عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 29-08-2007
الصورة الرمزية لـ fanous2102
fanous2102 fanous2102 غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
المشاركات: 3,476
fanous2102 is on a distinguished road
فعندما تقول: لستُ اليوم مريضا، يسمع عقلك الباطن كلمة مريض ويصدقها وتكون النتيجة جهازا مناعيّا ضعيفا يؤدي إلى المرض. تٌدعى العلاقة بين اللاوعي والجهاز العصبي والجهاز المناعيneuropsychoimmunology
بينما عندما يسمع عقلك الباطن كلمة معافى يصدقها أيضا وتكون النتيجة جهازا مناعيا أقوى وبالتالي صحة أفضل.
إذا بقدر ما يهمّنا معنى العبارة بقدر ما يهمّنا وقع ألفاظها على اللاوعي عندنا.
على لوحة كبيرة معلقة على مدخل شركة طيران Jet Blue في أحد المطارات الأمريكيّة كُتبت عبارة سحرت عقلي:
Don’t say good bye, say see you later
لا تقل وداعا، بل قل أراك غدا!
كلا العبارتين تعنيان الوداع، لكن الفرق بين وقع العبارة الأولى على النفس ووقع العبارة الثانية كبير جدا.
عندما تقول "وداعا" تصاب بحالة كآبة، وعندما تقول "آراك غدا" يدخل الفرح إلى قلبك، علما بأن معنى العبارتين يكاد يكون واحدا!
لنقرأ ما يقوله الشاعر في وصف عينيّ حبيبته وهي تبكي:
أمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت.....وردا وعضت على العناب بالبرد
هي تبكي....لكن الشاعر أفرحك بألفاظه وهو يصفها تبكي.
بينما يصف شاعر آخر عينيّ محبوبته عندما يغرق فيهما، بقوله:
عيناك بحر إذا ما جبت شطّهما.....صرخت يا هدب أنقذني من الغرق
صرخت.....أنقذني.....الغرق....ألفاظ تصيبك بالكآبة رغم جمال مدلولها.
لقد سقط الإنسان المسلم ضحية لغة سقيمة عقيمة، فجعلته سقيم العقل عقيم الفكر.
يتكرر الفعل "قتل ومشتقاته" أكثر من عشرين مرة في سورة البقرة، وتقول إحدى آياتها:
"ولا تقولوا لمن يُقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون"
لماذا لا يحيا الإنسان في سبيل الله بدلا من أن يُقتل؟!!
ألم يكن أفضل لو قدّست الآية حقّ الحياة بقولها:
"وقولوا لمن يحيا في سبيل الله بوركت حياتك فأنت من الخالدين"
لو جاءت الآية بهذا الشكل الآخير عوضا عن الشكل الذي وردت فيه هل كنا سمعنا أما فلسطينية تزغرد عندما يفجّر ابنها نفسه وتقول: لدي ولدان آخران وآمل أن يسلكا درب أخيهما؟!!!
لو جاءت الآية وفق ذلك الشكل الأخير هل فجر أحد نفسه في قرية في شمال العراق وقتل أكثر من خمسمائة مواطن كردي بدون أي احترام لحق الحياة؟!!
طبعا لا!
لقد تبرمج عقل المسلم على القتل، ولم يتبرمج على حبّ الحياة.
إن لغة تبارك القتل في سببيل الله هي لغة لا تنجب عقلا قادرا على أن يبدع في الحياة!
الزراعة إبداع، البناء إبداع، الرسم إبداع، الغناء إبداع، الكتابة إبداع، الحوار إبداع، التربية إبداع، كل مظهر من مظاهر الحياة إبداع، بل الحياة برمتها إبداع.
ولا إبداع مع لغة تمتهن القتل.
لذلك لم نجيد يوما الزراعة ولا البناء ولا الرسم ولا الغناء ولا الكتابة ولا الحوار ولا التربية ولا إيّ مظهر من مظاهر الحياة، لأن عقولنا الباطنة تبرمجت على قتل الحياة.
................
للعقل حيزان الوعي واللاوعي.
الوعي هو حالة اليقظة التي نعيش فيها ونحسّ من خلالها بما يجري حولنا. أمّا اللاوعي فهو القيادة التي تحركنا من وراء الكواليس بطريقة غير ملحوظة أو مرئيّة.
يستقبل الوعي المعلومات من الوسط المحيط بالعضوية عن طريق الحواس، فيرسلها إلى حيّز اللاوعي حيث يقوم بدراستها وتحليلها ويصل من خلال تلك الدراسة والتحليل إلى استنتاجات مهمة يعود ويرسلها إلى الوعي الذي يتخذ قراره بناء على تلك الإستنتاجات.
وعي (أحاسيس)  اللاوعي (استنتاجات)  وعي (قرار)
عندما نمرّ، على سبيل المثال، بتجربة صعبة يحسّ الوعي بالألم وينقل إحساسه به إلى اللاوعي. يقوم اللاوعي بتحليل الأمر ويصل من خلال ذلك التحليل إلى استنتاج، ثم يرسل استنتاجه إلى الوعي، فيقوم الوعي باتخاذ قرارا بناء على ذلك الإستنتاج.
اللاوعي يخزن إحساسه بالألم واستنتاجاته في حيّز الذاكرة. فعندما تتعرض العضوية لتجارب صعبة مماثلة لا يحتاج اللاوعي إلى القيام بالتحليل من جديد فيرسل استنتاجاته السابقة الصنع بطريقة اوتوماتكية آلية.
ولذلك تبقى السنوات الأولى من عمر الإنسان هي الأهم في حياته. إذا يتمّ خلالها معظم البرمجة، ويتحول اللاوعي في السنوات اللاحقة من العمر إلى محطة ترسل الاستنتاجات المسبقة الصنع بطريقة آلية ودون الحاجة للكثير من التحليل.
................
طفلة في الرابعة من عمرها، تجري معها مذيعة سعودية مقابلة تلفزيونية. تسألها خلال المقابلة: هل تحبين اليهود؟ تجيب الطفلة: لا. تسأل المذيعة: لماذا؟ تجيب الطفلة: لأنهم قردة وخنازير!
اللاوعي عند تلك الطفلة تبرمج ليربط بين اليهود من جهة والقردة والخنازير من جهة أخرى، ويحس من خلال هذا الربط بألم ما وبالتالي يصل من خلال ذلك الألم إلى استنتاج ما. هذه الطفلة وفي عمرها اللاحق لن تكون قادرة على اتخاذ قرارات خارج إطار تلك المعادلة. ومن هنا أرى محاولة بعض المسلمين وخصوصا في الغرب على ربط مواقفهم من اليهود بالقضية الفلسطينية نفاقا وكذبا لن يقودهم إلى نتيجة.
فالأزمة مع اليهود أزمة أثارها القرآن وبرمج عقول قرائه منذ أربعة عشر قرنا على تكريثها.
.............................
عندما تتم برمجة اللاوعي، يتشكل حاجز لا مرئي يفصل بين اللاوعي والوعي، ويقوم بدفش كل الأفكار التي لا تنسجم مع برمجة اللاوعي ومنعها من دخوله.
فالإنسان الذي يتبرمج حيز اللاوعي عنده على ربط اليهود بالقردة والخنازير لن يقبل أية فكرة تناقض ذلك الربط، حتى ولو قادته تجاربه إلى إثبات العكس.
في أمريكا، يقص عليّ الكثيرون من المسلمين والعرب تجاربهم مع اليهود، ويؤكّدون دائما على أن اليهود مخلصون في العمل صادقون لا يخونون ولا يسرقون.
هذا ما أثبتته تجاربهم مع اليهود، لكن الحاجز الذي يفصل بين الوعي واللاوعي عندهم يمنعهم من تبني قناعة جديدة وتظل البرمجة التي نشأوا عليها تتحكم بواقفهم وقراراتهم.
ولا أعتقد بأن البرمجة حيال المسيحيين وأتباع الديانات الأخرى تختلف كثيرا، ولكن القضية الفلسطينية تطفو باليهود دوما على سطح الوعي.
عندما ألقوا القبض على الإرهابي الباكستاني خالد شيخ محمد قال لهم: بيدي اليمين المباركة قطعت رأس اليهودي الأمريكي دانيال بيرول.
هل قطعها لأنه على خلاف مع اليهود حول القضية الفلسطينيّة، أم لأنه مبرمج في وعيه وفي حيّز اللاوعي عنده على أن يربط بين اليهود من جهة والقردة والخنازير من جهة أخرى؟!! ألم يقل قرآنه:
"ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسيئن"
هذا ما يقوله كتاب المسلمين، أما اليهودي انشتاين فيقول:
God doesn’t play dice. الله لا يلعب النرد، بمعنى إن الله ينظّم ذلك الكون وفق معادلات وقوانين غاية في الدقة. يخلق الإنسان جميلا لأنه يحب الجمال ومحال أن يمسخه قردا، فمعادلة خلق الإنسان تختلف عن معادلة خلق القرود!
هذا ما قاله المسلم خالد شيخ محمد وهذا ما قاله اليهودي أنشتاين، فأي إله ذاك الذي يمسخ أنشتاين قردا ويترك خالد شيخ محمد على شاكلة البشر؟!!
...............................
لاحظت في الآونة الأخيرة ظاهرة جديدة. لقد امتلأ بريدي برسائل من قراء تستنكر "هجومي" على الإسلام ولكن بأدب لم يسبق لي أن لمسته لدى "المدافعين" عن الإسلام. والأغرب من ذلك إنكارهم للسنة والحديث وإدعاؤهم بأن الإسلام هو القرآن.
طبعا تُبشر تلك الظاهرة ببارقة أمل تلوح في الأفق، والأمل ليس في إصلاح الإسلام وإنما في إنهياره.
إنها الخطوة الأولى في طريق طويل وشاق، بل إنّها الخطوة الأسهل!
اللغة المهذبة التي سادت رسائلهم أشارت لي: بأنهم بدأوا يستيقظون. أمّا انكارهم للحديث والسنة فقد أشار لي: بأنهم بدأوا يعون.
عندما يهترئ الثوب يبدأ الفقير بترقيعه محاولا أن يمدّ بعمره.
إنها مرحلة لا بد من المرور فيها قبل أن يصرخ صاحب الثوب: صار الخزق أكبر من الخرق!
فإلى متى سيكابر هؤلاء بأن ماجاء في السنة والحديث محض افتراء، وكيف سيثبتون بأن القرآن ثوب لا خزق فيه؟!!
يقول القرآن نفسه: " وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى".
فلماذا لم يحفظ الله ما ينطق عن هوى نبيه من التزوير والإفتراء؟!!
لقد قال لي مفكر ومؤرخ أوسترالي:
I read Muhammad’s life. Oh my God, it’s traumatizing!
لقد قرأت حياة محمد. ياإلهي! إنّها تصيب المرء بالصدمة.
فهل، يا تُرى، لو قرأ القرآن سيفيق من الصدمة؟!!
إنّ الإسلام ثوب رث للغاية. بداية انهياره تكمن في إلغاء الحديث والسنة، لكن نهاية تلك النهاية ستكون عندما يكتشف هؤلاء القرآنيون بأن الخرق الذي في أيديهم لم يعد كافيا لرقع الخزق الذي في كتابهم.
__________________
مسيحي من الارض المصريه القبطيه المحتله
الي الابد قويه يامصر بالمسيح

آخر تعديل بواسطة Servant5 ، 29-08-2007 الساعة 10:22 AM السبب: تكبير الخط
الرد مع إقتباس