رسالة عاجلة للأقباط حول موضوع البنات ومسائل اخرى
السبت 27 مارس 2004 13:43
مجدى خليل
كتبت من قبل في هذا المكان عن خطف البنات القبطيات في مصر واغتصابهن وإجبارهن على التحول إلى الإسلام، وقلت أنها ظاهرة بمعنى أنها تتكرر، وقلت أيضاً أنها محدودة بمعنى أن عدد حالات الخطف المباشر متكررة ولكنها محدودة عددياً، ولكن ظاهرة استهداف البنات القبطيات أوسع بكثير من عمليات الخطف المباشر وهي تقدر بالآلاف سنوياً.
ويشكل استهداف البنات القبطيات ظاهرة منظمة وواسعة. وتمثل العملية جزءا من استباحة كل ما هو قبطي في العقود الثلاثة الأخيرة وبتواطىء من الأجهزة الأمنية وفي بعض الأحيان بتحريض أو مشاركة مثلما حدث في قرية الكشح، ولدي شكوك في أن زيادة مسألة استهداف البنات القبطيات مؤخرا وراؤها تحريض أو مشاركة من بعض الأجهزة الأمنية في إطار خطة لقمع الأقباط والضغط عليهم وإذلالهم حتى يكونوا تحت السيطرة الكاملة في ظل الظروف والتغيرات الدولية الدراماتيكية الراهنة والمقبلة.وظاهرة "استهداف" البنات القبطيات تتم عبر أدوات منظمة وليست ظاهرة تلقائية، ومن هذه الأدوات الإغراءات العاطفية والجنسية، والضغوط، والاستدراج، والخطف الفعلى ….
تمثل عملية الاستدراج أحد أخطر الأدوات في استهداف البنات القبطيات، وعملية الاستدراج أخطر من الخطف وهي عدة جرائم متداخلة كما أنها ظاهرة أوسع بكثير من الخطف الفعلى المحدود كما ذكرت.
لقد كتبت وحاضرت من قبل عن استهداف البنات القبطيات وفي كل كلمة كنت أراعي الدقة العلمية والبحث المدقق عن كل رقم أو حرف وأنا على استعداد كامل لأي مناظرة علمية حول ما يحدث للأقباط في مصر. وفي الفترة الأخيرة انتشر الهلع بين الأسر القبطية في مصر بعد الكلام عن استدراج البنات القبطيات في عدد من المحلات العامة للإيقاع بهن ووصل الرعب إلى كافة البيوت القبطية بعد حديث البابا شنودة نفسه في محاضرته الأسبوعية الجماهيرية وتحذيره للدولة من خطورة هذه الأفعال الإجرامية. ولخطورة الموضوع ننقل نص ما قاله البابا في محاضرته حيث قال :
"جالي أوراق كثيرة جدا عن البنات اللي بيروحوا محلات السوبر ماركت وبعيدن يقولوا ليكوا جوائز ونجحتم في مسابقات، اتفضلوا اطلعوا فوق علشان تأخذوا الجوائز. وما نعرفش يطلعوا فوق يجرى لهم إيه، وأنا شايف كلام كثير بيتقال. الموضوع هيعمل فتنة طائفية. ياريت البوليس ياخذوا موقف حازم، لأن جايلي جوابات لا حصر لها في هذا الموضوع. وماتقولوش أسماء أو غيره لأنهم يمكن خدوهم وودوهم في أي حته ما نعرفش هما فين.
ما يتخدش الأمن بهذه السهولة وعدم المبالاة. أنا بقول كده وأنا عارف إيه خطورة الموقف ومش عايزين بلاوي تاني تحصلنا كفاية إللي فات.
يعني نلاقي كام شاب بيسافروا بلد معين معاهم شوية أناجيل قبضوا عليهم وفضلوا 15 يوم ونيابة وهيصة لمجرد معاهم شوية أناجيل. أمال دول البنات اللي طلعوهم فوق ومنعرفش يحصلهم إيه. إحنا مش هنسكت على كده أبداً".
وقد وصلنى منذ فترة عدد كبير من الرسائل بأسماء عدد من المحلات التجارية ولكننى لم اخذها كوثائق يمكن الاستناد عليها ولم اؤكدها او انفيها ولكن ما استطبع تآكيده بضمير علمى خالص هووجود وسائل متعددة لاستهداف البنات القبطيات.اما حديث البابا شنودة الصريح وهو فى موقع المسئولية فيعنى ان لديه وثائق وحقائق يمكن ان يحاجج بها، وهو قليل الكلام عن اوضاع الاقباط ومعنى حديثه الواضح الصريح أن فى الامور شيئا خطيرا.
الجدير بالذكر أنه في كل مرة يفتح فيها البابا فمه شاكياً تفتح أجهزة الدولة النار عليه، وهو ما حدث بالضبط بعد المحاضرة حيث سلطت الأجهزة الأمنية المصرية أحد صبيانها وهو مصطفى بكري فكتب في مطبوعته الأمنية الفاشية تقريراً خياليا ملفقا عن الشرق الأوسط الكبير زعم فيه أن من أهداف المشروع "إنشاء برلمان للأقباط يتم انتخابه من كل الأقباط، وأن هؤلاء يعينون فيما بينهم رئيس برلمان الأقباط في حين يظل البابا محتفظا بمكانته كرئيس لحكومة الأقباط في مصر"!!!!
تصوروا كيف وصلت الامور الى حد نشر مثل هذا الكلام المعتوه!!!
نفس الهجوم على البابا شنودة حدث العام قبل الماضى من هذا الصبي أيضا عندما طالب البابا بتمثيل عادل للأقباط في السلطة التشريعية والهيكل الإداري للدولة.
وهو كلام يعيد للاذهان اكاذيب السادات واذنابه عن الدولة القبطية والتى استخدمها للانقضاض على البابا شنودة والاقباط من قبل.
وتكرر ما حدث فى "الاسبوع" فى عدد من المطبوعات الامنية الاخرى حيث حملوا الاقباط المسئولية، وهى عادة اعلامية مصرية لازمت كل ما حدث للاقباط من حوادث وجرائم، فالقاتل إما مجنون أو الحادث فتنة مستوردة أو مشاجرة عادية،او اصابع صهيونية بل وصل الاستخفاف بتصوير المجني عليه بأنه السبب لأنه استفز القاتل، فوجود القبطي أصبح استفزازا في ظل ثقافة التعصب المقيت والتواطىء المخزي للدولة وأجهزتها ضدهم.
لقد وصلت الأوصاع القبطية بالفعل إلى مأساة. وكما يقول محرر جريدة الفيجارو الفرنسية في عدد 3 يناير 2004 : "زيارتي الأخيرة لمصر كشفت لي الأوضاع الحقيقية من تزييف ومظاهر خادعة لأوضاع مؤسفة بائسة يعيشها سبعة ملايين قبطي كمواطنين من الدرجة الثانية، لا يمر شهر في مصر بدون حوادث قتل وحرق الكنائس واعتداءات على كهنة ونهب محلات ومتاجر للمسيحيين وتعتيم كامل من السلطات وتجاهل وإنكار لكل ما يحدث من شركاء الوطن. لا يجد الأقباط من منصت لهم ويشاركهم آلامهم. أباء الصحراء الرهبان تحت أعين رقباء الشرطة، أديرتهم كقلاع محاصرة يعيشون كغرباء في وطنهم. هل أصبحت صلاة هؤلاء المتعبدين خطرة على الأمن ومثيرة للكراهية إلى هذا الحد بالرغم من حرص الكنيسة على المحبة والتسامح ومناداتها دائما بهذا في كل المنتديات. ومن الحرص الزائد للعيش في سلام تنازل الأقباط باستمرار عن حقوقهم حتى أصبحت المشكلة (مأساة) في إنكارهم أن هناك ظلم، وصمتوا عن البوح بآلامهم، وأصبح من الوطنية أن لا يبوح القبطي بالظلم الواقع عليه"!!.
نعم أنها مأساة فعلا أن تقاس وطنية القبطي بإنكاره للمظالم التي تقع عليه. ورغم أن أجهزة الأمن والمخابرات تحكم البلد بالكامل كما قال سعد الدين ابراهيم في حديثه مع إيلاف، وأنها تعرف كل شيء فى مصر حتى دبة النملة كما يعلم الجميع إلا أنه وياللأسف تتواطىء ضد الآلاف من البنات القبطيات اللواتى يستهدفن للدخول في الإسلام سنوياً.
إن الأقباط ضحايا الإرهاب المتأسلم قبل أحداث سبتمبر ومازالوا ولكنهم تحت قمع شديد،يتهموا بالخيانة والعمالة وباقي القاموس المعروف إذا تجرأ أحدهم وعبر عن هذه المشاكل الواضحة وضوح الشمس فى كبد السماء.
في جريدة وول ستريت جورنال كتب جوناثان لويس بتاريخ 24/12/2003 :
"بينما أدرك الأمريكيون خطر الإرهاب الإسلامي في 11 سبتمبر، عانى الأقباط من حملة من الترويع والعنف خلال التسعينات عندما استهدف الإسلاميون المدنيين الأقباط. وإذا كان من المسلم به أن الإسلاميين المصريين هم آلة التفريخ للإرهابيين والحاضنين لتنظيم القاعدة،ندرك على الفور أن الأقباط كانوا ضحايا نفس الإرهاب الإسلامي الذي طال الأبرياء من نيويورك إلى بالي".
|