
08-02-2008
|
 |
Moderator
|
|
تاريخ التّسجيل: May 2005
المشاركات: 2,143
|
|
تابعت هذا الموضوع ولي بعض الملاحظات
أولا عيد الميلاد لم يكن في جوهر التقليد الكنسي في القرون الثلاثة الأولى
فالكتيسة الأولى كان جل تركيزها على القيامة
فبدون قيامة لا مسيحية
ثانيا أي كان التقويم يولياني أو غريغوري أو قبطي فلا يوجد دليل قطعي على تحديد هذا التاريخ ولا يؤثر هذا على جوهر الإيمان المسيحي
ثالثا توحيد التواريخ بين الشرق والغرب فكرة لطيفة ولا مانع منها لو كانت بهدف مصلحة الأبناء الأقباط في المهجر
وإن كنت أشك في مدى تأثيرها
فمعظم الأجيال القبطية من الجيل الثاني في الغربة وما يليه يفقد هويته القبطية تدريجيا
وربما قليل من الاختلاف قد يساعد هذه الأجيال على تذكر أصولهم القبطية
(ولكن هذا بعد سياسي لا ديني)
أما من الناحية الدينية
فأنا أرى أن الوحدة بين الكنائس على المستوى اللاهوتي والفكري أهم من مجرد تغيير تاريخ
إصلاح جناية مجمع خلقدونية أهم بكثير من إصلاح تاريخ عيد الميلاد
الانتماء الديني لابد وأن يكون بالأساس للمسيح أولا
ومن خلال هذا يمكن للكنيسة أن تتحد
أي محاولات خارج هذا الطريق هي محاولات فاشلة قبل أن تبدأ
المسيح هو مركز الكنيسة
كلما اقترابت الطوائف من المسيح كلما اجتمعوا معا في مركز الدائرة
أهم مشاكل الوحدة الكنسية
1) قوة الانتماء الطائفي الذي يفوق الانتماء للمسيح (ودائما ما يختلط هذا الانتماء بالبعد العرقي أو السياسي)
2) رؤية الاختلافات جميعها وكأنها هرطقات
ليست كل الاختلافات بين الكنائس هي هرطقات
والكثير من هذه الاختلافت تندرج تحت الاختلافات الطقسية والتي أرى أنها لا تمس جوهر العقيدة
مثال: جسد الافخارستيا في الكنيسة الارثوذكسية بخميرة
جسد الافخارستيا في الكنيسة الكاثوليكية بلا خميرة
الطائفتان يشتركان في أن الخميرة رمز للخطية
الارثوذكسية تؤكد على أن المسيح حمل خطايانا على الصليب (فلابد من وجود الخميرة)
والكاثوليكية تؤكد على أن المسيح كان بلا خطية (فلابد من عدم وجود خميرة) وتعتمد أيضا على أن الافخارستيا هي امتداد للفصح اليهودي بغير خميرة
في جميع الحالات هذه كلها رموز لا تنفي تجسد المسيح ولا صلبه ولا قيامته ولا فاعلية الاشتراك في الجسد الواحد والدم الواحد ، ولا أن الكنيسة هي جسد المسيح
فلا يصح أن نجعل هذا الاختلاف الطقسي من بنود البدع والهرطقات
الاختلافات مثل هذه لابد وأن توجد ، فهي تحمل خصوصية كل كنيسة محلية في جسد الكنيسة العالمية ، بل وجسد الكنيسة الواحد عبر الأزمنة والقرون
لا يمكن أن تتوحد الكنيسة إذا ظلت هذه الصغائر محل تفكير الطوائف
وأنا أرى اختلاف التاريخ لعيد الميلاد من هذه الصغائر
فاختلاف التاريخ لن يتعارض مع حقيقة الميلاد ومع السعادة التي تصاحب الاحتفال به وبمجئ المخلص إلى عالمنا 
|