
30-10-2007
|
Gold User
|
|
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 743
|
|
من علم حرفا حرر عبدا
وفاء سلطان
2007 / 10 / 30
جميع الأديان التي سبرت أغوارها باستثناء الإسلام، و بغضّ النظر عن ما جاء فيها من أساطير وخرفات لايقبلها العقل، وجدتها تجهد لترفع الإنسان إلى مستوى الإله. الإسلام وحده يهبط بالإله إلى مستوى الإنسان، وليس أيّ انسان، بل انسان غاضب حاقد ماكر مجنون أناني متكبر متجبر مغرور ....بل مريض!
يقول المفكر السعودي عبدالله القصيمي: أعجب من إله يُبدع، ثم يشوّه ما أبدعه!
هل يُعقل أن يُبدع إله في خلق الإنسان جسدا وعقلا وروحا، ثم يشوّهه فيسقط به إلى مستوى رقبة؟!!
"ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة وديّة مسلمة إلى أهله"!
بل في مواقع أخرى من القرآن يقول: فكّ رقبة!
لست هنا لأتناول تكريث الإسلام للعبودية، بل لأشير إلى ذلك الفنان الذي يرسم لوحة ويُبدع في رسمها، ثمّ يمسك فرشاته ويشوّه ما أبدعه!
رقبة؟!!
هل الإنسان، ذلك العقل الذي سما بنفسه إلى الفضاء وسبر أغوار الكون، مجرد رقبة؟
الحيوان يُربط من رقبته، فهل الإنسان مجرّد حيوان؟ وهل يُعرّف من خلاله العضو الذي يُربط به؟!!
لغة هابطة لا تليق بفنان مبدع، ولا بحقّ إبداعه!!
كان حرّي به لو قال: تحرير عقل، أو تحرير روح، أو على الأقلّ تحرير انسان!
لماذا لا يسمّي المسمّيات بأسمائها، كي لا يشوه حقيقتها؟
"لا تنابذوا بالألقاب"، أي لا تدعوا بعضكم بعضا بلقب يكرهه! أليس هذا تنابذا؟
كيف ينهي الإله عن فعل ويأتي مثله؟!
هل أحد فيكم يرتاح لأن يُعرّف من خلال رقبته؟ تصوّرا لو كنتم مدعويين لحفلة غداء في بيتي، وقلت: لدي عشرون رقبة، وأنا مشغولة بتحضير العلف لتلك الرقاب! كيف سيشعر كلّ منكم؟!
ستعيدون النظر عندها في صداقتكم لي، فلماذا لا تعيدون النظر في عبادتكم لإله يفعل ما فعلت؟!
لا أستطيع أن أصدق بأنه، وخلال الأربعة عشر قرنا المنصرمة، قام مسلم واحد بقراءة القرآن!
وإلاّ لاحترم كينونته التي هي فوق مستوى رقبته! ورفض أن يسقط به إلهه إلى ذلك المستوى المتدني.
المسلمون لا يقرأون كتبهم بوعي، وإلا لما كانت حالتهم على ماهي عليه. لقد استعبدت تلك الكتب عقولهم، وبرمجتها بطريقة آلية يفقد عندها الإنسان وعيه، فيُصبح سلوكه كلّه خارجا عن إرادته.
البرمجة العقلية هي البوصلة التي قادتنا من حيث لا ندري إلى وضعنا الحالي، وستقودنا إلى مستقبلنا. لا يستطيع الإنسان أن يُغير وضعا مالم يرتقي بوعيه إلى مستوى يعي عنده ماهية برمجته، فيُبقي على صالحها ويطرح طالحها.
يقول غاليلو: لا أستطيع أن أصدق بأن الإله الذي يمنحني عقلا هو نفسه ذلك الإله الذي يمنعني من أن أستخدمه.
وأنا لا أصدق بأن الإله الذي منح المسلم عقله هو نفسه الإله الذي منحه كتابه، فالأول أراده أن يستخدم عقله والآخر منعه من أن يستخدمه.
............
http://www.rezgar.com/debat/print.ar...id=113705&ac=1
|