عرض مشاركة مفردة
  #14  
قديم 29-09-2008
john mark john mark غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
الإقامة: EGYPT
المشاركات: 736
john mark is on a distinguished road
مشاركة: الفيلم العالمي مقتل أميره. يوضح ماحدث مع إبنة ملك السعودية المتحرره

ــ موت أميرة ــ










بعد ظهر يوم من الأيام الأخيرة من شهر يوليو [تموز] 1977م ـ أقتيدت الأميرة مشاعل ، حفيدة الأمير محمد بن عبدالعزيز
إلى موقف سيارات قرب بناية الملكة في جدة وأرغمت على الركوع أمام كومة رمل . ثم أطلق الرصاص على رأسها وكان
عشيقها الشاب يقف على مقربة ، خالد مهلهل ، أبن أخت الفريق علي الشاعر ، المبعوث السعودي الخاص إلى لبنان ، وبعد
أن شاهد الشاب الأميرة تموت ، أعدم هو الآخر ـ بقطع رأسه .
بعد حوالي ثلاث سنوات من ذلك ، أي في ربيع عام 1980 ، أذاع تلفزيون إيه.تي.في ATV في بريطانيا فيلما دراميا
عن عمليتي الإعدام هاتين وعن محاولات صحفي التحقيق فيها ، وسبب عرض هذا الفلم إساءة بالغة للملك خالد إلى درجة أنه
طلب من بريطانيا سحب سفيرها من المملكة . وبعد أربعة أشهر من ذلك كان السفير قد عاد مرة أخرى إلى مكانه .
هكذا كانت الحقائق الأساسية للقصة الدرامية الدولية المؤلمة التي استمرت لموسم حول (( موت أميرة )).
كان مجمل قصة الأميرة واضحا . فالأميرة مشاعل . ابنة أحد أبناء الأمير محمد الأقل شهرة ، التي زوجت في عمر
مبكر لقريب لها متقدم في العمر لم يبد اهتماما بها ، اتجهت لتعزية نفسها إلى خالد مهلهل الشاب وتمتعت بعه بعلاقة غرامية
وسبب ذيوع أمرها فضيحة لبقية عائلتها . وقد حاول العشيقان الهرب ، فقبض عليهما وأنزلت بهما عقوبة
الموت التي ينص عليها في حالات الزنى الشرع الإسلامي المطبق في المملكة العربية السعودية .
عشق وإثارة ، ومأساة: كانت القصة مادة خام طبيعية للتلفزيون ؛ وقد تضمنت تفاصيل جعلتها أكثر جاذبية .
وحتى تنفذ الأميرة هربها ، مثلت حادث غرق بتركها ملابسها مكومة على شاطئ البحر الأحمر . ثم حاولت الهرب
مع عشيقها من مطار جدة ، متخفية كرجل ، وكان لدى جدها من الضراوة والمشاعر العائلية كل مايتوقع من كبير قوم
صحراوي . وضمن محيط القصة برمتها ـ بما فيه من قصور غامضة ، وأميرات سئمات ، ونعم الثروة النفطية ،
وقسوة العدالة القديمة ـ الجاذبية الشعبية للفلم بالنسبة إلى جمهور غربي .
وقد فكر أنطوني توماس . وهو صانع أفلام وثائقية أصله من جنوب أفريقيا ـ وكان مُصيباً في تفكيره ـ أنه لو كشف
عن الغرض الحقيقي من استفساراته ، فإنه لن يمنح تأشيرة لدخول المملكة ، وقد زار المملكة العربية السعودية في عام 1978
متظاهراً بأنه يريد دراسة تطور دور النساء في المملكة . ونجح ، تحت غطاء هذه الأبحاث ، بجمع كمية من المواد .
، وقد تم التعاقد مع ممثلين عديدين ، بريطانيين ومصريين

فبالنسبة
إلى مجموعة من الفلسطينيين ، كانت الأميرة أختا في العروبة تحاول الخروج مما يعادل بالنسبة إليها مخيم لاجئين ؛

وبالنسبة إلى مربية ألمانية
عملت لدى آل سعود ، كانت بطلة رومانسية ضحًت بنفسها من أجل الحب ،

وبالنسبة إلى مدرًسة
كانت الأميرة مقاتلة في سبيل الحرية قتلت على أيدي نظام حكم رجعي وقمعي مفروض على شبة جزيرة العرب
وألمحت بعض الروايات إلى ماتقول عائلتها إنه الحقيقة ، ألا وهو أن الأميرة مشاعل كانت طفلة مدللة
أظهر توماس بمهارة كيف أن أناساً مختلفين ، ، قد أعادوا ترتيب الحقائق التي عرفوها عن حياة الأميرة مشاعل وموتها

مع وجود مئات من المصريين الذين ظهروا لابسين أثواباً وغترات (حطّات) لتمثيل مشاهد شوارع جدة

الواضحة للأثواب وظهور جمل في أحد المشاهد فكان لايمكن ل توماس على لجوئه إلى الإخراج الدرامي . فالحكومة السعودية ما كان يمكن أن تسمح له أبداً بعمل
فلم وثائقي أصيل عن موت الأميرة مشاعل . ولكنه ، بإستخدامه التقليد البصري لإيجاد جو وصبغة فيلم وثائقي ،





لقد أكتشفتَ ذلك كاتبة ذكية سهلة التأثر بالأنطباعات أسمها لندا بلاندفورد في عاد 1975 عندما جاءت إلى المملكة في الأشهر المبكرة
من عهد الملك خالد لتسجيل أثر ثروة النفط الجديدة على شبة الجزيرة العربية . ولأن لندا بلاندفورد كانت فتاة حيوية وجذابة
ولكن مع عرج غير متوقع يسبب وجوده في مثل تلك الفتاة الجميلة أنقباضاً في النفس ـ
ويقول السعودييون اليوم (( لقد بدت ضعيفة محتاجة للرعاية )) ـ فقد لقيت ترحيباً في بيوت الناس أينما ذهبت:
رأت كتابا عن طريق الجماع الجنسي على رفوف غرفة الجلوس في منزل أحد الوزراء ، وأستمعت إلى أميرة وهي تناقش شكل نهديها هي
، وأستمعت إلى كيف أن أحد أبناء الملك سعود عانى من دمل في مؤخرته : وقد كتبت ذلك كله في كتابها . وكانت الضجّة التي نجمت
عن ذلك هائلة لم يخفف منها حقيقة أن لندا بلاندفورد لم تبلغ مضيفيها ، إلى أن قرأوا ذلك في مقدمة كتابها ، أنها يهودية .
من الصعب هذه الأيام . عند مناقشة كتاب لندا بلاندفورد مع سكان المملكة، حملهم على تحديد ما يدعون في الواقع أنه غير صحيح .
فقد صورت بدقة حماقات دول النفط العربية وغرورها في أشهر الأزدهار الأولى التالية للحظر ، ورسمت صورة دقيقة إلى حد القسوة
لمحدثي النعمة في جدة . ولكن الحقيقة ليست هي القضية . لقد جعلت لندا بلاندفورد مسائل خاصة أموراً علنية . وهذا في شبة جزيرة
العرب تناقض غير مقبول . إذ يمكن الخوض في القيل والقال في المملكة ، ولا يمكن ، لا يمكن كتابة ذلك . فالأمور الخاصة لا يمكن
الكشف عنها أمام أعين الجمهور وإذا كشف ، فإن هذا يجلب العار . كان العار الذي جلبه عرض فيلم (( موت أميرة )) في مختلف
أنحاء العالم للمملكة العربية السعودية في ربيع عام 1980 عاراً مزدوجاً . إذ شعر بعار أقل الأمراء الشباب المتعلمون في الغرب والسعوديون
المتعلمون ككل الذين أحرجوا لكون غضب رجل عجوز قوي قد أعتبر في نظر أجانب ممثلاً لتيار الحياة العام في بلادهم . إن مبداً قتل
الزاني مبدً قديم راسخ في الشريعة الإسلامية وقد دافع السعوديون ، سواء كانوا من العائلة المالكة أم غير ذلك ، دفاعاً قوياً في الأشهر التي
تلت عرض الفليم . وكانوا يقولون (( إن ما يثبته ذلك هو أن الأميرات يجب أن يخضعن للشريعة الإسلامية مثل بقية الناس )).
ولكن هذا لم يكن ما قالوه في أعقاب عمليتي الإعدام اللتين نفذتا في عام 1977.إذ كان الأنتقاد مريراً وصريحاً ، خصوصاً وأن أمراً
حكومياً قد منع النساء فجاًة من السفر من دون صحبة رجل من عائلتهن محرم عليهن . وقد أضطر رجال الأعمال إلى إضاعة ساعات
في مرافقة زوجاتهم وبناتهم ، أو ف الأنتظار في مجلس أمير للحصول على إعفاء موقع من الأمير .
لقد أصر آل سعود دوماً على أن الأميرة مشاعل حوكمت حسب الأصول وصدر الحكم عليها في محكمة قانونية
وفقاً لمبادئ الشريعة الإسلامية البدوية. ويقولون إنها أعترفت بزناها بحرية ، مثلما أعترف عشيقها بذلك ، وإن العملية القضائية أخذت مجراها
بناء على أوامر شخصية من الملك خالد . ولكن محمد ، أخا الملك ، كان يمكنه أن ينقذ حفيدته قبل ذهابها إلى المحكمة لو أنه
أراد ذلك ، وبالرغم من كل ما يقال عن العدالة الإسلامية ، فإن القانون الذي أدى فعلاً بالأميرة إلى الموت كان القانون القبلي القديم غير المكتوب ، الذي يضع طهارة المرأة ، التي هي قلب العائلة ، في صميم شرف العائلة .
كان هذا مصدر العار الثاني ، والأكبر ، الذي أثاره فيلم (( موت أميرة )) ـ العار الذي أثار غضب الملك خالد وأخيه
الأكبر إلى درجة أنه دار حديث في إحدى المراحل في أبريل [نيسان] 1980 لا عن السفير البريطاني فحسب ، وإنما عن
وضح الـ 30 ألف بريطاني العاملين في المملكة على طائرات وإعادتهم إلى لندن . لقد سمح الأمير محمد بإعدام حفيدته لأنه
شعر بأن زناها قد أساء لشرف آل سعود في نظر الآخرين ، ولذا فإن قيام صانع أفلام أجنبي بنبش العار وإعادة الكشف
عن زناها أحيا العار الذي ظن أنه قد غسله .
ولم يقف فيلم موت أميرة عند ذلك الحد ، إذن أن الفقرة الوحيدة في الفيلم التي حاو ممثلون رسميون سعوديون ، بعد عرض خاص
للفلم في لندن ، تأمين إزالتها من الفلم قبل بثه ، كانت فقرة لا تظهر فيها الأميرة مشاعل . لقد كانت سلسلة مشاهد أظهرت أميرات
أخريات لم تذكر أسماؤهن وهن يتجولن بسياراتهن الفاخرة على طريق صحراوي ليتفرجن على رجال منتظرين في سياراتهم ويخترن أحداً
من بينهم . وهذه هي سلسلة المشاهد التي لا تزال تذكر بأشد حدة وغضب في الرياض عندما تناقش العائلة الفيلم .
تحدث توماس لمصادر مختلفه . ولكن مؤلف هذا الكتاب لم يشهد مثل هذا المنظر قط . وسجلات أرقام السيارات الفوضوية
في المملكة وعدم وجود أسماء شوارع ، أو أرقام أو عناوين بالمعنى الغربي ، لا تكاد تسهل تتبع أرقام لوحات السيارات التي يفترض
أن اللعبة تقوم عليها ـ فالشرطة السعودية ذاتها لا تستيطع الاهتداء إلى المخالفين من لوحات التسجيل ـ ومع أن توماس نفسه لم يراقب
هذا الطقس الشاذ ،، فإن إستداخدامة ممثلين وسيارات مستأجرة أسفر عن تحويل حكمه على مصادره إلى حقيقة بَصرية فعالة وهي أن نساء آل سعود يذر عن الصحراء عادة بحثاً عن الجنس .
من الصعب تصور إساءة أسوأ من هذه داخل أل سعود ، وقد حالت دون رؤية آل سعود أن (( موت أميرة )) قد عكس الصدمةالإنسانية الطبيعية التي شعر بها الناس العاديون في الغرب من إعدام أناس بسبب الزنى في أي مكان من العالم في الربع الأخير
من القرن العشرين . وقد صنّفت تلك الإساءة الفيلم في نظرهم كلطخة على شرف نساء العشيرة .
عندما عرض على الملك خالد الذي كان عادة رائق الطباع شريط فيديو ، ترجمت وشرحت له سلسلة مشاهد الأميرات وهن يتجولن
بالسيارات في الصحراء ، و قد أثار ذلك في نفسه غصباً ندر أن شعر به . وقد أعتبر الفيلم لطخة شريرة على شرف عائلته،وبما أن الشريعة السياسية لآل سعود تقوم على تمسكها بمعايير أخلاقية ودينية معينة ، فقد كانت الإساءة مؤلمة جداً .
ولم يستطع ولي العهد الأمير فهد ، وسعود الفيصل والأمراء الآخرون الذين يعرفون الغرب وطريقة التفكير الغربية تهدئة سخطه ، فجاء من الغضب الملكي الأنتقام ضد بريطانيا وحملة في أنحاء العالم لمحاولة إيقاف عرض الفيلم ـ وهي حملة لم تلق نجاحاً تاماً .
وعندما عرض فيلم ( موت أميرة ) في نهاية الأمر في نيويورك على القناة 13 يوم 12 مايو [آيار] 1980،
أجتذب 26,7 في المائة من مشاهدي التلفزيون في تلك الليلة . وفي بوسطن كانت النسبة 49 في المائة .
أثبت سخط الملك خالد أنه أسفر عن نتيجة معاكسة إلى حد كبير جداً للغاية المطلوبة . فالضجة التي أثارتها
المملكة العربية السعودية ضمنت أن فيلم (( موت أميرة )) قد شاهده في أنحاء مختلفة ملايين الناس الذين ما كان
يمكن أن يسمعوا به أبداً لولا ذلك . ولكن قل لآل سعود إنه كان من الأفضل لو أنهم تجاهلوا الفيلم ، وسيقولون لك
إن ثمة إساءات لا يمكن لصحاب شرف أن يتجاهلها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
المصدر
كتاب المملكة ـ فقره موت اميرة صفحه 289
طباعه فقرة موت أميرة ـ الكشاف ـ


للعلم المشاهد التي حاولت السعودية حذفها موجوده في الفيلم أعلاه

آخر تعديل بواسطة john mark ، 29-09-2008 الساعة 12:41 PM
الرد مع إقتباس