[abomeret]

«معهد واشنطن»: مبارك منع «حمام الدم» في أزمة غزة

كتب محمد عبدالخالق مساهل ٥/٢/٢٠٠٨
قال معهد «واشنطن لدراسات الشرق الأدني» إن الرئيس مبارك ليست لديه «شهية» لخوض صراع شامل مع حركة حماس، وأن تكلفة الصراع سوف تكون باهظة بالنسبة له، سواء فيما يتعلق بالجبهة الداخلية، أو وضع مصر في العالم العربي.

وتحدث المعهد في تقرير له أمس الأول عن التكتيكات المصرية التي اتخذها الرئيس مبارك إزاء أزمة غزة قائلاً: «الرئيس المصري أمر قواته مبدئياً بأن تفسح الطريق للأعداد الهائلة من الفلسطينيين لعبور الحدود، للحيلولة دون وقوع حمام الدم، مضيفاً: «صدرت تعليمات للقادة المصريين بعدم إطلاق النار رداً علي إصابة ٣٠ جندياً بطلقات حماس».

ولفت التقرير إلي أن الرأي العام في مصر، علي الأقل الذي عكسته وسائل الإعلام، كان مؤيداً للغاية قرار مبارك تجنب سفك الدماء، والسماح للفلسطينيين بكسر الحصار، مستدركاً بأن جميع المحاولات لوقف الغزو أثبتت أنها غير مجدية، في حين وقعت حوادث أكثر عنفاً، وانتشر النقد لحماس علي نطاق واسع.

وذكر التقرير أن غزة تبدو الآن لكثير من المصريين تهديداً محتملاً للجبهة الداخلية، حيث إنها من الممكن أن تعمل كقاعدة آمنة لجماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية المتطرفة.

وأشار إلي أن الاستراتيجية المصرية تطورت لاحقاً إلي مرحلة الاحتواء، بهدف إرغام كل الفلسطينيين علي الخروج تحت تهديد الاعتقال.

وأكد المعهد أن القاهرة مثل حماس تعي أنه ليست هناك عودة للوضع الراهن، لذا فإن إعادة غلق الحدود بموافقة حماس هي مسارها المفضل إلي جانب التركيز علي اتفاق يقضي بالإبقاء علي معبر رفح مفتوحاً، لافتاً إلي أن ذلك من شأنه أن يوفر لغزة منفذاً لا يخضع للإشراف الإسرائيلي.

وأضاف التقرير: «يبدو أن القاهرة توصلت إلي نتيجة مفادها أنها لا تستطيع الاستمرار كشريك في حصار حماس».

وأشار إلي أن مصر سارعت في صياغة سياسة جديدة تجاه قطاع غزة هذا الأسبوع، وذلك بعد أن تحدتها حماس بفتح أكثر من ١٢ نقطة للعبور علي طول الجدار الحدودي مع إسرائيل.

ونبه إلي أن نحو ٧٥٠ ألف فلسطيني تدفقوا إلي الركن الشمالي الشرقي من شبه جزيرة سيناء منذ ٢٣ يناير الماضي لينفقوا ما يقرب من ١٣٠ مليون دولار في الأسواق المحلية، مشيراً إلي أن عشرات الآلاف من المصريين استغلوا عدم توافر ضوابط أمنية أو جمركية علي الهجرة وقاموا بالعبور إلي غزة.

وأكد التقرير الأمريكي أن هذه الحشود الضخمة من الفلسطينيين انتابها صخب غريب للتسوق في مصر واشترت كل البضائع المتوافرة والغاز والوقود بأسعار أرخص بكثير مما يباع في غزة.

وقال التقرير إن هذا النشاط المفاجئ أدي لرفع الأسعار وسط تنامي شعور بالسخط من جانب السكان المحليين، لافتا إلي وقوع العديد من أحداث العنف تشمل إطلاق مسلحي حماس النار علي الشرطة المصرية المرابطة علي الحدود في رفح والمناوشات بين الفلسطينيين والبدو القبليين، الذين صاروا أكثر قلقاً بشأن ما سماه التقرير «غزواً» وتمنوا أن يطاردوا الزائرين.

واستدرك بأن النشطاء السياسيين المصريين، خاصة قيادات وكوادر الإخوان المسلمين، سارعوا إلي غزة ليظهروا تضامنهم مع حماس، بينما حشدوا أكثر من سبعين تجمعاً في جميع أنحاء مصر للاحتجاج علي غلق الحدود مجدداً مع غزة.
http://www.almasry-alyoum.com/articl...rticleID=92513