عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 22-09-2007
samozin samozin غير متصل
Silver User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 627
samozin is on a distinguished road
اولا: الشرخ بين المسلمين والأقباط كل يوم يتعمق الشرخ بين المسلمين والأقباط وحالة تردى الثقة والعزل المجتمعى وتساهم الدولة بقواها الأمنية بالدور الأكبر فى هذا الشرخ عبر التمييز المستمر ضد الأقباط حتى تصور العوام أن التمييز هو حق من حقوقهم. وقد تحمل الأقباط بصبر إستبعادهم من الوظائف القيادية والتمييز ضدهم فى الوظائف العامة ولكن مسألتين الهبت الحساسية القبطية وهدمت الثقة وعمقت الشرخ ورفعت حرارة التوتر وهما مسألة الاعتداء على الأقباط عندما يشرعون فى بناء دور للتعبد، والتستر والتواطئ الامنى والمجتمعى إزاء حالات الأسلمة وإستهداف بنات الأقباط وتطبيق قوانيين الشريعة على الأطفال الأقباط فى حالة تغيير أحد الوالدين لدينه إلى الإسلام. ومع تكثيف النشر والتناول الإعلامى لهاتين المسألتين أتضح بما لا يحمل مجالا للشك أن الدولة وقواها الأمنية تتحمل المسئولية الكاملة عن الفوضى والإعتداءات وغياب القانون وإستهداف الأسرة القبطية. لقد أصبح الطريق الوحيد لإستعادة الفتاة القبطية المختفية هو الإحتجاج، وعلى الأقباط أن يدركوا أن الاحتجاج هو انسب وسيلة فى ظل غياب دور الدولة والقانون فى حماية الضحية وبل وحتى معرفة مكان إختفائها ، ولكن على الأقباط أن يلتزموا بشكل متحضر ومسالم للإحتجاجات حتى لا يساهموا فى الفوضى وغياب القانون المستشرى فى مصر حاليا، فالاحتجاج حق أساسى من حقوق الإنسان فى ظل الالتزام الصارم بسلمية هذا السلوك. من ناحية آخرى ارتفعت حرارة الجسد الإسلامى المصرى إزاء الارتباك الذى يعانى منه العقل المسلم بعد 11 سبتمبر وتكثيف النشر المتناول للإسلام عالميا والناقد للفكر وللثقافة الإسلامية. وحمل الكثيرون فى الشارع المصرى الأقباط جزء من مسئولية النقد الموجه للإسلام رغم ان معظمه جاء كرد فعل عالمى وليس قبطيا على ما يقترفه الارهابيون المسلمون حول العالم من جرائم.

ثانيا: الشرخ بين الأغنياء والفقراء إتسعت الهوة بشكل مخيف بين الغنى والفقر فى مصر، ومع الانفجار السكانى ازداد عدد الفقراء جدا وفى نفس الوقت ازداد عدد الاغنياء ، ولكن الذى صنع الهوة ليست الفجوة بين الغنى والفقر فى حد ذاته وإنما تخلى الدولة عن ابسط الحقوق الأساسية للإنسان المصرى فيما يتعلق بالمأكل والصحة والتعليم والسكن الملائم من ناحية وطريقة تكوين هذه الثروات والذى يأتى معظمها كنتيجة للفساد من ناحية اخرى بما فى ذلك تورط الكثير من المسئولين فى الدولة فى هذا الفساد وهو ما عمق الحقد تجاه هؤلاء الفاسدين. إن من اعجب الامور التى تراها فى مصر هى حقد فاسدين على فاسدين، وتستمع إلى حكايات من فاسدين يحقدون بغل على فاسدين آخرين لانه متاحة لهم فرص للفساد اكثر منهم.لقد أصبحت الفوضى مسلكا شعبيا والفساد عملا جماهيريا والخروج على القانون سلوكا يوميا يتباهى به الصغير والكبير والمجتمع يحكمه قانون النهب المتبادل. كل هذا جعل الحقد على الأغنياء يتزايد بين الفقراء والمعدمين الذين لا يعرفون وغير متاح لهم طريقا للفساد. إن الثراء غير القانونى وغير الأخلاقى امتص الجزء الاكبر من حق الفقراء فى الحياة الكريمة، فهذه الثروات ليست نتيجة جهد حقيقى وإضافة للأنتاج وإنما هى نتاج وضع متردى من حالة الفساد الهيكلى المنتشر مثل السرطان فى الجسد المصرى.

ثالثا: الشرخ بين النظام والشعب لم اقابل فرد واحد فى مصر راض عن النظام الحالى بإستثناء الشلل الفاسدة المنتفعة، فالاغلبية ترفضه والأقلية التى تقبله من الشارع تقول إنه أفضل من المجهول، فالخوف من المستقبل تجعل قلة ومنهم نسبة لا بأس بها من الأقباط يفضلون بقاء هذا النظام خوفا من حالة الفوضى أو حكم الإسلاميين، فهم يقبلونه ليس لميزات فيه ولكن خوفا من القادم. ولكن الواقع يقول أن هذا النظام هو الذى زايد على الإسلاميين وساهم فى أسلمة الحياة العامة ولعب بورقة الإسلام داخليا وخارجيا. ونظرا لهذه الفجوة وتضاءل الثقة بين النظام والشعب لهذا اعتمد النظام بشكل أساسى على أجهزة الأمن لحماية نفسه وتضخمت الأجهزة الأمنية بشكل مفرط وتعددت مستوياتها وأصبحت تراقب بعضها البعض من قبل النظام لحماية نفسه وإحكامه السيطرة عليها وعلى الشارع.
__________________
samozin
الرد مع إقتباس