عرض مشاركة مفردة
  #94  
قديم 22-05-2008
maya maya غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 57
maya is on a distinguished road
star خطاب تاريخي للرئيس بوش


ظهيرة الخميس 15 مايو 2008 حط النسر الأمريكي الشامخ في مبنى الكنيست قلب الديمقراطية الإسرائيلية وضمير الشعب اليهودي ... هناك في الكنيست تدفق بحر من التصفيق لم يعرفه أي ضيف أجنبي من قبل ... ضيف قادم من وراء المحيط من بلاد الحرية بل هو من ابنة الحرية ذاتها ... تحتار كيف تصف خطابه وكلامه فمرة ترى فيه شجاعة وثبات جون هاجي ومرة تشدد وتمسك بات روبرتسون و مرة أخرى ترى حيوية وإخلاص القس الإسرائيلي بيني هين ... تظن في جوانب كثيرة من خطابه انك تستمع لقس إنجيلي بامتياز من أولئك الذين يزورون عشرات ملايين الأمريكيين يومياً عبر شاشات التلفزة.... ويزورون إسرائيل كل عام مؤكدين إخلاصهم لها إلى الأبد .... يتحدث عن أرض الميعاد والشعب المختار والوعد المقدس للآباء والعودة إلى صهيون والكتاب المقدس .... وحيناً تراه يتجه إلى التاريخ فيستشهد بأحداث ويوظفها بطريقة بارعة لتعزيز الفكرة ودعمها ... ومرة أخرى تراه يغير طبيعة وخط الكلام فيتجه للمجاملة السياسية والفكرية تتعلق بطبيعة كونه رئيس دولة عظمى تضم كل الأديان والأعراق وتكفل حريتها الدينية فهو تحدث عن الإسلام المعتدل وفكرة إقامة دولة للفلس طينيين وشكليات أخرى يحكم منصبه أن يقولها و إن كان كثير منها لا ينبع من قلبه .....


جورج بوش رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جاء للمشاركة في احتفالات إسرائيل في ذكرى استقلالها الستين وعودة مملكة صهيون المقدسة إلى الحياة ، ليؤكد من جديد أن الولايات المتحدة أول دولة في الأرض اعترفت بالطفلة الوليدة ابنة صهيون في يوم مولدها و تأتي اليوم لتهنئها بعيدها وهي في عز قوتها ... بتصفيق حاد وترحيب عميق وقلوب مرحبة ألقى الرئيس بوش خطابه التاريخي بكل معنى الكلمة .. بخطابه التوراتي الإنجيلي العميق أكد جندي الرب المبارك أن العلاقة المقدسة التي تربط بين إسرائيل والولايات المتحدة ستستمر إلى الأبد ، لأن من يحكمها ويحددها هو الكتاب المقدس والقلوب المسيحية المؤمنة التي لن تستطيع- لا قوة محمد ولاهه ولا قوة الملحدين والشيوعيين و أحفاد السوفييت المتشيعين ولا الأقزام المجرمين من يساريين وماركسيين والداعمين للمحمديين والإسلامويين - أن تقوى عليها .. جورج بوش البروتستانتي الميتودي المتدين جاء ليقول أن أميركا معكم ومع الشعب اليهودي ... فلا تخافي يا ابنة صهيون فأنت لست وحيدة .. فهناك رب يرعاك من علياء ملكوته المقدس وعلى الأرض هناك جنود مقدسون حملوا سيف الحرية وقداسة الأمل ومصداقية الثبات وحقيقة الضمير سيقفون معك على الأبد ....


جورج بوش ليباركك الرب ......

++++++++++++++++++++++++++++++++

النص الكامل لخطاب الرئيس بوش في الكنيست أثناء زيارته بمناسبة الاحتفالات بالعيد الستين لاستقلال إسرائيل .....



الرئيس بيرس والسيد رئيس الوزراء ..
السيدة رئيسة الكنيست ، أشكرك كثيراً لاحتضانك هذه الجلسة الخاصة ..
رئيسة [المحكمة العليا] السيدة بينيش ..
رئيس المعارضة السيد نتانياهو ..
الوزراء ونواب الكنيست ..
أيها الضيوف الكرام ....

شالوم ... إن زوجتي لورا وأنا نتحمس للعودة إلى إسرائيل. لقد تأثرنا كثيراً بالاحتفالات التي حضرناها خلال اليومين الماضيين. أما الآن فيشرّفني الوقوف في هذا الوقت أمام أحد المجالس النيابية الديمقراطية العظيمة في العالم لأنقل أماني الشعب الأميركي على شكل الكلمات الآتية: " يوم هعتسماؤوت ساميخ" عيد استقلال سعيد [قالها باللغة العبرية]

إنها فرصة نادرة تتاح لرئيس أميركي لإلقاء كلمته أمام الكنيست.. ولا يؤسفني سوى غياب أحد أعظم الزعماء الإسرائيليين عنا ليشاركنا هذه اللحظة كونه محارباً مخضرماً ورجل سلام وصديقاً. إن الشعب الأميركي يدعو الرب لشفاء أرييل شارون رئيس الوزراء السابق .

إننا نجتمع لإحياء مناسبة بالغة الأهمية. كان دافيد بن غوريون قد أعلن قبل ستين عاماً في تل أبيب استقلال دولة إسرائيل القائم على أساس "الحق الطبيعي للشعب اليهودي لتقرير مصيره". وما تلا هذه الخطوة كان أكثر من مجرد إقامة دولة جديدة: إنه كان استيفاء وعد قديم مُنح لأبراهام وموشيه ودافيد بمعنى وطن قومي للشعب المختار على أرض إسرائيل.

ولم تمضِ إلا 11 دقيقة حتى نالت الولايات المتحدة - بإيعاز من الرئيس هاري ترومان - شرف أن تكون أول دولة للاعتراف باستقلال إسرائيل. كما أن الولايات المتحدة يشرّفها في هذه الذكرى المفصلية أن تكون أقرب حليف وأفضل صديق لإسرائيل في العالم.

إن التحالف بين الحكومتين لا يمكن كسره إلا أن مصدر الصداقة بيننا أعمق من أي حلف. إنه يعود إلى الروح المشتركة لكلا الشعبين ، إلى الروابط القائمة على الكتاب المقدس والعلاقات الروحية. عندما نزل وليام برادفورد من السفينة "مييفلاور" ( التي حملت طلائع المهاجرين الأوروبيين إلى أميركا الشمالية) عام 1620 فإنه استشهد بأقوال النبي إرميا: "هلم فنقصّ في صهيون عمل الرب إلهنا ". وكان مؤسسو دولتي قد رأوا أمام نواظرهم أرض ميعاد جديدة وقد أطلقوا بالتالي على بلداتهم أسماء مثل بيت لحم وكنعان الجديدة. وقد أصبح العديد من الأميركيين مع مرور الزمن يؤيدون بحماس فكرة نشوء دولة يهودية.

وقد مضت قرون من المعاناة والتضحيات قبل تحقيق هذا الحلم. إذ عانى الشعب اليهودي ويلات المجازر ومأساة الحرب الكبرى ( الحرب العالمية الأولى ) وفظائع المحرقة التي أسماها - الكاتب اليهودي الأميركي الشهير - إيلي فيزيل "مملكة الليل". وكان أناس لا ضمير لهم قد سلبوا الحياة وفككوا عُرى العائلات لكنهم عجزوا عن مصادرة روح الشعب اليهودي وانتهاك الوعد الإلهي.

عندما انبثقت رسالة قيام دولة إسرائيل لم تملك غولدا مئير - التي أصبحت فيما بعد رئيسة لوزراء إسرائيل و التي كانت امرأة جسورة ترعرعت في ولاية ويسكونسين الأميركية - دموعها ، ثم قالت: "لقد تمنّينا على امتداد ألفَي عام الخلاص وهاهو ذا يأتي كبيراً وضخماً وتعجز الكلمات عن التعبير عنه".

غير أن فرحة الاستقلال جُوبهت بالقتال العنيف وهو صراع ما زال ممتداً منذ ستة عقود. لكن إسرائيل تمكنت على الرغم من العنف والتهديدات من إنشاء نظام ديمقراطي مزدهر في قلب الأرض المقدسة. إنكم استوعبتم مهاجرين قدموا من كل حدب وصوب ؛ إنكم بنيتم مجتمعاً حراً عصرياً يقوم على محبة الحرية والعدالة وكرامة الإنسان ؛ إنكم عملتم دون كلل على دفع السلام قدماً وحاربتم بشجاعة من أجل الحرية.

إن بلادي مُعجبة بإسرائيل غير أن هذا الإعجاب لم يأت من فراغ ، إذ إن الأميركيين يرون عندما ينظرون إلى إسرائيل الروح الطلائعية التي صنعت المعجزات في المجال الزراعي وتصنع حالياً معجزة أخرى في المجال التكنولوجي. كما أننا نشهد الجامعات الراقية ودولة رائدة عالمياً في مجالات الأعمال والابتكار والفنون. إننا نشهد مورداً أهم من النفط أو الذهب ألا وهو الموهبة والعزيمة لدى شعب حر لا يسمح لأي عائق باعتراض سبيله نحو تحقيق ما قُدّر له.

لقد حالفني الحظ لأن أشاهد إسرائيل عن كثب وأطّلع على ملامحها: لقد مسستُ حائط المبكى وشاهدت انعكاس أشعة الشمس في بحيرة طبريا وأديت الصلاة في مؤسسة "ياد فشيم" ( لتخليد ذكرى المحرقة ) . وقد زُرت صباح اليوم موقع "متسادا" الذي يخلد ملهمة الجرأة والتضحية. إن الجنود الإسرائيليين يؤدون يمين الولاء في هذا الموقع التاريخي قائلين: إن متسادا لن تسقط ثانية .

" يا مواطني دولة إسرائيل ، إن متسادا لن تسقط ثانية إذ إن الولايات المتحدة ستقف دوماً إلى جانبكم "

إن ذكرى - عيد الاستقلال - الحالية تشكل فرصة سانحة للتفكير ملياً في الماضي واستشراف المستقبل. عندما نسير نحو هذا المستقبل يستضيء تحالفنا بمبادئ واضحة وإيمان مشترك يقوم على النزاهة الأخلاقية ولا يتأثر باستطلاعات مختلفة للرأي العام وتقلبات مواقف بعض النُخَب الدولية. إننا نؤمن بالقيمة المطلقة لحياة أي رجل وامرأة وطفل وبالتالي نعقد العزم على أن أي شخص في إسرائيل له الحق في ممارسة حياة طبيعية وجيدة ومطمئنة مثل مواطني أي دولة أخرى.

إننا نرى أن النظام الديمقراطي يمثل الطريق الوحيد لضمان حقوق الإنسان ولذلك فإنه من الخزي والعار إقدام الأمم المتحدة على تمرير قرارات روتينية ضد النظام الديمقراطي الأكثر حرية في الشرق الأوسط بداعي انتهاكه لحقوق الإنسان.

إننا نعتقد بأن الحرية الدينية هي من ثوابت المجتمع المتحضر ولذلك ندين معاداة اليهود (اللا- سامية) بكافة أشكالها سواء لدى أولئك الذين يشككون علناً في حق إسرائيل في الوجود أو لدى آخرين يبحثون سراً عن مبررات لهذا الموقف. كما أننا نرى أن الأحرار عليهم أن يتطلعوا إلى السلام ويستعدون للتضحية من أجله وبالتالي نؤدي التحية للقادة الإسرائيليين على قراراتهم الجريئة.

كما أننا نعتقد بأن أي أمة تملك الحق في الدفاع عن نفسها ولا يجوز إجبارها على التفاوض مع قتلة يصرون على تدميرها.

إننا نظن أن استهداف حياة الأبرياء من أجل تحقيق أهداف سياسية لهو خطأ في أي زمان ومكان. لذلك نقف دوماً ضد الإرهاب والتشدد ولن نتخلى عن يقظتنا ولن نثبط من عزيمتنا على هذا الصعيد. إن مكافحة الإرهاب والتشدد هي التحدي الأبرز في عصرنا. ولا يقتصر الأمر على تصادم الجيوش فحسب بل إنه صدام للرؤى أي صراع عقائدي كبير. ويقف من جهة أولئك الذين يدافعون عن المثل العليا للعدالة والكرامة بدافع قوة العقل والحقيقة ، فيما يقف من الجهة الثانية أولئك الذين يعتمدون رؤية محدودة من القسوة والسيطرة تجيز القتل والترهيب ونشر الأكاذيب.

ويتم شن هذا الكفاح بواسطة تقنيات القرن الحادي والعشرين لكنه أساساً صراع بين الخير والشر. ويدّعي القتلة بأنهم خرجوا من عباءة الإسلام لكنهم ليسوا متدينين. إذ لا يمكن لكل من يدعو رب أبراهام أن يضع حزاماً ناسفاً انتحارياً على طفل بريء أو يفجر ضيوف ليلة (هاسيدير ) النظام في عيد الفصح اليهودي ( يقصد الاعتداء الشنيع على فندق "بارك" بنتانيا في ربيع 2002) أو يوجه طائرات إلى عمارات تجارية مليئة بمستخدمين لا يرتابون بشيء ( يقصد اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر أيلول 2001) . في حقيقة الأمر لا يخدم الأشخاص الذين ينفذون هذه العمليات الهمجية أي هدف سوى رغبتهم في السلطة. إنهم لا يغلّبون أي أخلاق إلهية على مصالحهم الأنانية ، كما أنهم يوجهون الكراهية والبغضاء بالذات إلى أشد المدافعين غيرةً عن الحرية وبضمنهم الأميركيون والإسرائيليون.

ولهذا السبب كان الميثاق التأسيسي لحماس قد دعا إلى القضاء على إسرائيل ، ولذلك يردد أتباع حزب الله شعار "الموت لإسرائيل والموت لأميركا" ، ومن هذا المنطلق تنص دروس أسامة بن لادن على أن "قتل اليهود والأميركيين هو من أكبر الفرائض" ، فيما يحلم الرئيس الإيراني في إعادة الشرق الأوسط إلى القرون الوسطى ويدعو إلى محو إسرائيل عن الخارطة. ثمة أناس أخيار ومهذَّبون لا يسعهم استبطان ظلامية هؤلاء الأشرار مما يحملهم إلى تأويل كلامهم. هذا أمر طبيعي لكنه خاطئ تماماً. إننا - وبصفتنا شهوداً لشر الماضي - نتحمل مسؤولية جليلة لأخذ كلامهم مأخذ الجد. إن اليهود والأميركيين قد شاهدوا تبعات غض الطرف عن كلمات أدلى بها زعماء تأييداً للكراهية ، ولا يجوز للعالم أن يكرر هذا الخطأ خلال القرن الحادي والعشرين.

هنالك من يعتقد بوجوب التفاوض مع الإرهابيين والمتشددين وكأن مقارعتهم ببعض الحجج البارعة قد تقنعهم بأنهم كانوا في ضلال مُبين. كنا قد استمعنا إلى هذه الأوهام السخيفة. عندما اجتازت الدبابات النازية حدود بولندا عام 1939 صرح أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي آنذاك بما يلي: "يا ربي ، لو كان بمقدوري الحديث مع هتلر لربما كنا نتفادى كل هذا المشهد". يجب علينا أن نسمي هذا التوجه بمسمياته الحقيقية أي راحة النفس الخادعة الناتجة عن استرضاء خاطر - الأشرار- والتي كان التاريخ قد أظهر بطلانها مراراً وتكراراً.

ثمة آخرون يعرضون على الولايات المتحدة قطع علاقاتها مع إسرائيل وكأن هذه الخطوة وحدها كفيلة بحل جميع المشاكل في الشرق الأوسط. إن هذه حجة مستهلكة تصب في دعاية أعداء السلام وترفضها الولايات المتحدة جملة وتفصيلاً.

إن عدد سكان إسرائيل يتجاوز قليلاً 7 ملايين نسمة غير أن تعدادكم يصبح 307 مليوناً عندما تواجهون قوى الإرهاب والشر لأن الولايات المتحدة الأميركية تقف إلى جانبكم.



إن الولايات المتحدة تناصركم في سعيكم لضرب الشبكات الإرهابية ورفض إيواء المتشددين. كما أن الولايات المتحدة تقف إلى جانبكم برفضها الشديد للطموحات الإيرانية بالحصول على الأسلحة النووية. إن السماح لأبرز راعٍ للإرهاب العالمي بامتلاك الأسلحة الأشد فتكاً سيكون بمثابة خيانة لا تُغتفر إزاء الأجيال القادمة. ويتعين على العالم حفاظاً على السلام عدم السماح لإيران بالحصول على السلاح النووي. ومن المتطلبات الأساسية لتحقيق الانتصار في هذه المعركة ضرورة طرح بديل عن العقائد المتشددة من خلال توسيع رؤيتنا الخاصة بالعدل والتسامح والحرية والأمل. إن هذه القيم هي حق لا يحتاج إلى أي مبرر لدى جميع الشعوب والأديان في كافة أنحاء العالم كونها هدية من الرب له المجد . كما أن حماية هذه الحقوق هي أفضل طريق لحماية السلام. إن الزعماء الذين يمكن لشعوبهم محاسبتهم لن يبحثوا عن المواجهة الدائمة وسفك الدماء ؛ إن الشبان الذين تُحفظ لهم مكانتهم في المجتمع وتُسمع أصواتهم حول مستقبلهم سيفتر حماسهم للبحث عن مغزى حياتهم بالعقيدة المتشددة ؛ إن المجتمعات حيث يتسنى للمواطنين التعبير عن ضمائرهم وعبادة ربهم لن تصدّر العنف بل ستكون شريكة للسلام.

إن أهم العِبر المستفادة من القرن العشرين هي تلك البصيرة الأساسية القاضية بأن الحرية تفضي إلى السلام. وتنحصر مهمتنا الحالية بتطبيق هذه العبرة في القرن الحادي والعشرين. وما من مكان آخر على وجه الأرض حيث يكون العمل على إنجاز ذلك أشد ضرورة وعجالة من الشرق الأوسط. ينبغي علينا مناصرة الإصلاحيين العاملين على تحطيم الأنماط القديمة من الطغيان واليأس ؛ يتحتم علينا منح الملايين من عامة الشعب الذين يحلمون في حياة أفضل في مجتمع حر فرصة إسماع أصواتهم ؛ يتعين علينا مجابهة النسبية الأخلاقية التي تقبل بدرجة متساوية جميع أشكال الحكم وتحكُم بالتالي على مجتمعات بأكملها بالرق والعبودية ؛ أما ما هو أهم من ذلك كله فهو ضرورة إيماننا بقيمنا وثقتنا بأنفسنا وسعينا اليقيني لتوسيع الحريات باعتبارها المسار المؤدي إلى مستقبل سلمي.

إن هذا المستقبل سيختلف بصورة دراماتيكية عن الواقع الحالي السائد في الشرق الأوسط. وبالتالي ، وتزامناً مع إحيائنا الذكرى الستين لتأسيس إسرائيل ، دَعُونا نحاول تصور ملامح المنطقة بعد 60 عاماً من الآن. إن هذه الرؤية لن تتحقق بسهولة أو بين ليلة وضحاها بل ستواجه مقاومة عنيفة ، غير أنه يمكننا استشراف ملامح الشرق الأوسط مستقبلاً إذا ما كنّا نحن والرؤساء الأميركيون القادمون ومجالس الكنيست المقبلة سنبقى مصممين وواثقين من مثلنا العليا ، لتكون كما يلي:

ستحتفل إسرائيل بعيد استقلالها المئة والعشرين وقد أصبحت من أعظم النظم الديمقراطية في العالم ، وطن قومي آمن ومزدهر للشعب اليهودي. وسيتمتع الشعب الفلسطيني بوطن لطالما حلم فيه واستحقه لتكون لديه دولة ديمقراطية يسودها القانون واحترام حقوق الإنسان ورفض الإرهاب. وسيعيش الناس انطلاقاً من القاهرة وصولاً إلى الرياض وبغداد وبيروت في مجتمعات حرة ومستقلة حيث تعزَّز التطلعات إلى السلام بالروابط الدبلوماسية والسياحة والتجارة. وستكون إيران وسوريا دولتين مسالمتين وسيغدو الطغيان الحالي ذاكرة بعيدة فيما يستطيع الناس التعبير بحرية عن آرائهم وتنمية المواهب التي منحهم إياها الرب . وستُهزم القاعدة وحزب الله وحماس في الوقت الذي سيدرك فيه المسلمون في المنطقة بأسرها فراغ رؤية الإرهابيين والظلم الذي تنطوي عليه قضيتهم.

وسيتسم الشرق الأوسط إجمالاً بعصر جديد من التسامح والتكامل. ولا يعني ذلك أن إسرائيل وجيرانها سيكونون أفضل الأصدقاء ، غير أن إسرائيل ستفتح صفحة جديدة مفعمة بالآمال عندما سيكون زعماء المنطقة ملزمين بالتجاوب مع شعوبهم ويبذلون جل طاقاتهم في بناء المدارس وتوفير فرص العمل وليس في الهجمات الصاروخية والتفجيرات الانتحارية. وبالتالي سيتسنى للشعب في إسرائيل ممارسة حياة طبيعية وسيتم تطبيق حلم هرتزل ومؤسسي الدولة عام 1948 في نهاية المطاف.

إنها رؤية جريئة وقد يقول البعض إنها لن تكون أبداً قابلة للتحقيق. ولكن فكِّروا بما كنا قد شهدناه في عصرنا: عندما كادت أوروبا تقضي على نفسها في حرب شمولية وعمليات إبادة للشعوب كان من الصعوبة بمكان تصور قارة تنعم بعد مضي ستة عقود بالحرية والسلام ؛ عندما قام طيارون يابانيون - خلال الحرب العالمية الثانية- بمهمات انتحارية تستهدف السفن الحربية الأميركية كان من المستحيل أن نتصور تحوّل اليابان بعد ستة عقود إلى نظام ديمقراطي ودعامة رئيسية للأمن في آسيا وأحد أقرب أصدقاء الولايات المتحدة ؛ وعندما وصلت موجات من اللاجئين المعدمين إلى هنا حيث توجد صحراء محاطة بجيوش معادية كان من شبه المستحيل تصور تنامي إسرائيل وتحولها إلى إحدى الدول الأكبر نجاحاً وحرية على وجه البسيطة.

غير أن جميع هذه التحولات قد حدثت بالفعل. ولذلك من الممكن إحداث تحول مستقبلي في الشرق الأوسط ما دام الجيل الجديد من القيادات يملك الجرأة على دحر أعداء الحرية والإقدام على القرارات الصعبة المطلوبة لإحلال السلام والاستناد بحزم على صخرة القيم العالمية المتينة.

قبل ستين عاماً عشية استقلال إسرائيل ، توقفتْ عند عمارة في الحي اليهودي من البلدة القديمة في أورشليم مجموعة من آخر الجنود البريطانيين لدى مغادرتهم المدينة. وطرق أحد الضباط الباب وقابل أحد الحاخامات الكبار. وقد أهدى الضابط إليه قطعة حديدة قصيرة - مفتاح باب صهيون - قائلاً إنها المرة الأولى منذ ثمانية عشر قرناً حيث يملك يهودي أحد مفاتيح أبواب أورشليم . وعندها دعا الحاخام الرب الإله شاكراً إياه على أنه "بعث فينا روح الحياة وسمح لنا بالوصول إلى هذا اليوم" ، ثم استدار نحو الضابط ولفظ الكلمات التي طالما انتظرها اليهود: "إنني أتقبل هذا المفتاح باسم أبناء شعبي".

وقد تمكن الشعب اليهودي على مدى العقود الستة الماضية من إنشاء دولة كان ذلك الحاخام المتواضع سيتفاخر بها. إنكم بنيتم مجتمعاً عصرياً في أرض الميعاد. إنكم أصبحتم منارة للشعوب التي تحافظ على تراث إبراهام ويتسحاق ويعقوب ، وإنكم أقمتم صرحاً ديمقراطياً عظيماً سيبقى إلى الأبد وسوف يمكنكم دوماً الاعتماد على وقوف الولايات المتحدة الأميركية إلى جانبكم.

ليبارككم الرب ....

آخر تعديل بواسطة maya ، 22-05-2008 الساعة 11:02 AM
الرد مع إقتباس