عرض مشاركة مفردة
  #84  
قديم 18-07-2008
Bohira Bohira غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 209
Bohira is on a distinguished road
مشاركة: أكتشاف مذهل يعيد صياغة التاريخ المصرى القديم !!...(للكبــــار فقط ) ..(مدموج)

الأهرام
الكتاب

44420 ‏السنة 132-العدد 2008 يوليو 19 السبت





حـبيبـة أبـوالهــــول
بقلم : مجيد طوبيا


علي مر العصور انبهر زوار مصر بجمال أبوالهول وتناسب ملامحه‏,‏ ومع ذلك لم يسلم من محاولة هدمه بيد متعصب غبي‏,‏ كان معاصرا للمؤرخ المقريزي‏,‏ الذي حكي عنه قائلا‏:‏ وفي زماننا كان شخص يعرف بالشيخ صائم الدهر من جملة الصوفية‏..‏ سار في سنة‏780‏ هـ الي الأهرام وشوه وجه أبي الهول‏,‏ فهو علي ذلك الي اليوم‏.‏

كان معظم أبي الهول مدفونا تحت الرمال والعجيب أن مصوره‏(‏ أي ناحته‏)‏ حافظ علي تناسب الأعضاء مع عظمها‏,‏ مع أنه ليس في الطبيعة مايحاكيه‏..‏ وعندما جاء المأمون الي مصر طمع في كنوز الهرم الأكبر‏,‏ وكان بمنطقة الأهرام نحو سبعة عشر هرما‏,‏ فأمر بفتح الأكبر واتفق لسعادته أن وقع النقب علي مكان يسلك منه الي الداخل‏..‏ وهذا هو مدخل الهرم الموجود الآن‏,‏ وعثروا علي تابوت فيه رمة بالية‏(‏ أي مومياء‏)..‏ عبارة عن جسد آدمي عليه درع من ذهب مزين بأنواع الجواهر‏,‏ علي صدره سيف لا قيمة له‏,‏ وعند رأسه حجر ياقوت أحمر كبيضة دجاجة‏..‏ ثم ألقوا بهذا الصنم‏(‏ أي التابوت‏)‏ عند باب دار الملك‏!‏ هكذا ضاعت أثمن المومياوات بعد أن ظلت محفوظة داخل الهرم الأكبر آلاف السنين‏!‏

وكان يقابل تمثال أبوالهول‏:‏ صنم عظيم الصنعة والهيئة متناسب الأعضاء‏,‏ في حجره مولود علي رأسه ماجور‏(‏ تاج‏)..‏ والجميع من حجر الصوان‏,‏ يزعم الناس أنه امرأة‏,‏ وأنها سرية أبي الهول‏(‏ أي جاريته‏).‏ أين ذهب هذا التمثال؟‏..‏ يجيب المقريزي‏:‏ نزل سنة‏711‏ هـ‏.‏ أمير اسمه بلاط في نفر من الحجارين وكسروا الصنم المعروف بالسرية‏,‏ وقطعوه ظنا أن يكون تحته مال‏,‏ فلم يجدوا سوي أعتاب من حجر عظيم أي انهم لم يجدوا سوي قاعدة أو مصطبة‏!‏ وإن كان بلاط هذا قد خاب أمله بعد ان دمر التمثال الفريد‏,‏ فإن من سبقوه فازوا بكميات ضخمة من التحف والحلي النادرة‏..‏ وكانت يد التخريب تنقض وبلا وعي وتباعا علي المعابد والتماثيل الفرعونية بحثا عن كنوز فيها‏.‏

يقول المقريزي نقلا عن كاتب سابق له‏:‏ كان عدد الأهرام الصغار كثيرا‏,‏ هدمت في زمن السلطان صلاح الدين بن أيوب‏,‏ علي يد الطواشي قراقوش‏,‏ الذي أخذ حجارتها وبني بها قناطر في الجيزة‏!..‏ ثم يقول‏:‏ وقد سلك في بناء الأهرام طريق عجيب من الشكل والاتقان‏,‏ ولذلك صبر علي مر الأيام‏,‏ لا بل قل علي مرها صبر الزمان‏..‏ والأهرام الثلاثة الباقية موضوعة علي خط مستقيم بالجيزة قبالة‏,‏ الفسطاط‏,‏ واثنان منها عظيمة جدا وفي قدر واحد تقريبا‏,‏ وأما الثالث فقد بني بحجر الصوان الأحمر المنقط الشديد القوة والصلابة‏.‏

ويتحسر العلامة البغدادي علي هذا التخريب الذي شاهد بعضه قائلا‏:‏ لكن في زماننا هذا جري الناس نحو اطماعهم‏,‏ فلما رأوا آثارا هائلة راعهم منظرها‏,‏ وانصرفت ظنونهم الي معشوقهم الدينار‏,‏ وظنوا أن تحتها كنوزا‏!.‏ ومازال عشق الدينار أو الجنيه أو الدولار يخلب ألباب البشر‏,‏ والدليل أن بعض الطامعين ينقبون خلسة تحت بيوتهم‏,‏ علي أمل العثور علي بعض الآثار‏,‏ بقصد بيعها للمهربين دون اعتبار لقيمتها التاريخية‏,‏ ومتجاهلين أنها ملك للشعب كله‏.‏

وفي جميع متاحف العالم الكبيرة توجد أجنحة كاملة للآثار المصرية والتوابيت‏,‏ والمتحف البريطاني يكاد يكون مصريا صرفا‏!‏
الرد مع إقتباس