
01-02-2008
|
Registered User
|
|
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: EGYPT
المشاركات: 7,419
|
|
وقفت حماس عاجزة وغير مبالية ولا تملك إجابة على هذه الأسئلة الجوهرية، وتركت الشعب يعاني من الجوع والحصار، ومن رياح السياسة الدولية العاتية التي ستجتثه باتجاه صحراء سيناء عندما يبلغ الحصار مداه.
وقفت حماس عاجزة عن طرح أجوبة لهذه الأسئلة الجوهرية ولكنها مع ذلك لم تعترف أن برنامجها السياسي "يد تبني ويد تقاوم" هو برنامج فاشل، ولا يصلح للاستخدام الآدمي في قطاع غزة، لان من يريد أن يكون مقاوما لا يستطيع التنسيق مع الجنود الإسرائيليين في معبر كارني لتصدير منتجاتنا الزراعية إلى الضفة، ولا إلى إدخال بضائعنا المحجوزة في موانئ أسدود.
وقفت حماس عاجزة عن الإجابة عن هذه الأسئلة الموجعة، ولم تحاول فعل أي شيء على الرغم بان بإمكانها فعل أشياء كثيرة، كي تنقذنا وتنقذ نفسها من هذه الورطة، ورطة انتصارهم المشئوم، على السلطة في 14/6.
1- كان بإمكان حماس أن تعلن أن المعابر لا تعنيها من قريب أو بعيد وأنها من اختصاص الرئيس محمود عباس. ولكن حماس للأسف ضيعت هذه الفرصة ورفضت مبادرة سلام فياض وأبت إلا أن تدس انفها في موضوع المعابر، هذا التدخل الذي سيمنح الحجة للإسرائيليين، ويحبط المبادرة من أصلها، لقد فعلت حماس ذلك لعدم اكتراثها بمصالح الناس الحيوية مقابل أن يكون لها دور في المعابر وهذا يتناقض مع برنامجها السياسي كحركة مقاومة.
2- كان بإمكان حماس أن تصعد من أشكال المقاومة السلمية لرفع الحصار ولكن باتجاه الحدود مع إسرائيل وليس مصر، فلماذا لم تكن المظاهرات السلمية واحتجاجات الخنساوات، والمسيرات الحاشدة، بل ومعسكرات الخيام، باتجاه معبر بيت حانون؟ لان وطننا وتاريخنا وحقنا وشعبنا في هذا الاتجاه .
وان التواصل مع رام الله والقدس والخليل ونابلس وفلسطينيو 48 أهم من الاتجاه نحو رفح المصرية والشيخ زوَيَّد.
3- كان على حماس أن تتخلى عن خطابها المزدوج تجاه موضوع المقاومة، لأنها تدرك أكثر من أي طرف آخر في هذا العالم، أنها ودعت المقاومة منذ دخولها في لعبة الانتخابات.
وان المقاومة لم تعد إلا أحداث متفرقة، ومتباعدة، لا يرجى من ورائها إلا إرضاء رغبات الهتَّافين وإثارة عواطف العرب والمسلمين خارج فلسطين، وان الحديث حول المقاومة ما هو ألا ضجيج مفتعل لا يرجى من وراءه إلا استقطاب الأموال الرسمية والشعبية، العربية والعجمية، فهذا النموذج من المقاومة لا يمكن أن نُحَمِّل عليه أي هدف وطني، يمكن تحقيقه من خلالها، وبالمقابل فان إسرائيل تحقق من خلاله هدفها الاستراتيجي، لفصل قطاع عن فلسطين والتخلص منه.
ويمكن لاحقا أن تستثمر إسرائيل هذا النموذج "العدمي" للمقاومة الغزّيَّة، في إقامة منطقة عازلة قد تؤدي إلى ضياع ربع مساحة قطاع غزة وإزالة تجمعات سكنية بأكملها مثل بلدة بيت حانون.
فأين هي المقاومة؟.
لقد بدأت الموجة الأخيرة باجتياح إسرائيل لحي الزيتون ومقتل أكثر من أثني عشر مسلحا و خمسة مدنين في ساعة من نهار، وانتهت بدخول الإسرائيليين بجباليا البلد وقتل أربعة واعتقال ستة من مسلحي حماس وتقييدهم في ساعة من ليل.
وما بين أول هذه الموجة وآخرها، قُتِل ما يقرب من أربعين شخص معظمهم من المدنيين، وأعلنت إسرائيل إغلاق غزة بالكامل وقطع الوقود والكهرباء.
وبالمقابل لم تستطع المقاومة قتل إسرائيلي واحد. وان آثار الصواريخ التي أطلقت على بلدة سديروت لا تزيد تأثيرها على إسرائيل عن حادثة سير طرق، ولكنها حققت هدفا استراتيجيا لإسرائيل، وهو فصل قطاع غزة، هذه حقيقة ما يجري على الأرض.
لم تفعل حماس شيئا مما سبق، ولم تقدم أي اجابات مقنعة لمواجهة الاسئلة التي فرضها الواقع الجديد، وكأن لسان حالها يقول:" إمارة ولو على حجارة!!!".
كل هذا لم تفعله حماس للأسف، ثم جاءت لتسوق علينا خروج الحجاج من رفح على انه انتصار كانتصار بدر!.... أليس هذا عملية تزييف للوعي؟!!!!!! وعملية اغتيال بشعة للعقل؟!!!!!
ان دخول الحجاج من معبر بيت حانون عبر الأراضي الأردنية هو أفضل من ناحية إستراتيجية للحفاظ على لحمة وتواصل أجزاء هذا الوطن، حتى ولو تعذر خروج بعض المطلوبين، وان عودة الحجاج من معبر بيت حانون يتناقض مع مصلحة إسرائيل، بالرغم من تصريح باراك عن إصراره بعودة الحجاج من الأراضي الإسرائيلية، لأنه في هذا التصريح قد اعتمد على فلسفة حاخامهم شمعون بيرس الذي قال: "إذا أردنا أن نفرض شيئا على العرب فإننا نعلن رفض إسرائيل له"..
هل أدرك السيد خالد مشعل وقيادة حماس الآن: أن بقاء محمود عباس والأمن الرئاسي على معابر القطاع، ودون تدخل حماس، وبقائها بعيدا، هو مصلحة وطنية إستراتيجية، تتمثل في التواصل بين غزة والضفة وعرب ال 48 ..... أم أن ظهور حماس مقدم على المصالح الإستراتيجية للشعب الفلسطيني؟!. فحب السلطة والجاه هو آخر ما يخرج من قلوب الصالحين، كما قال فقهاؤنا الأفاضل!.
وأخيرا لكم الله أيها الفلسطينيون المساكين، وانتم تسيرون باتجاه حتفكم، مخلفين ورائكم ذكريات عشرات السنين، من الألم والصبر والمعاناة

كتبها نووري سلامه
البلد: المغرب
الفئات: ثقافة و فن, خاصة, ديانات.
|