جورجيت قلليني النائبة في مجلس الشعب للـ «المصري اليوم»: «زكريا عزمي» نسب لي كلامًا عن حادث الزيتون لم أقله في مجلس الشعب
حوار مروي ياسين ٧/٦/٢٠٠٨
تصوير- فؤاد الجرنوسي
قلليني في حوار مع زكريا عزمي ومفيد شهاب
«لم تكن أحداث المنيا الأخيرة إلا نتيجة طبيعية لتراكمات سابقة وأزمات صغيرة كان ينبغي معالجتها» بهذه الرؤية تحدثت إلينا الدكتورة جورجيت قلليني، عضو مجلس الشعب.
في حوار خاص لـ «المصري اليوم» عن الأحداث الأخيرة في«ملوي».. حكت تفاصيل الحوار الذي دار بينها وبين الدكتور زكريا عزمي، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، حين اتهمها بـ «تحويل قضية الاعتداء علي محال الذهب إلي قضية فتنة طائفية».
كما أشارت إلي رؤيتها الذاتية للأحداث الأخيرة التي لخصتها في عبارة «إن كنتوا إخوات اتعاتبوا» مشيرة إلي أنه لا يوجد عداء بين الطرفين.. وإلي تفاصيل الحوار:
* لماذا تقدمت ببيان عاجل في مجلس الشعب حول الاعتداءات الأخيرة علي محال الذهب بالزيتون والإسكندرية؟
- نظرًا للغياب الأمني لدرجة أن الأمن لم يصل إلا بعد ثلث ساعة من حدوث الجريمة، حتي إن المواطنين العاديين هم الذين طاردوا الجناة.
* ذكرت أثناء مناقشة البيان في مجلس الشعب أن «أجهزة الأمن تسرعت في الإعلان أن حادث الزيتون ليس طائفيا وليس إرهابيا»، فما معني ذلك؟
- لا ينبغي وصف الحادث سواء كان بالنفي أو بالإثبات بأن الجريمة طائفية أم لا؟ إلا بعد التحقيق في الواقعة، ولم أكن أقصد بكلامي أن أثبت أن الجريمة طائفية، ولكن الوصف السريع لها يثير القلق والاستغراب.
* ما طبيعة الحوار الذي دار بينك وبين الدكتور زكريا عزمي؟
ـ كل ما حدث هو أن الدكتور زكريا نسب لي قولاً - بعد تقدمي البيان العاجل ـ لم أقله، والحمد لله المضابط بتسجل كل كلمة فقال لي إنتي بتقولي علشان المسألة مرتبطة بالمسيحيين، قلت له لم أقل هذا،
وما قلته مدون بالمضبطة، ومش بس لو كان مسلم، دا لو كان يهودي ولو كان بهائي، أي مصري دون النظر لدينه كنت سأتقدم بالبيان والدليل علي ذلك علاقتي بالإخوان، رغم اختلافي معهم.
* وهل لجأتم للمضبطة للتأكد من صحة ما قلت وما قاله الدكتور زكريا؟
ـ لا لم يحدث ذلك، لأنه لم يعترض علي ردي عندما قلت له المضبطة موجودة، وانتهي الأمر علي ذلك.
* تحدثت عن علاقتك بالإخوان.. ماذا تقصدين وما شكل العلاقة؟
ـ أقصد أنني نائبة لكل المصريين ولا أفرق بين أحد عندي لأسباب دينية، والدليل هو أنه بالرغم من اختلافي مع الإخوان، إلا أنهم يستنجدون بي في بعض المواقف ويحتكمون إلي.
* ما هذه المواقف التي يستنجدون فيها بك؟
- علي سبيل المثال عندما كانوا يناقشون رفع الحصانة عن اثنين من نواب الإخوان قالوا علناً «إحنا بنحتكم لرأي الدكتورة جورجيت قلليني»، وقلت إنه ينبغي الاكتفاء بسماع أقوالهما كما يحدث مع باقي النواب، وكنت قد أبلغت الحزب الوطني برأيي هذا من قبل أن يستنجدوا بي.
* هل تقدمت بطلب إحاطة بخصوص أحداث دير أبوفانا؟
- لا لم أتقدم بأي طلبات إحاطة ولن أتقدم.
* لماذا؟
- أولاً وقتها لم أحضر جلسات المجلس لأسباب خاصة، وثانياً لأن الموضوع في يد القضاء حالياً، وأنا أحترم القضاء وأتمني أن تنتهي الأزمة بسرعة.
* كيف علمت بالأحداث التي دارت هناك؟
- عن طريق محام بالكنيسة أخبرني وقتها بالمظاهرات التي حدثت.
* وماذا فعلت؟
- أبلغت الموقف للرئيس مبارك عن طريق الدكتور زكريا عزمي ووعد بحل الأزمة، وبالفعل بدأ التحقيق في الموضوع.
* هل جاء التحقيق في القضية بأمر من الرئيس؟
- لم أعرف ولم أسأل، لأن كل ما يهمني هو أن التحقيق فتح في القضية، وأعرف أن الرئيس لن يخذلني.
* ما رأيك فيما حدث بين الأقباط والعرب في ملوي؟
- ينبغي أن أنتظر التحقيق حتي أعرف الأسباب ثم أقول رأيي فيما حدث، خاصة أن هناك مسلماً قُتل ورهباناً اختطفوا، وجميعهم مواطنون فلابد أن نعرف من خلال التحقيق من الذي قتل، وكيف يتم اختطاف الرهبان من داخل الدير.
* لكن الرهبان المختطفين عادوا إلي الدير؟
- (ضحكت) وقالت دول رجعوا مكسرين وراحوا العناية المركزة.
* لماذا تنظر الكنيسة دائماً لأي خلافات تحدث بين الأقباط والمسلمين علي أنها فتنة طائفية؟
- لأن النزاعات علي الأراضي الخاصة بالكنيسة تكررت كثيراً، وأصبحت هذه المشاكل من الكثرة، وتكررت أكثر من مرة مثلما حدث في كنيسة «ماريانا» كما أن دير «أبوفانا» نفسه تعرض لأكثر من اعتداء بخصوص الأرض.
* ولكن النزاع علي الأراضي أمر دنيوي ولا علاقة له بالدين؟
- أنت هاتعملي زيهم، صحيح أن النزاع علي أرض، بس النيابة هي اللي ها توضح ده مش إحنا.
* إذن المسألة كانت دنيوية؟
- لا.. دا فيه «قلالي»-مساكن الرهبان- اتهدمت، الرهبان كانوا عايشين في قلايات من الطين واتهدمت، لازم التحقيق ياخد مجراه وأنا شخصياً لا أستطيع أن أجزم بذلك.
* الخلافات علي الأراضي لا تتعلق بالمسيحيين فقط، هناك خلافات كثيرة حدثت بين العرب والمسلمين ولم تحدث هذه الضجة؟
- لا أستطيع أن أجزم، هل الاعتداءات علي الأراضي بتقع علي ممتلكات الكنيسة فقط ولا فيه اعتداءات أخري، وإن كانت حدثت فربما لا تجد حظها من النشر أو لا تلقي التسليط الإعلامي كما يحدث بين الأقباط والمسلمين.
* هل أعطي البابا شنودة تعليمات لكم لكي تعرضوا الأمر علي الرئيس مبارك؟
- لا لم يحدث، ولا توجد اتصالات بيني وبين البابا عندما يكون مسافراً إلا لو كان مريضاً للاطمئنان عليه، وأنا شخصياً تحركت بدافع أنني كلما تعرضت لأزمة لا أجد ملاذاً لي غير الرئيس، وعندما أستوثق من وصول المعلومة له أشعر بالاطمئنان لأن الموضوع أصبح في يد أمينة.
* كيف تقولين ذلك ونقل الرهبان المختطفين بعد عودتهم للعلاج بالقاهرة جاء بناء علي تعليمات من البابا، وأغلب الجرائد نشرت ذلك؟
- لا أعرف ذلك وليست لدي معلومات بشأن هذا الأمر.
* من المتسبب في تسخين الملف القبطي دائماً؟
- المشكلة في الصحف، فبعضها يهوّل وبعضها يهوّن، ويأتي هذا نتيجة الخلط ما بين الرأي والخبر، وهناك صحف بالعكس تحاول أن تقلل من هذا الخلط وتحاول بقدر الإمكان أن تكون موضوعية.
* لماذا الآن كلما حدثت مشكلة بين أقباط ومسيحيين توصف علي أنها طائفية رغم أننا نعيش معاً منذ أكثر من ألف عام؟
- وضع طبيعي إحنا بقالنا ١٤٠٠ سنة مع بعض، واتحملنا حروب وغيره، لكن في نفس الوقت لما تحصل مشكلة إن كنتوا إخوات اتعاتبوا.
* تقصدين أن هذا هو المنطق الحالي في كل الخلافات التي تحدث؟
- آه طبعاً.. انتي عايزة تفهميني إننا هنتحول لأعداء في يوم من الأيام.
* فلماذا إذن الكلام عن أن هناك فتنة وتصعيدًا دائما للمواقف؟
- لأن أساس الخلافات مازال قائماً وهي أشياء ربما تكون صغيرة لكن تراكماتها تؤدي دائماً لحدوث المشاكل الكبري.
* وما هذه الأشياء الصغيرة؟
- فيه حاجات كتير منها، مثلاً قوانين كتير بنحاول إن إحنا نمررها، هل نتصور أن نسير علي الخط الهمايوني يعني زمن الدولة العثمانية، زمان مثلاً كان تصليح دورة مياه داخل الكنيسة لا يحدث إلا بأمر من الرئيس،
فكانت مشكلة لولا قرارات الرئيس بتيسير الأمور، وأيضاً قانون توحيد البناء لدور العبادة الذي نحاول تمريره حالياً، وحذف خانة الديانة، كل هذه أمور تدعو إلي تصعيد المواقف وبلوغ الفتنة الطائفية إذا ما أدت إلي تراكمات.
* وهل وصلنا حالياً إلي حد التراكمات؟
- مازالت التراكمات أستطيع التعامل معها، ولكن المهم أني ألحقها قبل أن يصعب التعامل معها.
هنا أنهت حوارها معنا، ورفضت إكمال الحديث وقالت: «إنتي خلتيني أتكلم في حاجات مش عايزة أتكلم فيها».
http://www.almasry-alyoum.com/articl...ticleID=108300
شاهد التعليقات للاهمية