روبى...فتاة بألف رجل
الجمعة 19 مارس 2004 16:58
عادل حزين
لست فى سن يسمح لى باستيعاب أى تغيير فى المزاج السمعى والبصرى، لذلك لم أعرف من هى روبى التى يتكلم عنها الجميع حتى أرشدتنى حفيدتى الى الكليب الذى يتضمن جزء من أغنياتها المصورة، لم يتأثر وجدانى بالأغنية ولا بالتصوير لا كثير ولا قليل فكما قلت لست فى عمر يسمح لى بفهم وتذوق ما تتغنى به ولا بإبصار الحركة الراقصة المصاحبة لأغنياتها.
ولكن عندما علمت أنها طالبة فى كلية الحقوق بالمنيا، وأنها لا زالت تذهب الى كليتها، وأنها تمارس حريتها الشخصية فى الملبس والسلوك أخذت بشجاعتها وقوة شخصيتها، وتذكرت كيف ذهب الفنان عادل إمام يوما الى قلب أسيوط ليعرض مسرحية له فى قلب أحداث الإرهاب الأسود التى مرت على مصر، ولكن طبعا القياس مع الفارق، فعادل إمام فنان له شعبية كاسحة وحدوث شىء له يصيب الدولة وهيبتها فى مقتل، لذلك من المعروف أن الدولة قد كفلت له كل حماية وتأمين وقتها. أما أن تفعلها هذه الفتاة العشرينية، فى محافظة المنيا قلب الإرهاب المتأسلم الذى كان الحرص يذل أعناق رجالاتها من سطوته بالأمس القريب، فهى الشجاعة والجرأة التى تساوى ألفا من أولائك الرجال.
روبى المصرية السمراء تعلن بظهورها أن الشهيد الدكتور فرج فودة لم يمت، وأن الشجاعة ليست وقفا عليه وعلى أمثاله من حملة مشاعل الفكر الحر والرأى المستنير، إنما الشجاعة أيضا يمكن أن تتحلى بها فتاة غضة تطرق على باب الفن، وطالبة بكلية الحقوق أيضا! ما أجملها من مثال، حتى لو كانت ما تقدمه من فن هو -ريان يافجل- وحتى لو كانت درجاتها صفرية، فلا زالت فى رأيى مثالا للتحدى ولمحاولة اثبات الذات، وهى فى ذلك تساوى ألف وأكثر من أنصاف الرجال الذين هاجموها على صفحات جرائد ومجلات- يمتلكونها- بينما هى لا تمتلك مجلة ولا جريدة ولا قلم تعود القبض وتحويل كوبونات النفط الى حسابات دولارية، والداهية أن اساتذة الحقوق يأكلون حقوقها ويمنعونها من حضور المحاضرات، أظن أن ذلك لأنها تذكرهم بكم هم ضعفاء على قدر ما هى قوية.
احتراماتى للمرأة التى لم تخاف وقت أن تبرقع الرجال.
نيويورك
اللنك الذى أرشدتنى اليه حفيدتى
http://www.rubymania.tv/Ruby_video_hig.htm
خاص بأصداء
ارسل هذا الموضوع اطبع المقال
أعلى الصفحة