عرض مشاركة مفردة
  #24  
قديم 16-12-2007
الصورة الرمزية لـ الحمامة الحسنة
الحمامة الحسنة الحمامة الحسنة غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2007
الإقامة: فى جنب يسوع المجروح
المشاركات: 6,398
الحمامة الحسنة is on a distinguished road
لماذا يكذبون؟ رداً على أكاذيب الدكتور زغلول النجار



12/12/2007

يتعجب المرء حينما يرى بأم عينيه أناس قد بلغت من العمر ارذله حتى أنهم لم يعد يفصلهم عن الانزلاق في القبر إلا خطوة واحدة، ويصبحون عرايا تماماً أمام الله الديان العادل الذي لا يعرف المحاباة، ليقدمون له حساباً عن أنفسهم، وتراهم يصبغون أنفسهم بصباغ البر والتقوى والخشوع والخضوع لله العظيم، ويملأون الدنيا ضجيجاً بأنهم خير أمة أخرجت للناس، يأمرون بالبر والإحسان وينهوون عن المنكر، ويتنافسون فيما بينهم على إقامة موائد الرحمان لإطعام اليتيم والبائس والمسكين وعابر السبيل، ويقيمون الندوات ويعقدون المؤتمرات وينفقون المليارات لبناء المساجد حول العالم، ويدعون كل البشر إلى الدخول في دينهم وعبادة الله الرحمن الرحيم، ويتبعون النبي الأمي المبشر به في التوراة والإنجيل والذي أرسله الله رحمة للعالمين، ويؤكدون على أن تعاليم دينهم تدعوهم إلى القسط بين الناس، والبر بأهل الكتاب، وتنهيهم عن الإثم والعدوان، وتحظرهم من اللغو في القول والفعل، وتطالبهم بأن يكونوا صادقين، منصفين، عادلين.
ثم تراهم بعد كل ذلك يكذبون ويفترون ويلفقون، بدون أدنى شعور بالخجل والحياء، كما فعل الدكتور زغلول النجار الذي اتهمنا زوراً وعدواناً بتلك الاتهامات الخطيرة التي يسعي من وراءها لإشعال نيران الفتنة داخل مصر وخارجها، ليحقق أجندة الإخوان، والجماعات الإرهابية، التي تدعمها دول بعينها ترى في قوة إيمان الأقباط وثباتهم في المسيح، حجر العثرة الذي يعوق تحقيق مشروعهم القديم المتجدد بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من المسيحيين، لا سيما مصر التي يعيش بداخلها أعرق وأكبر وأقوى تجمع مسيحي ليس في الشرق الأوسط فحسب، بل وفي العالم أجمع.
وذلك حتى يوصدون الأبواب أمام تدخل المجتمع الدولي للدفاع عن حقهم في الحياة داخل وطنهم وفقاً للدين الذي قبلوه وارتاحت إليه ضمائرهم، وتوكيداً للحفاظ على مبادئ قوانين حقوق الإنسان التي استقرت عليها المنظومة الدولية، سواء في الأمم المتحدة، أو مجلس الأمن، أو الدول الديموقراطية العظمى، أو منظمات حقوق الإنسان الدولية.
ولا يعرف هؤلاء الكذبة الملفقون المفترون، بأنهم بأكاذيبهم هذه إنما يسيئون إلى دينهم أكثر مما هو مساء إليه بالفعل بسبب العمليات الإرهابية الخَسيسة التي يشنها أتباعه على الآمنين، إذ يصوره أمام العالم كله بأنه مجرد دين شيطاني مؤسس على الكذب والخداع والتلفيق، وهو من أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع بعض أتباعه على الخروج منه واعتناق المسيحية سواء في مصر أو الجزائر أو المغرب، وبعد ذلك يتبجحون علينا بتحميلنا مسؤولية خروجهم عن الإسلام!!
وكان حرياً بهم أن يكونوا قدوة صالحة حتى لا يفقدون مصداقيتهم أمام أتباعهم، لأنه كيف لأناس تدعي أنهم رجال دين محترمين ثم يختلقون القصص والروايات الكاذبة وتقديمها للناس على أنها حقائق؟ مثل حكايات تكديس الأسلحة في سراديب سرية داخل الأديرة والكنائس؟! ومثل تربية الأسود لإطلاقها على المسلمين لافتراسهم؟! ومثل احتجاز السيدة وفاء قسطنطين لمنعها من الدخول في دين الحق؟! ومثل حكايات الدكتور زغلول الأشد إضحاكاً وإشفاقاً على مدى الخرف الذي أصاب عقل الرجل بعدما أفلس علمياً وأخلاقياً، وانفض من حوله سامر الإعجاز العلمي المزعوم، والذي فيما يبدوا قد أخفق في إيجاد الحلول العلمية لمئات المشاكل الصحية والبيئية والتعليمية التي يعانيها الإنسان المصري، بعدما خذله بول البعير في إيجاد حل ناجع للتغلب على مشكل الفشل الكلوي والكبد الوبائي وأمراض الرئة المنتشرون في مصر، ولم يسعفه جناح الذبابة في استخلاص أمصال لمكافحة شلل الأطفال، ومضادات حيوية للحد من الميكروبات والفيروسات التي تعشش في كل مكان بالمحروسة.
وبعدما أخفقت مجهوداته الدعوية في الحد من انتشار ظاهرة الدعارة والرشوة وسائر صنوف الفساد المنتشر في المحروسة، فراح يصب علينا لعناته وليدة جهالاته، فتارة يسب كتابنا المقدس ويتهمه بالتحريف والتخريف، وتارة يهزأ به بجهالة وسفاهة قائلاً عنه "الكتاب المكدس"!
وكان بإمكاننا الرد على استهزائه باستهزاء مماثل كأن نقول مثلاً عن القرآن الكريم أنه "القرآن اللئيم" لكننا لم نفعل.
وأخيراً ها هو يفجر قنبلته المدوية باختلاق أكذوبة أخرى من شأنها أن تتسبب في إحراق البلد لخطورتها إذ قال بدون أدنى خجل أو حياء، أن الكنيسة تحتجز المتنصرين خلف مزارع دينا حتى تقوم بتسفيرهم للخارج! وأن عمليات تنصير المسلمين تسير على قدم وساق وأنه يعرف أماكنها، بل وبلغت به البجاحة إلى حد تجرؤ بتحديدها في "المعادي"، و"الكنيسة المرقسية"، و"الكيلو 10 على طريق السويس"، و"إسطبل عنتر"، وبالمرة "زريبة عبلة"!
إلى آخر هذه الأكاذيب التي قام بتلفيقها ضدنا بدون دليل، مما يحق للكنيسة مقاضاته بتهم السب والقذف وإلقاء الاتهامات الكاذبة، وإلزامه طبقاً للقانون بأن يقدم ما بحوزته من مستندات وأدلة ملموسة لإثبات اتهاماته هذه، وإلا حوكم بموجب مواد القانون (إذا كان لا يزال في مصر قانون).
ولم يسأل هذا الرجل نفسه ماذا ستكون صورته أمام أبنائه وأحفاده عندما يكتشفون كذبه على الملأ؟ كما لم يسأل يضميره هذا السؤال: كيف لرجل يدعي بأنه يعرف الله، بينما في الواقع مجرد كذاب كبير؟
ألم يقرأ هذا الرجل في كتب الأخلاق أن الغايات النبيلة لا بد أن تتم بوسائل شريفة؟ ألا يؤكد لنا أن أمثال هؤلاء الناس يفتقرون لأبسط قيم الشرف والنبل والأخلاق؟ ألا يبرهن ذلك بأن أمثاله لا يعبدون الله، بل الشيطان؟
وهنا أحب أن أطمئنه، وأطمئن بقية المسلمين الخائفين والمرتعدين من التبشير، بهذه الحقائق التالية:
1 – تعاليم الكنيسة القبطية لخدامها واضحة ومحددة وهي عدم القيام بتبشير أي مسلم داخل مصر. لماذا؟
أ‌. لأن التبشير يوجه لأناس لم يسبق لها السماع عن المسيح، وكان ذلك من 2000 سنة مضت. لكن الآن فالإنجيل ترجم إلى كل لغات العالم، ولا يوجد إنسان لم يسمع بالمسيح. والمسلم المصري بالذات يرى المسيحيين أمامه كل لحظة وكل ساعة وكل يوم، فلو أراد أن يتعرف أكثر على المسيح، فسوف يأتي إلينا طالباً المعرفة. نقول "يأتي إلينا" وليس نحن الذين نذهب إليه.
ب‌. الإيمان المسيحي ليس للجميع، بل للذين يبحثون عن الكمال فقط، وما أقلهم في العالم. لذلك فتعاليم السيد المسيح هي تعاليم نخبوية، وليست شعبوية.
ت‌. أنا كخادم مسيحي لا يمكن أبداً أن أقبل على نفسي أن أحدث أي مسلم عن تعاليم المسيح، ما لم يكن هذا المسلم قد اجتاز بنجاح اختبار ألف باء الأخلاق العامة، ومعرفة أبجديات الضمير الإنساني، أي يكون قد هذب ضميره أولاً، حتى يتمكن من تسمية الأشياء بمسمياتها، فيقول عن الإرهاب أنه إرهاب، وليس جهاد في سبيل الله. وعن بن لادن أنه الإرهابي بن لادن وليس الشيخ أسامة. وعن الزرقاوي أنه سفاح وليس شهيد الأمة، وهكذا.
ث‌. أولويات الكنيسة الاهتمام برعاية أبناؤها أولاً، لأنه لا يعقل أن يوجد لدينا ملايين الفقراء والمساكين، وآلاف المعاقين والمرضى، ثم نتركهم بلا رعاية، لنذهب إلى المسلمين لتبشيرهم، لأن "خبز" الكنيسة لا بد أن يعطى "للبنين" أولاً حتى تشبع. لأنه ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكِلاب –أي للوثنيين.


__________________

(من يُقبل اليَّ لا أُخرجه خارجاً )( يو6: 37)
(حينئذ يسلمونكم إلى ضيق و يقتلوكم و تكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل إسمي)
( مت 24:10 )
مسيحيو الشرق لأجل المسيح

http://mechristian.wordpress.com/
http://ibrahim-al-copti.blogspot.com/
الرد مع إقتباس