عرض مشاركة مفردة
  #30  
قديم 01-08-2008
الصورة الرمزية لـ abomeret
abomeret abomeret غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 2,345
abomeret is on a distinguished road
تعداد الأقباط .. الرقم الصعب بين الدولة والكنيسة

تعداد الأقباط .. الرقم الصعب بين الدولة والكنيسة

بعد أن أجرت إبراشية طنطا تعداداً دقيقاً لأبنائها وقدرتهم بـ 50 ألفا
تحقيق: يوسف عبد ربه

في سابقة هي الأولي من نوعها، أعدت مطرانية طنطا تعدادا دقيقا لشعبها، وهو الامر الذي يفتح الباب مجددا للحديث عن عدد الأقباط في مصر، ولماذا تصر الجهات الرسمية في الدولة والكنيسة علي عدم الإعلان عنه؟رغم أن كل الشواهد تؤكد ان كلاً منهما يحتفظ بتعداد دقيق لنفسه.
كشف الإحصاء أن عدد السكان في حيز المطرانية- مسلمين ومسيحيين- بلغ مليوناً و667 ألفاً و635 مواطنا، منهم 50 ألف مواطن مسيحي. وأوضح الاحصاء الذي يضم مدينة طنطا وكفر الزيات والسنطة وبسيون، أن عدد المسيحيين دون سن 15 عاما بلغ 10 آلاف ، ارتفع الي 25 ألفا في الفترة العمرية من 15- 35 عاما، ويبقي عند 15 ألفا فيما بعد 35 عاما.
أكد التعداد أن عدد سكان مدينة طنطا وحدها، بلغ 371 ألفاً و10 مواطنين، و446 ألفاً و699 مواطنا للقري التابعة لها، بينما وصل تعداد كفر الزيات الي 323 ألفاً و696 مواطنا والسنطة الي 313 ألفاً و364 مواطنا وبسيون الي 212 ألفاً و866 مواطنا.
هذه السابقة التي تعد الاولي من نوعها، أكدت ـ بما لا يدع مجال للشك ـ ان الكنيسة تمتلك تعدادا دقيقا للاقباط في مصر، وانها ترفض الاعلان عنهنذاك بالنظام العشري، لانه كان يتم كل 10 سنوات، وقد كشف الحصر أن تعداد مصر 15 مليوناً و920 ألفاً و694 نسمة، منهم 14 مليوناً و552 آلفاً و695 مواطنا مسلما ومليون و303 آلاف و970 مواطناً مسيحياً، بنسبة 8,1 % من تعداد الشعب.أما عام 1947 فقد بلغ تعداد المصريين 18 مليوناً و966 ألفاً و767 نسمة منهم 17 مليوناً و397 ألفاً و946 مواطنا مسلماً ومليون و501 ألف 635 مواطنا مسيحيا ، بنسبة بلغت 7,9% من تعداد الشعب.
لم تسمح الظروف بإجراء التعداد في موعده عام 1957 بسبب العدوان الثلاثي علي مصر، لكن عاودت الدولة اجراء هذا الحصر عام 1966 وقد كشف ان تعداد المصريين انذاك قد بلغ 29 مليوناً و846 ألفاً و809 نسمات، منهم 27 مليوناً و833 ألفاً و306 مواطنين مسلمين و2مليون و17 ألفاً و536 مواطنا مسيحيا، بنسبة 7,2% من تعداد الشعب ..ثم إحصاء 1976 الذي كشف ان تعداد المصريين وصل الي 36 مليوناً و626 ألفاً و204 نسمة، منهم 34 مليوناً و334 ألفاً و328 مواطنا مسلما و2 مليون و285 ألفاً و630 مواطنا مسيحيا بنسبة 2.6% من تعداد الشعب. تلي ذلك إحصاء 1986 الذي أوضح ان تعداد المصريين وصل الي 48 مليوناً و254 ألفاً و238 نسمة منهم 45 مليون و377 ألفاً 538 مواطنا مسلما و2مليون 868 آلفاً 139 مواطنا مسيحيا، بنسبة انخفضت إلي 5.9% من تعداد المصريين ..وفي عام 1996تم الحصر لاول مرة، دون ان يحدد عدد المسلمين والمسيحيين، وقالت الحكومة إن التعداد الذي وصل الي 61 مليوناً و452 ألفاً و382 نسمة، تم طبقا لتوزيع السكان في الريف والحضر والحالة التعليمية وقوة العمل دون أن يحدد عدد كل من المسلمين والمسيحيين. الأمر الذي فتح الباب للعديد من المهتمين والمتابعين للشأن القبطي في مصر أن يجتهدوا في وضع تقديرات لعدد الاقباط خلال الـ10 سنوات الماضية، نتيجة تزايد وتيرة الحديث حول مشاكل الاقباط في الفترة الاخيرة، وربط تمثيلهم في الدولة واجهزتها بنسبة وجودهم العددي داخل المجتمع.
يؤكد القس عبد المسيح بسيط أبو الخير- كاهن كنيسة العذراء الاثرية بمسطرد- أن الكنيسة لديها للأقباط ..وأوضح ان الكنيسة الارثوذكسية مقسمة الي إبراشيات، وكل إبراشية مقسمة الي عدد من الكنائس، وكل كنيسة لديها حصر بعدد ابنائها، مدللا علي ذلك بأن تعداد شعب كنيسة العذراء الاثرية بمسطرد يصل الي 2500 فرد ..وقال: إن هذا الرقم ضعيف جدا مقارنة بتعداد شعب الكنائس الاخري الموجودة في إبراشية شبرا الخيمة..وأوضح ان ذلك يعود لتفريغ الكنيسة من المناطق التابعة لها من اجل التفرغ لمهمتها الاساسية وهي رعاية الزوار، نظرا لمكانة الكنيسة الاثرية في المنطقة.
وقال أيضا: إن منطقة مثل منطقة بيجام التابعة لإبراشية شبرا الخيمة بها قرابة 90 ألف مسيحي، بمعدل 18 ألف أسرة و5 أفراد لكل أسرة ..وأشار عبد المسيح الي ان هذا التعداد مسجل علي أجهزة الكمبيوتر داخل كل كنيسة بهدف الخدمة والافتقاد وليس بهدف التعداد، ولكن كل كنيسة ترسل هذا التعداد الي الايبراشية، ولذا فإن كل ايبراشية لديها تعداد دقيق لأبنائها ويمكن الخروج بتعداد شامل للأقباط إذا أرسلت كل إبراشية التعداد الذي لديها الي البطرخانة.
وأكد أن الكنيسة من الممكن أن يكون لديها تعداد شامل للمسيحيين لكنها لا تعلن عنه بسبب ما يتردد حول الهدف من إعلان هذا الرقم مشيرا الي ضرورة اعلان الدولة عن هذا الرقم لإنهاء الجدل الدائر حوله، مؤكدا ان هذا الامر لن يضر بالصالح العام بل سيصب في إطار مبدأ الشفافية التي تأخذ بها معظم الدول المتقدمة في قضية التعددية الدينية، ويري ان تعداد الاقباط في مصر يتراوح بين 8-12 مليون مسيحي، وأن هناك تلميحات حكومية شبه رسمية خرجت في الآونة الاخيرة تؤكد ذلك.
من جانبه يري كمال زاخر- مؤسس جماعة العلمانيين- ان الدولة لديها تعداداً دقيقاً للاقباط، كما ان لديها تعداد دقيق للاطباء والمهندسين والمحامين والعديد من المهن الاخري، لكنها ترفض الاعلان عن تعداد الاقباط ، مشيرا الي ان الدولة مازالت تعيش علي هواجس فترة الصراع بين الاقباط والدولة، التي شهدت مطالب من البعض بضرورة تمثيل الاقباط في البرلمان والمناصب العليا في الدولة بما يتناسب مع حقيقة وجودهم في المجتمع..وأكد زاخر ان هذه الهواجس لا يمكن ان تتحول الي واقع في دولة المواطنة التي ننادي بها ولا تزال منتقصة في العديد من جوانبها. وأضاف زاخر: إن اخفاء تعداد الاقباط جريمة لأن تعمد اخفاء الرقم يؤكد ان هناك ما نخشاه، وان هناك مشكلات علي ارض الواقع وعلي الدولة حلها. ويري ان الكنيسة غير قادرة علي اجراء تعداد دقيق للاقباط لان ثقافة التعداد غير متوافرة لدي المصريين بصورة عامة ..واشار الي ان الكنيسة الارثوذكسية في مصر لا تمثل كل الاقباط، كما ان هناك بعض المناطق المحرومة من الخدمة ولا تصل اليها الرعاية، بالاضافة الي وجود بعض الكنائس أو العبادات داخل البيوت، وبالتالي من الصعب علي الكنيسة حصر مثل هؤلاء المواطنين.
ويصف زاخر ما تردده الدولة بأن تعداد الاقباط لا يتجاوز 3 أو4 ملايين بأنه كلام "ساذج" ولا يمكن أن يتناسب بأي شكل من الاشكال مع حقيقة تمثيل الاقباط ..وأكد ان تعداد الاقباط يدور في حيز 10 ملايين مواطن، مشيرا الي بعض التصريحات الرسمية في السبعينيات التي كانت تؤكد تعداد أن الاقباط وصل الي 6 ملايين انذاك.
فيما يري د.نبيل عبد الفتاح- الخبير السياسي بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام- أن قيام اي ايبراشية بإعداد اي حصر لابنائها هو عمل خطير وخارج علي القانون..واوضح ان هذا الامر منوط به الجهاز المركزي للمحاسبات فقط، ولا يحق لاي مؤسسة دينية ان تقوم بهذا التعداد لانه يؤثر سلبا علي الاندماج في العمل القومي، وقال عبد الفتاح: إن مهمة المؤسسة الدينية ـ سواء كانت الازهر او الكنيسةـ هي اقامة الشعائر وليس اعداد حصر لابنائها، مشيرا الي ان الكنيسة الارثوذكسية بدأت خلال العقدين الماضيين تلعب دورا في المجال السياسي وان هذا الامر مخالف لطبيعة الدور الذي يجب ان تقوم به.
وأكد ان هناك بعض النشطاء داخل الكنيسة الارثوذكسية يسعون الي تجديد فكرة العمل الطائفي في اطار الحركة الوطنية التي طالب بها البعض في ظل الاستعمار البريطاني وأثناء وضع دستور 1923، علي ان يكون للاقباط تمثيل نسبي في البرلمان متساو مع عددهم داخل المجتمع، مشيرا الي ان هذا يكرس للطائفية ويدعو الي تحويل الاقباط الي كتلة مندمجة ومتماسكة تحت سلطة الكنيسة. وقال عبد الفتاح إن هناك استراتيجية يتبعها حاليا بعض نشطاء الأقباط، خلال الفترة الاخيرة، تقوم علي ثلاثة محاور... أولها الضغط من اجل إعلان النسب الحقيقة للاقباط أو حتي بعض الارقام التقريبية، ثانيها التأكيد ان الاقباط أقلية، ومن ثم يحق لهم العودة الي الامم المتحدة لإقرار موضوع التمثيل النسبي، علي اساس ان الامم المتحدة تعترف بهذا الامر. ثالثا ان البابا شنودة وبعض الاساقفة لوحوا اكثر من مرة بقضية التمثيل النسبي لتأكيد رسوخ هذا المطلب لدي الاقباط جميعا وليس الكنيسة الرسمية فقط..وأكد انه يؤيد اعلان الدولة النسب الحقيقية للاقباط في مصر ولكن الإصرار عليها من قبل البعض علي اساس ديني يشكل خطورة كبيرة .

http://www.elbadeel.net/index.php?op...7215&Itemid=61

آخر تعديل بواسطة abomeret ، 01-08-2008 الساعة 02:50 PM السبب: وضع الرابط
الرد مع إقتباس