الموضوع: الشيعه في مصر
عرض مشاركة مفردة
  #92  
قديم 26-02-2008
honeyweill honeyweill غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: EGYPT
المشاركات: 7,419
honeyweill is on a distinguished road
مشاركة: الشيعه في مصر

وأعود لأقول ان حسن البنا كان داعيا الى التقريب واذكر في هذا الخصوص ان الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام آية الله روح الخميني حفظت للأمام حسن البنا هذه السابقة والنظرة النافذة، فاستخدمت صفته التي بدأ بها حياته وهي كلمة مرشد - وحسن البنا هو أول من تسمى بكلمة مرشد حيث كان يطلق عليه المرشد العام للإخوان المسلمين - يجهل الناس أن الإمام الخميني ترك جميع المسميات الحوزية في حوزيات الشيعة مثل كلمتي المرجع والغاية وحرص على كلمة مرشد الثورة تيمنا بالإمام البنا، وقال لي من أثق في صدقه من حول الإمام الخميني لأنه رفض أن يسمى المرشد العام وقال فليبق العام حقاً لأول من أحيا الروح الإسلامية في مصر في القرن العشرين - حسن البنا - وأطلقوا اسمه على ساحة ضخمة في طهران - ساحة الإمام الشهيد حسن البنا وليس هذا من فراغ، ومن يحاولون ان يصوروا أن دعاة الإسلام الصحيح سنة وشيعة يمكن ان يفترقوا إنما هم واهمون، لأن من يفترقون هم الدعاة الكذبة، سواء للتسنن او للتشيع، ولو أخلص الناس دينهم لله لاقترب التسنن من التشيع والعكس.
¼ ماذا عن علاقتك بإيران؟
- علاقة الحب والمودة لأناس أخلصوا دينهم لله، لأن العقبات التي استطاع علماء ايران ان يتغلبوا عليها ليعيدوا الإسلام الى الحياة لا يمكن ان يتغلب عليها الا دعاة مخلصون ربانيون وقد زرت ايران ثلاث مرات، وامتنعت عن الزيارة من عام 1998 حتى الآن بسبب المضايقات الأمنية السخيفة التي تطارد الانسان حتى تفتش ما تحت الجلد، رغم أننا ندعو علنية ومعروفة، فأردت ليس قرارا من العنت معي وإنما اشفاقاً على ضباط الجوازات وهم يبحثون ولايدرون عم يبحثون، ويستوقفون وهم في حالة جهالة.
¼ تحدث البعض عن حملة لتشييع المصريين في الكويت فما حقيقة ذلك وهل شاركت في ذلك؟
- الحقيقة انني لا أعرف شيئاً عن ذلك، ولاأظن ان هذا يحدث. كل ما اعرفه ان وزير الأوقاف المصري د. محمود حمدي زقزوق ابلغني ان أحد رجال الأعمال الكويتيين اشتكى له من حملة لتشييع المصريين في الكويت، وأن هذا الرجل عرض أن يدفع مبلغ مليون دولار تنفق على حملة توعية تقودها وزارة الأوقاف المصرية بالكويت، وتوقف الموضوع عند هذا الحد. لكنني ادعو من يتحدثون في مثل هذه الموضوعات الى الحذر الشديد حتى لا يحدثوا فتنة مصطنعة بين الشيعة واخوانهم السنة.
¼ هناك رسائل تصل الى الناس عبر الهاتف النقال تدعو الى اعادة مصر الى الدولة الفاطمية، ويتردد ان بعض الشيعة العراقيين الذين لجأوا الى مصر يشاركون في هذا؟
- مبدئياً هناك من يطلق الأكاذيب بهدف التحريض او صناعة الفتنة، لأن كل الأبواب مغلقة أمام أي دعوة للتشيع،والأجهرة الأمنية تطاردنا وترصد «دبة النملة» وليس هناك اي مكان للدعوة او التجمع. الدولة الفاطمية كانت رائدة في عدة مجالات لكن لا مجال للحديث عنها الآن. أما مسألة الشيعة العراقيين فقد لجأوا الى مصر بهدف الاستقرار، وقد التقيت بعضهم ولم أسمع اي حديث عن اعادة مصر الى الدولة الفاطمية او التشيع، بل كانوا في منتهى التعقل، ويكفيهم ما أصابهم.
الولاء لإيران
¼ شكك الكثيرون في ولاء الشيعة العرب لأوطانهم على حساب ولائهم لإيران فماذا تقول؟
- ما صرح به البعض من أن الشيعة في العالم أجمع وفي العراق خاصة ولاؤهم لإيران، يجب ان يفهم في سياقه وسياق الأحداث، وما دمت قد أشرت اليه فلابد ان تستمع الى التفصيل، ان كان للمقصود بالولاء أن هناك تعاطفاً مع موقف الجمهورية الإسلامية أمام الاستكبار العالمي فهذا التعاطف موجود عند أحرار العالم جميعاً وعند فنزويلا وألمانيا مثلا حيث بدأت مظاهرات ضد أية محاولة عدوان على إيران، فهو التعاطف مع صاحب القضية الصحيحة ضد الاستكبار وهذا لا شيء فيه، وان كان المقصود ان هذا الولاء او التعاطف يعكس عدم ولاء للأوطان فهنا وقفة فولاء الشيعي لوطنه ولاء مقدس، لأنه يأخذه من دينه وأدلتي على ذلك كثيرة، وقبل أن أتكلم عن ولاء الشيعي لوطنه اشير الى معضلة عند الحكام العرب عموماً، أنهم يخلطون بين الولاء للحاكم والولاء للوطن، ويجعلون من الولاء للحاكم دليلا على الولاء للوطن، وهذا خلط تجاوزته الانسانية، فالولاء للحاكم مشروط بعدله وصدقه ونزاهته وتعففه عن المال العام، والشيعي أكثر ولاء لمثل هؤلاء الحكام حتى ولو كانوا غير مسلمين، لأن الإمام علي بن أبي طالب - سلام الله عليه اوصى الاشتر النخعي وهو يوليه على مصر «انظر الى الناس بحسب ميزانين: العدل المطلق لكل ما هو إنسان، فإن الناس إما أنهم اخوة لك في الدين او اشباه لك في الخلق» فالشيعي ولاؤه للحاكم العادل حتى لو كان غير مسلم ويسحب ولاءه عن الحاكم الظالم حتى لو كان مسلما وسأذكر لك دليلين على ولاء الشيعي للوطن أحدهما تاريخي والآخر معاصر، الأول من الإمام علي زين العابدين السجاد ابن الإمام الحسين - عليه السلام - فقد استشهد أبوه أمام عينيه وحمل أسيرا مع عمته زينب الى يزيد بن معاوية لكنه لم يتخل عن الولاء للوطن والدليل أنه كان من أدعية الإمام السجاد دعاء يسمى الدعاء لأهل الثغور اي لأهل الحدود الإسلامية ان يثبتهم الله في مواجهة العدو، مع أن هذه الثغور ملك بني امية لكنها ثغور الوطن، فدعاء أهل الثغور على لسان الإمام السجاد قمة الولاء والفواء للتراب الوطني.
والدليل المعاصر هو موقف حزب الله في لبنان، إن لبنان كان الى عام 1982 يتشكل جغرافيا من شمال ووسط وجنوب، وكان الجنوب جغرافيا مهملاً، فالبنية الأساسية كانت معدومة، وبالاعتبار البشري يعتبر الشيعة من سقط المتاع، اسرائيل تصورت أنها لو اجتاحت لبنان ستجد من هؤلاء المظلومين الشيعة من يناصرها، ولكن يأبى الله الا أن يقوم شيعة الجنوب بما لم تقم به الأمة العربية جمعاء، فقد انتصبوا وجاهدوا وقاوموا الاحتلال الاسرائيلي وأجبروه على الخروج، وحققوا أول تحرير حقيقي لأرض عربية

احتلت باسم الولاء للتراب الوطني، والأهم انتصاره الأخير على اسرائيل وأمريكا.
¼ أعلم أن هناك جهات دولية تتبنى قضاياكم فإلى ماذا وصلتم؟
- في أغسطس عام 2004 جاءت عضوة الكونغرس الأمريكي الى د. سعد الدين ابراهيم في مركز ابن خلدون وطلبت لقائي تحت مسمى البحث في مظلومية الشيعة في مصر فرفضت مقابلتها قائلاً: إن بحث المظلومية لا يبحث مع الظالمين، وأن المظلومية الكبرى للإنسانية من أمريكا، نحن مظلومون الى درجة اننا لا نستطيع الاتصال بأحد، ولا يسمح لنا أن نمارس اي عبادة نقتنع بأنها ترضي ربنا، فكيق نتصل بالآخرين؟ لا نستطيع أن نقيم حسينية نصلي فيها - كما نعتقد - الصلاة الحق، ولا نستطيع ان ندعو لاجتماع شيعي، وعليك ان تتصور اذا كان حاكم دولة يصف الشيعة بأنهم عملاء، فهل يمكن ان يعطيهم حرية؟ هل تعلم ان هذا التصريح يصلح وحده دليلا للجوء الناس الى هيئة الأمم المتحدة، اننا نعيش في ظل حاكم اصدر حكما مسبقاً علينا بأننا عملاء، فهل هذا يضمن لنا ادنى الحقوق؟
¼ أنتم تبالغون كثيرا في أعداد الشيعة في مصر وهو ما يثير غضب الكثيرين؟
- لا أستطيع تحديد عددهم لعدم قدرتهم على الاجتماع، ولكني اقول لك على سبيل اليقين انه لا تشرق شمس الا على تشيع جديد، ويكفي ان تعلم ان البعض استحلوا لأنفسهم طوال القرون ان يحصنوا اتباعهم ضد التشيع بأكذوبة تقول ان الشيعة يقولون ان محمدا ليس رسول الله وعلي رسول الله وأن الوحي أخطأ، وظلوا يدعون ذلك حتى جاءت وسائل الإعلام فأصبح المسلم السني يسمع الأذان في طهران وفي مساجد الشيعة في الكويت والبحرين يقول «أشهد ان محمداً رسول الله» فسقطت مفاهيم خاطئة كثيرة، التشيع في مصر يمتد وكل ما أرجوه من الله ام يمتد على بصيرة، وليس على خطأ، وأن يمتد بعلم وليس بتقليد.
أوقاف بالمليارات
¼ بعض من يمثلون الشيعة في مصر يتحدثون عن أوقاف بالمليارات لآل البيت ويطالبون بها وهو ما يثير حفيظة الدولة؟
ـ ما يردده بعض العملاء ليسوا عملاء لأحد وانما لمطامعهم الشخصية - حيث يزعمون بوجود اوقاف والحقيقة انه لا توجد اوقاف لاهل البيت في مصر على الإطلاق ولا شيء من هذا القبيل، والأوقاف التي كانت موجودة كانت موقوفة اما على الحرمين او على المساجد، لان آل البيت منذ ان قضي على الدولة الفاطمية محي كل أثر لهم، فما يقوله امثال هؤلاء اكاذيب ومحاولة للتجارة بعواطف الناس ولا توجد دعاوى او قضايا بهذا الوضع، وانا اقول لك الحق كل الحق، لا توجد اي خلافات مالية او حجج اوقاف تخص الشيعة في مصر، ونقابة الاشراف المصرية كانت موجودة ثم اوقفت ثم اعيدت، وهي تقوم على مسألة النسب وليس معنى الانتساب للرسول صلى الله عليه وسلم ان يكون المنتسب شيعيا، فالملك حسين وذريته ينتسبون الى آل البيت وكذلك الملك الحسن في المغرب، فالشيعة غير الانتساب، وإنما هي اعتقاد معين، والكثير ممن ينتسبون الى آل البيت بالعرق والدم من غلاة المعادين للشيعة.
¼ هناك من يطالب باسترداد الأزهر مرة اخرى فما رأيك؟
ـ الازهر وضع للعلم ونرجو ان يظل كذلك لنشر العلم الصحيح، فهناك علماء أجلاء من اهل السنة في الازهر يطالبون باصلاحه من عشرات السنين.
¼ أنت تتحدث عن وحدة المسلمين فيما يسب الشيعة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين تجلهم الامة وتقدرهم؟
ـ السب محرم قرآنيا يقول تعالى (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) فسب الاصنام حرام، إنما البراءة بمعنى ان اقول أنا بريء من عمل فلان، القرآن فيه البراءة وليس فيه سب، ونحن لا نسب أحدا - معاذ الله - ومن وقع في السب فيكون ردا لفعل. فعقيدة الشيعة تقوم على الولاء لآل البيت والبراءة من أعدائهم.
مع القرضاوي