عرض مشاركة مفردة
  #21  
قديم 12-10-2007
honeyweill honeyweill غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: EGYPT
المشاركات: 7,419
honeyweill is on a distinguished road
المحافظ يسرد
مساء الجمعة 14 أبريل التقى أعضاء لجنة التنمية البشرية بمجلس الشورى بمحافظة أسوان «لواء سمير يوسف» والمهندس زين العابدين رئيس المجلس الشعبى المحلي، المحافظ قال لا توجد مشاكل إنما هى «خمائر عكننة»، والاستيطان حول البحيرة يتساوى فيه كل المصريين؟!! الرجل نسى أن النوبيين هم الذين هُجِّروا من هذه المنطقة وخسروا الجلد والسقط.. نفس الرد هو الذى تكرمت به حكومتنا حماها الله أن ترد لأول وآخر مرة على شكوى الجمعيات والهيئات النوبية بالقاهرة والإسكندرية والتى وردت فى رد الدكتور «صفوت النحاس» سكرتير عام مجلس وزراء د. عاطف عبيد أنه فيما يتعلق بالاستيطان والزراعة فى الأراضى الشاطئية حول بحيرة ناصر فإن هذه الأراضى مفتوحة لكل مصرى يود أن يشارك بنفسه دون وسيط فى استصلاح هذه الأراضى حول بحيرة ناصر، طبقا للضوابط التى تحددها الدولة وليست مقصورة على فئة محددة.
إنه موقف الدولة المصرية إذن، فهى تسمح لأبناء سوهاج وأسيوط وكفر الشيخ بالسكن والزراعة حول البحيرة وتستخدم أسلوب المزايدة لبيع الأراضى لتحول بين النوبيين والسكن حول البحيرة موطنهم الأصلي.. قال المحافظ: ستذهبون غدا لمركز نصر وترون بأعينكم.
حصار أمني
عقب انصرافنا من لقاء المحافظ علمت أن مباحث أمن الدولة فى مركز نصر استدعت أحمد إسحاق رئيس جمعية توماس بالقاهرة ونبهت عليه بعدم حضور المؤتمر الذى سيعقد فى اليوم التالى فى مجلس محلى مركز نصر، وأن المأمور اتصل بعم خبيرى ونبه عليه بعدم الحضور فطلبت منهما الحضور وفعلا رفض الرجلان تحذيرات الأمن، ولكن كانت هناك تعليمات من المحافظ بقصر الحضور على أعضاء المحليات من الحزب الوطنى والموظفين الحكوميين، قال مأمور الشرطة إنه ملتزم بكشف رسمى أرسل إليه، حاصرت الشرطة مقر المؤتمر ولدى وصول الأتوبيس الذى يضم أعضاء اللجنة تعالت الهتافات، تدخلت وزملائى واصطحبنا الشيخ عبدالهادى يعقوب عضو مجلس الشعب الأسبق وأحد مؤسسى التجمع لحضور المؤتمر وكان معه بعض أعضاء التجمع واشتبك زميلاى عبدالإله عبدالحميد بالأيدى مع الشرطة التى بادرت بالاعتداء على المواطنين لمنعهم من الدخول.
رئيس الوحدة المحلية مصطفى عبدالمحسن سرد إنجازات الحكومة فى مركز نصر وأنه الأول على مصر حسب تقرير التنمية البشرية، ردود الجالسين فى القاعة كانت صاعقة - ولكن خليل جبالى - أمين الحزب الوطنى بالمركز ورئيس المجلس الشعبى المحلى تحدث عن مطالب النوبيين، متفقا مع ما تردد فى اجتماع اليوم السابق بقرية «عنيبة» وهي:
- إعادة تسعير الأراضى المخصصة للبناء والتى رفعها المحافظ من 50 قرشا إلى 50 جنيها، الغريب أن الرئيس مبارك أعلن عن منح أراضى الاستثمار فى الصعيد بالمجان.
- الإسراع ببناء مساكن المغتربين.
- تسليم 5700 فدان مستحقة للنوبيين فى مشروع وادى النقرة «استولى عليها الكبار».
- زيادة المبلغ المخصص لعملية الإحلال فى قرى مركز نصر، كان المحافظ قد ذكر أنها عشرة ملايين جنيه لكن الدولة لم تدرجها العام الماضى فى ميزانية المحافظة.
الشيخ عبدالهادى يعقوب وقف ليعلن أننا مصريون قبل كل شيء، ليس فينا قرضاى ولا علاوى ولا الجعفرى إننا أبناء مخلصون لهذا الوطن. تعاقب بعده المتحدثون يفندون تهمة عدم الولاء ونزعة الانفصال، وقالوا: لقد رفضنا هذا فى الماضى وسندافع عن وطن موحد وشعب واحد، تحدثت امرأة عن معاناة النساء حول البحيرة، د. فرخندة حسن رئيسة لجنة التنمية التى أدارت الاجتماع باقتدار أعربت عن دهشتها للمستوى المرتفع وعيا وفكرا وبلاغة التعبير، قالت هذا للمحافظ للتأكيد على استحقاقات هؤلاء المواطنين ثم تحدثت أنا مستنكرا تدخلات الأمن وتعاقب زملائى متضامنين مع حقوق النوبيين.. كانت لحظة الختام رائعة حينما هتفوا ثلاثا تحيا مصر.
المحافظ فى اليوم التالى أكد تمسكه بتسعيرة الأرض المخصصة للسكن، وأنه لا فرق بين أبناء النوبة والآخرين فى الاستقرار حول البحيرة!!! ولكنه عاد معنا إلى القاهرة على نفس الطائرة ويبدو أن هناك من استدعاه؟!!.
والآن.. هل تكفر الحكومة عن خطاياها؟!! هناك فرصة لا شك فيها لإزالة الاحتقان لدى أبناء النوبة وهم من أخلص الناس للوطن.. وهناك قرض ب مليار و300 مليون دولار من منظمة الفاو لإعادة إعمار منطقة بحيرة ناصر.. وهناك اتفاق مع الاتحاد الأوروبى يتضمن إعادة النوبيين لمناطقهم الأصلية التى تمتليء الآن بالهاربين من الأحكام وقضايا الثأر فلتعط الدولة من يشاء منهم حق العودة.
ولابد من إعادة النظر فى القانون رقم 6 لسنة 1933 الخاص بنزع ملكية الأراضى التى تستلزمها التعلية الثانية لخزان أسوان والقانون 67 لعام 1962 بشأن نزع ملكية الأراضى التى ستغمرها مياه السد العالي، وكلها قوانين جائرة والأخير لم يعرض على برلمان يناقشه.. فضلا عن زيادة الاعتمادات المقررة للإحلال فى القرى وتوفير 300 مليون جنيه لإسكان المغتربين ومساعدة المواطنين على حماية منازلهم من زحف النمل الأبيض والمساعدة على تعزيز زراعة النخيل والأشجار والسماح للمواطنين بزراعتها حول منازلهم.. والمحافظة على التراث النوبى بكل جمالياته من خلال إنشاء قرى جديدة للنوبيين فى منطقة البحيرة.
فرصة للحكومة لإصلاح ذات البين ولمنظمات المجتمع المدنى التى تتعامل مع مشاكل مواطنين دون مواطنين وللأحزاب الغافلة عن خطر يهدد وحدة الوطن مصدره الجنوب الآمن المسالم، الذى تجد فيه بعض القوى فرصتها للعبث بأمن مصر.. وبحيرة ناصر منجم الأسماك لها حديث آخر.. أرجو أن تكون الرسالة قد وصلت.


http://www.al-ahaly.com/articles/06-...1276-opn06.htm
الرد مع إقتباس