تابع أحداث ما قبل السجن .
إهانة المؤسّسة العسكرية
> نعود الى القضية العسكرية، وهي أنك متّهم بإهانة المؤسّسة العسكرية، فماذا تقول؟
< المؤسّسة العسكرية هي المؤسّسة التي أعادت الى الأمّة كرامتها وهيبتها بعد ذلّ وانكسار، وقد شرفت بانتمائي إليها مجنّداً، وأقدّر لها ولرجالها مواقفهم وبطولاتهم، وأتحدى أن يثبت أحد أنني في أي وقت تعرّضت بالاساءة، أو الاهانة الى القوّات المسلّحة.
بالعكس، فعندما أصابني اليأس، كما أصاب الناس، أبناء شعب مصر، من الفساد والذي فاحت رائحته من كل مكان، والفوضى في كل اتجاه، طالبت أن يترأس مجلس الوزراء أحد أبناء المؤسّسة العسكرية ليعيد الانضباط الى هذا الوطن. طالبت بذلك بعد هذه الشعارات التي تولد ميتة من رحم نظام لا يعرف الديمقراطية، ويستخدمها كيافطات وواجهات فقط لزوم الاستقبالات والذي منه، فكيف أسيء الى المؤسّسة العسكرية وهي عندي الحصن الأخير لكل انزلاق بالسلطة.
> فلماذا كان حديثك عن المؤامرة وأن اغتيال السادات شاركت فيه شخصيات مسؤولة في الأمن وقيادات عسكرية؟
< كنت وما زلت أتحدّث عن ضرورة فتح التحقيق في أسرار ما جرى في عملية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، فهناك خروقات وإهمال يصل الى درجة العمد، وأدّى الى اغتيال رئيس الجمهورية، فلماذا لا يكون هناك تحقيق واسع يعيد الحقوق ويعاقب الجناة، بدلاً من حصولهم على مكافآت وترقيات استثنائية ومناصب.
لا بد من أن نذكر أن الحرس الخاص لرئيس الجمهورية أنفق عليه ٢٠ مليون دولار من المنحة الأميركية لمصر، فهل قام الحرس بعمل يساوي مليون دولار واحداً؟ رغم أن الجميع كان يتحدّث عن وضع غير طبيعي، وأذكر في هذا المقام أن أحمد سرحان قائد الحرس الخاص لم يقم بأي عمل في حماية الرئيس، ومع ذلك تمّت ترقيته، وشقيقه كان يعمل قائداً لحرس نائب الرئيس، آنذاك وتمّت ترقيته.
> يقال أنك تتعمّد الاثارة بالقضايا التي تتحدّث عنها، وطلبت الاحاطة في مجلس الشعب حول الشخصيات المهمّة في النظام، وأن غرضك من ذلك هو الفرقعة والشهرة؟
< والله العظيم، والله العظيم، ليست لي أي مصالح شخصية، ولا فرقعة ولا شهرة ولا غيره، فأنا لم أقبض شيئاً من أحد.
> جمال، الابن الأكبر للرئيس الراحل، يرفض كل ما تقوله من اتهامات، ويعتبر مطالبتك بفتح التحقيق إساءة لذكرى والده؟
< جمال مش فاضي للتحقيق في مقتل والده، وإنما فاضي لصيد البط بالبنادق، وهواية الغطس، والسفر الى باريس ليشتري البدل وفساتين السهرة، وهو حصل على مكافأة نظير سكوته بحصوله على نسبة ٥٪ من شركة المحمول الثالثة، ومقدارها أكثر من ألف مليون جنيه، ومنصب رئيس مجلس إدارة الشركة.
> ويقولون أنك حوّلت ذكرى الانتصار الى جنازة؟
< أنا عايز أعرف الحقيقة، زي كل الناس، كل شعب مصر عايز يعرف الحقيقة ويكشف المؤامرات ضده.
فالنظام الحاكم الذي أفسد الحياة في مصر منذ ٢٥ سنة لم يحترم هذه الذكرى الخالدة الخاصة بالانتصار، مع أنها انكسرت، وهم لديهم تراكمات ضدّي، ورغم أنني لم أزجّ باسم الرئيس مبارك في أي موضوع، ولم تصدر مني اتهامات ضدّه، ولكن من الواضح أن النظام لا يحتمل، وبدلاً من أن يكون هذا اليوم تخليداً للذكرى، أصبح ذكرى لفظاعة النظام الحاكم، فلم يترك الأمر لأيام، وإنما اختص الاحتفال بذكرى ٦ تشرين الأول (أكتوبر)، لكي يكون عقوبة لمن يفتح سيرة مقتل السادات، وبخاصة أننا من أقرباء الرئيس الراحل، لذا قام النظام الحاكم بإعطاء أوامره بفتح مقار وزارة العدل، والقضاء العسكري، ومجلس الشعب، لإصدار قرار رفع الحصانة والتحقيق معي أمام القضاء العسكري، لقيامي بأخذ حقي مثل أي مواطن يريد أن يعرف حقيقة اغتيال قائده ورئيس جمهوريته.
> وما هي توقعاتك عن سير المحاكمة؟
< أنا أثق في القضاء، ومع ذلك فقد أعطيت وصيتي بأن أدفن في المقبرة التي أعددتها لنفسي منذ سنوات
|