أثار قرار شيخ الأزهر د. محمد سيد طنطاوي قبول الطلبة الشيعة للدراسة في المعاهد والكليات الأزهرية حالة من الجدل في مصر حول أسبابه وتوابعه، وما قد يثيره من معارضة الأزهريين والسلفيين.
ففي حين اعتبره المعارضون مؤشرا لترويج المذهب الشيعي داخل مصر التي تعتنق أغلبيتها العظمى المذهب السني وحذروا من تداعياته، أكد الكاتب المرموق فهمي هويدي أن وجود طلبة شيعة داخل أشهر وأكبر جامعة سنية في العالم الاسلامي، ليس جديدا ولا ينطوي على أي تبشير عقائدي.
وكان الشيخ طنطاوي قرر قبول التحاق الطلبة الشيعة، لأول مرة منذ الغى صلاح الدين الأيوبي في القرن السادس الهجري تدريس علوم الشيعة به. ويأتي قرار طنطاوي بعد لقاء جمعه مؤخرا مع الشيخ علي الأمين مفتي الشيعة في صور بجنوب لبنان الذي طلب منه فتح أبواب معاهد وكليات الأزهر أمام الطلاب اللبنانيين الشيعة.
تدريس المذهب الجعفري
وعلق فهمي هويدي في تصريح لـ "العربية نت" بأن "تدريس المذهب الجعفري الاثنا عشري في الأزهر كان موجودا في الماضي في اطار دراسات الفقه المقارن، وبالتالي يبدو قرار الشيخ طنطاوي ليس جديدا تماما، أما إذا كان المقصود التوسع في قبول الطلبة الشيعة فهذا موضوع آخر".
وشدد على أن قرارا كهذا ليس الهدف منه التبشير للمذهب الشيعي أو التفصيل فيه، وإنما الأمر أكاديمي بحت لتوسيع دراسة مجالات المقارنة بين المذاهب الاسلامية المختلفة.
وأشار إلى أن ايران (أكبر دولة شيعية في المنطقة) حريصة على توثيق علاقتها مع الأزهر كأكبر مرجعية سنية، وأي مسؤول منها يزور مصر يحرص على مقابلة شيخ الأزهر، وهذا يعني وجود اهتمام عندهم بتوثيق العلاقة مع هذه المؤسسة الدينية.
وحول الدعم الذي سيلقاه مشروع التقريب بين المذهبين السني والشيعي من خطوة الأزهر هذه، يرى هويدي أن المسألة سياسية وليست مذهبية، فدائما الخلافات السياسية هي التي تفجر المشاكل بين السنة والشيعة.
ويتابع بقوله "نظريا من الممكن أن يستفيد التقريب من خلال معرفة أهل كل من المذهبين بالآخر، ومع هذا فهناك فرق بين المعرفة وبين التقريب، وفي الأخير فان الذي يباعد هو السياسة وليس المذهب".
فرع للأزهر في طهران
وجاء هذا التطور بعد وقت قصير من موافقة شيخ الأزهر على ارسال أساتذة للدراسة في الفروع الفقهية بالجامعات الايرانية، وانشاء كلية أزهرية في طهران، وتبادل المناهج الدراسية والكتب بين الجانبين، والسماح لأساتذة ايرانيين بالقاء محاضرات في كليات جامعة الأزهر.
وعقد طنطاوي عدة لقاءات في الأيام الماضية مع مسؤولين ايرانيين زاروا مصر، منهم على لاريجاني مستشار الثورة الايرانية و**** عادل رئيس البرلمان. وقال شيخ الأزهر "لا يوجد خلاف بين السنة والشيعة في الأصول والثوابت التي يقوم عليها الاسلام، ونحن في الأصل نقوم بتدريس جميع المذاهب الفقهية في جامعة الأزهر ما فيها المذهب الشيعي".
لكن فهمي هويدي استبعد إنشاء كلية تابعة لجامعة الأزهر في طهران وقال لـ "العربية نت": "هذا موضوع يجب التحقق منه. أنا عندي شك في هذه المعلومة، فماذا ستفعل كلية أزهرية هناك، هل ستدرس المذهب السني؟".