أن قام عدد من هؤلاء الوعاظ بغسل أدمغة بعض السجناء المسلمين وتجنيدهم في المنظمات الإرهابية. فهل السياسة الخارجية البريطانية هي المسئولة عن هذا السلوك الإجرامي الغادر؟ ألا يدل هذا علي لا أخلاقية هؤلاء الوعاظ ونكرانهم للجميل وخيانتهم للبلد الذي آواهم ووثق بهم؟
في رأينا ينقسم الإرهابيون إلي ثلاث فئات: فئة رجال الدين من أئمة المساجد من أمثال الشيخ يوسف القرضاوي وسلمان العودة وصالح الفوزان وغيرهم. وينحصر دور هؤلاء بالقيام بتحريض الشباب المسلم وتحويلهم إلي قنابل بشرية لقتل الأبرياء. والفئة الثانية هي التي تقوم بتنفيذ الإرهاب وهم مجانين تم غسل أدمغتهم من قبل الفئة الأولي. أما الفئة الثالثة, فهي تتألف من أناس يدعون الاعتدال والديموقراطية والحرص علي الإسلام, وينحصر دورهم في إيجاد المبررات والمعاذير للإرهابيين بإلقاء اللوم علي الغرب والإمبريالية والصهيونية وغياب العدالة الاجتماعية في العالم بسبب سياسات الغرب!! وهؤلاء يقومون في نفس الوقت بالإرهاب الفكري ضد كل من يخالفهم في الرأي ويعارضهم من الكتاب المتنورين الليبراليين الحقيقيين, ويتهمونهم بالعمالة للغرب والصهيونية والخيانة الوطنية...إلخ
الخلاصة
نعم, الإسلام السياسي ومعه الإرهاب, يهدد العالم والحضارة الحديثة لأنهم يريدون فرض إرادتهم ودينهم علي العالم بالقوة وعن طريق الإرهاب, ومن حق العالم وخاصة الغرب أن يتخوفوا من هذا السلوك المرعب. فمعظم الإرهابيين مسلمون تم غسل أدمغتهم, بشحنهم بالعداء ضد الغرب وقيمه الحضارية, وقد اعتمد المحرضون علي النصوص الدينية في إقناعهم بارتكاب الإرهاب. ولذلك فالمطلوب من عقلاء المسلمين إنقاذ الإسلام من سفهاء القوم الذين اختطفوا الإسلام وجعلوه سلما للوصول إلي السلطة وإعادة ما يسمي بدولة الخلافة الإسلامية التي لا يمكن تحقيقها إلا في عقولهم المريضة. وما لم يتم إعادة تفسير النصوص الإسلامية وخاصة تلك الآيات التي تسمي بآيات السيف والقتال بما يناسب العصر والتعايش السلمي مع البشرية بسلام, فإن الإسلام والمسلمين في حالة مواجهة غير متكافئة مع العالم المتحضر, والنتيجة كارثة علي المسلمين أنفسهم. في الغرب لا يجد خوفا من الإسلام كدين, بل هناك خوف من الإسلام السياسي الذي أنتج الإرهاب, والذي خطره علي المسلمين أكثر منه علي الغرب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
جراح وكاتب عراقي مقيم ببريطانيا
__________________
فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخُمِهَا. فَيَكُونُ عَلاَمَةً وَشَهَادَةً لِرَبِّ الْجُنُودِ فِي أَرْضِ مِصْرَ. لأَنَّهُمْ يَصْرُخُونَ إِلَى الرَّبِّ بِسَبَبِ الْمُضَايِقِينَ فَيُرْسِلُ لَهُمْ مُخَلِّصاً وَمُحَامِياً وَيُنْقِذُهُمْ. فَيُعْرَفُ الرَّبُّ فِي مِصْرَ وَيَعْرِفُ الْمِصْريُّونَ الرَّبَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَيُقَدِّمُونَ ذَبِيحَةً وتقدمه وَيَنْذُرُونَ لِلرَّبِّ نَذْراً وَيُوفُونَ بِهِ. وَيَضْرِبُ الرَّبُّ مِصْرَ ضَارِباً فَشَافِياً فَيَرْجِعُونَ إِلَى الرَّبِّ فَيَسْتَجِيبُ لَهُمْ وَيَشْفِيهِمْ. «فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ تَكُونُ سِكَّةٌ مِنْ مِصْرَ إِلَى أَشُّورَ فَيَجِيءُ الآشوريون إِلَى مِصْرَ وَالْمِصْرِيُّونَ إِلَى أَشُّورَ وَيَعْبُدُ الْمِصْرِيُّونَ مَعَ الآشوريين. فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ إِسْرَائِيلُ ثُلْثاً لِمِصْرَ وَلأَشُّورَ بَرَكَةً فِي الأَرْضِ بِهَا يُبَارِكُ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلاً: مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ وَعَمَلُ يَدَيَّ أَشُّورُ وَمِيرَاثِي إِسْرَائِيلُ».
www.copts.net
|