
اب كاهن من اقباط الحبشة (اثيوبيا)
الكنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية من الكنائس الأرثوذكسية المشرقية انفصلت عن الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية عام 1959م حين منح البابا كيرلس السادس رأسها لقب بطريرك ، وبحسب مصادر الكنيسة فإن عدد أتباعها يبلغ 40 مليون شخص ، وهي بذلك أكبر كنيسة شرقية . ومقرها مدينة أكسوم بإثيوبيا
تاريخ كنيسة التوحيد الأثيوبية
[تحرير] الجذور
إن تبني هذه الكنيسة لكلمة التوحيد باسمها الرسمي ، هو للدلالة على إيمانها بالطبيعة الواحدة للمسيح أي طبيعة الكلمة المتجسد على غرار بقية الكنائس اللاخلقيدونية والتي تتشارك معها بالإيمان وهي الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية الكنيسة السريانية الأرثوذوكسية والكنيسة الأرمنية الأرثوذوكسية و كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإريترية و كنيسة ملنكارا الأرثوذوكسية في الهند .
تًرجِع الكنيسة الأثيوبية بوادر دخول الديانة المسيحية إلى البلاد إلى القرن الأول الميلادي ، حيث يروي الكتاب المقدس في سفر أعمال الرسل الفصل الثامن قصة تبشير وعماد أحد الموظفين الكبار في مملكة الحبشة على يد الشماس فيليبس .{ ثُمَّ إِنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ كَلَّمَ فِيلُبُّسَ قِائلاً : ( قُمْ وَاذْهَبْ نَحْوَ الْجَنُوبِ عَلَى الطَّرِيقِ الْمُنْحَدِرَةِ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى غَزَّةَ الَّتِي هِيَ بَرِّيَّةٌ) . 27 فَقَامَ وَذَهَبَ. وَإِذَا رَجُلٌ حَبَشِيٌّ خَصِيٌّ وَزِيرٌ لِكَنْدَاكَةَ مَلِكَةِ الْحَبَشَةِ كَانَ عَلَى جَمِيعِ خَزَائِنِهَا. فَهَذَا كَانَ قَدْ جَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيَسْجُدَ } ( أعمال 8 : 26 – 27 ) ، وبعد ذلك يتابع نص الكتاب المقدس عن كيفية شرح الشماس فيليبس لذلك الخصي الحبشي عن نبوات النبي إشعياء التي تممها يسوع المسيح ، فآمن الرجل بالمسيح وطلب من فيليبس أن يعمده فلبى فيليبس طلبه وعمده في مياه صادفوها على الطريق ، كانت ملكة الحبشة في ذلك الزمان هي الملكة جيرساموت هنديكه السابعة { لاحظ قرب الاسم كنداكة الوارد في الكتاب المقدس باسم الملكة التاريخي هنديكه } وقد حكمت في الفترة مابين 42 م إلى 52 م .
وفي القرن الرابع أصبحت الديانة المسيحية الديانة الرسمية لمملكة أكسوميت الأثيوبية في أيام الملك إيزانا ، وذلك بفضل جهودالتبشيرية لفرومينتيوس السرياني الأصل والمعرف بإثيوبيا بـ Abba Selama, Kesaté Birhanأي أبو السلام وكاشف النور ، وفي حداثته كان لفرومينتيوس هذا قد نجا مع شقيقه ايديسيوس من حادث غرق سفينة قبالة السواحل الإريتيرية ، وبعد أن عثر عليهم السكان المحليون بيعوا كعبيد للقصر الملكي وكان يعتلي العرش آنذاك الملك أكسوم ، وبعد مدة حظا الشقيقان بنعمة من الملك برفعهما إلى منزلة الثقة حيث قاما بتبشيره بالمسيحية ، على إثر ذلك أرسل لفرومينتيوس إلى الإسكندرية من قبل الملك أكسوم للقاء البطريرك أثناسيوس حاملا إليه طلب الملك بتنصيب أسقف للمملكة ، قبل أثناسيوس طلب الملك وقام برسامة لفرومينتيوس نفسه كأول أسقف على أثيوبيا ، ومنذ ذلك الوقت وحتى عام 1959 م كان بطريرك الأسكندرية للأقباط الأرثوذكس يلقب برئيس أساقفة الكنيسة الأثيوبيا .
فترة العصور الوسطى
استمر اتحاد الكنيسة القبطية الأثيوبية مع كنيسة القبطية المصرية حتى بعد سيطرة
العرب المسلمين على أراضي مصر ، واستمرت المراسلات مابين بطاركة الإسكندرية وملوك الحبشة والنوبا . وفي عام 1439 م في عهد الملك زارا يعقوب قاد حوار ديني مابين الأنبا جيورجيس وزائر فرنسي إلى إرسال سفارة من إثيوبيا إلى الفاتيكان .
فترة اليسوعيين
إن فترة التأثير اليسوعي والتي كسرت في أثناءها قنوات الاتصال مع الكنيسة القبطية كانت بداية لفصل جديد من تاريخ كنيسة أثيوبيا ، حيث بدأ عمل الإرساليات الكاثوليكية في البلاد بدعم من البرتغاليين ، وجاء ذلك الدعم كجزء من كفاح البرتغاليين ضد الإمبراطورية العثمانية المسلمة وضد سلطنة عدوليس الإسلامية الواقعة شرق إثيوبيا للسيطرة على طرق التجارة إلى الهند عبر البحر الأحمر .
في عام 1507 م طلب الإثيوبيين المساعدة من البرتغال للوقوف في وجه سلطنة عدوليس ، وفي عام 1520 م وصلت سفارة من البرتغاليين إلى الأراضي الأثيوبية ووصلت معها الإرساليات الكاثوليكية ويقيت هناك لسنوات عدة ، وقد دونت أخبار تلك الإرساليات بواسطة المُرسَل و المستكشف البرتغالي فرنشيسكو ألفاريز .
لاحقا أرسل بابا الفاتيكان خواو نونيز باريت Joao Nunez Barreto كبطريرك على شرقي الهند وبرفقته أندريه دو أوفيدو Andre de Oviedo برتية أسقف ، ومن هناك انطلق ذاك البطريرك والأسقف إلى إثيوبيا لصون علاقات ملكها مع روما ، وبعد الفشل المتكرر بانت في الأفق بعض بوادر للنجاح في الحوار بين الطرفين في عهد الإمبراطور سوسينيوس ، وطال الأمر حتى عام 1624 م لكي يظهر الإمبراطور بعض مظاهر الخضوع الرسمي لبابا روما ، حيث أعلن سوسينيوس بأن الكاثوليكية هي المذهب الرسمي لمملكته ، ولكن هذا الإعلان لقي مقاومة عنيفة من قبل الشعب ، مما اضطر سوسينيوس للتخلي عن عرشه لصالح ابنه فاسيليدس في عام 1632 م ، الذي أعاد الأرثوذوكسية كمذهب إثيوبيا الرسمي ، بعد ذلك قام بطرد الآباء اليسوعيين من بلاده عام 1633 م ، وفي عام 1665 م أمر فاسيليدس بإحراق جميع كتب اليسوعيين .
مصلى تابوت العهد في كنيسة سيدتنا مريم من جبل صهيون، في أكسوم، تحتوي على تابوت عهد موسى وألواحه