القاهرة صعّدت لهجتها بعد اشتباكات رفح مع مسلحي الحركة
محيط - وكالات
عواصم: يبدو ان الايام القادمة سوف تشهد صداما قويا بين حركة حماس والحكومة المصرية على كافة الأصعدة في ظل أجواء محمومة وتوتر غير مسبوق بين قوات الأمن المصريةوسكان قطاع غزة على الحدود بين مصر والقطاع والتي زاد من حدتها الحرب الاعلامية التي تشنها الصحف المصرية ضد الحركة وقادتها.
وكانت الأوضاع على الحدود بين مصر وقطاع غزة قد انفجرت أمس بعدما حاول فلسطينيون اقتحام الحدود مجدداً بعدما أغلقتها السلطات المصرية تماماً. وأدت اشتباكات بين قوات الأمن المصرية ومسلحين ملثمين قرب بوابة صلاح الدين في رفح إلى سقوط قتيل فلسطيني وجرح 16 آخرين، إضافة إلى جرح 30 جندياً مصريا، بينهم ضابط برتبة عقيد، نقلوا إلى مستشفى رفح في المواجهات الأولى من نوعها منذ ترسيم الحدود في 25 ابريل/ نيسان 1982،، وهو الأمر الذي جعل السلطات المصرية تصعد من لهجتها في وجه حركة حماس سواء لجهة مسألة المعابر او لضبط حدودها في مواجهة محاولات فتح الثغرات على الحدود مع قطاع غزة.
وذكرت تقارير إخبارية إن مجموعات مسلحة من الفلسطينيين قامت بمحاولات لاختراق الحدود الدولية عند معبر رفح من خلال ثغرات جديدة للدخول إلى الأراضي المصرية، وقامت بإطلاق النار ورشق القوات المصرية بالطوب والحجارة، إلا أن القوات المصرية تصدت لهم ومنعتهم من اختراق الحدود.
وقال مصدر مصري رفيع لجريدة "الحياة" اللندنية إن "معبر رفح لن يُفتح في وجود سلطة غير سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس". وشدد على أن "هذه المسألة غير قابلة للنقاش"، رافضاً أي "وجود ولو رمزي لحركة حماس على معبر رفح... فحماس تنظيم وليست سلطة". وقال إن "مصر لا تعترف سوى بشرعية الرئيس عباس، وترفض أي صيغة أخرى".
وتأتي هذه الاشتباكات غداة إغلاق الحدود كلياً، بالتعاون بين قوات الأمن المصرية والشرطة التابعة لحكومة حماس المُقالة، كما أنها جاءت بعدما أعلنت مصر أنها لن تسمح أبداً باجتياز الحدود كما حصل الشهر الماضي، ولن تسمح برشق جنودها بالحجارة.
الإعلام المصري يشن حربا شرسة على حماس
في غضون ذلك، واصلت وسائل الإعلام المصرية المختلفة شن حربا على حركة حماس في قطاع غزة، حيث اتهمتها بمحاولة إثارة القلاقل وتأنيب الرأي العام ضد مصر.
وكان أشد الأنباء التي نشرت، ما نسب لصحيفة "الأخبار" المصرية حول كشف أجهزة الأمن عن مخطط مشترك واتفاق بين حركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر للتصعيد وإثارة الجماهير المصرية وحثهم علي التظاهر والعمل على تفجير الأوضاع في مصر في حال استمرار الحصار الإسرائيلي لغزة.
وقالت "الاخبار" إن حركة حماس طلبت من أجهزة الأمن المصرية تسليم العناصر الذين تم القبض عليهم في مصر وبحوزتهم أسلحة ومتفجرات لكن أجهزة الأمن رفضت لأنهم يخضعون حاليا للتحقيق
في هذه الأثناء، ذكرت جريدة "البديل" المصرية المستقلة ان الحملات الإعلامية الموجهة ضد حماس سوف تشتد بصورة كبيرة وقد تتواصل لعدة أيام، في محاولة لتحييد المشاعر الشعبية الداعمة للشعب الفلسطيني المناضل.وبحسب الصحيفة، لوحظ تركيز الإعلام علي اتهام حماس بتدبير أعمال عنف في مصر. ولأول مرة يقوم الإعلام الموجه "العام والخاص" بالربط بين "الإخوان" في مصر واقتحام الحدود المصرية في رفح. ويرجح مراقبون أن يمهد هذا الربط لمزيد من البطش بحركة "الإخوان" بدعوي تورطها في الحض علي اقتحام الحدود.
.. وحماس ترد وتحذر
من ناحيتها، أكدت حركة حماس أن الحملة الإعلامية ضدها التي تقوم بها بعض الصحف المصرية "لن تفلح في تشويه صورة الحركة أو إضعاف التعاطف المصري والعربي معها".
وقالت الحركة على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري: "تتواصل الحملة الإعلامية التي يقودها بعض أصحاب الأقلام المسمومة للنيل من حركة حماس وتشويه صورتها ومواقفها، وذلك من خلال سيل من الأكاذيب والادعاءات والتشهير والتحريض عبر بعض الصحف التي قبلت أن تكون أداة طيعة في يد أعداء الأمة، لمحاربة قوى المقاومة الفلسطينية وخاصة حركة حماس التي تمثل رمز الشرعية والمقاومة".
وحذر أبو زهري من إعلان شبه رسمي للحرب المصرية ضد غزة والفلسطينيين و"حماس" مقرونا بحملة إعلامية وصفها بـ"المسمومة" للتغطية على ذلك.
كما انتقد أبو زهري إقدام أجهزة الأمن المصرية على استعمال الرصاص الحي لمنع الفلسطينيين العالقين على الحدود في معبر رفح من الدخول أو الخروج من وإلى قطاع غزة، وأعرب عن أمله في أن تتمكن الجهود المبذولة بين المسؤولين في حماس والحكومة المصرية من منع تكرار أحداث الأمس الاثنين التي انتهت بمقتل أحد الفلسطينيين وجرح العشرات.
ونقل موقع "فلسطين اليوم" الالكتروني عن ابو زهري قوله: "نحن نشعر بالألم والأسف على إطلاق النار على أبناء شعبنا وقتل أحدهم من طرف الأمن المصري، وهو أمر شكل صدمة لشعبنا، ونأمل أن يؤدي التواصل المستمر بين مسؤولين في الحركة والحكومة المصرية لمنع تكرار هذه الأحداث".أضاف: "نحن نشعر أن هناك تعبئة يقودها جزء من الإعلام المصري ضد غزة وضد الشعب الفلسطيني وضد حماس، وهي حملة مسمومة تسعى لامتصاص النقمة الشعبية المصرية والعربية والإسلامية ضد الحصار المفروض على غزة، وهي حملة وصلت إلى مدى غير معقول لدرجة أنها استهدفت قيادات كبيرة كإسماعيل هنية ووالد الشهيدين الدكتور محمود الزهار، ونحن نشعر بأسف شديد أن تسمح الحكومة المصرية لهذه الأقلام المسمومة بأن تقود هذه الحملة"، كما قال.
ودعا أبو زهري المثقفين والكتاب العرب إلى التصدي لهذه الحملة، وقال "نحن ندعو قادة الرأي في العالم العربي إلى التصدي لهذه الأقلام المتصهينة التي تقف جنبا إلى جنب مع الاحتلال الإسرائيلي، ونؤكد أن الحصار لازال مستمرا وهو يشل كل أوجه الحياة الفلسطينية، وأن أطرافا عربية باتت تشارك في المؤامرة على قضيتنا، وبالتالي ندعو الأمة للانتفاضة للدفاع عن القضية الفلسطينية وإنقاذ أهل غزة من حملة التجويع والقتل البطيء الذي يتعرضون له"، على حد تعبيره.
http://www.copts-united.com/08_copts...2/05/1645.html
شاهد التعليقات للاهمية
آخر تعديل بواسطة honeyweill ، 06-02-2008 الساعة 10:15 AM
|