نبيل شرف الدين
التوترات الطائفية تجدد الدعوة لإصدار قانون موحد لدور العبادة
البابا شنودة يوقف الصلاة في دار خدمات كنسية شرق القاهرة
نبيل شرف الدين من القاهرة: في تطور جديد للأحداث الطائفية التي شهدتها منطقة "عين شمس" شرق القاهرة، أعلن بيان أصدرته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر أن البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية قرر وقف الصلاة في أحد المباني الحديثة التابعة لكنيسة السيدة العذراء مريم بمنطقة "عرب الطوايلة" بحي عين شمس الغربية، وذلك إثر وقوع مصادمات بين المصلين وبعض أهالي المنطقة، كما أشار بيان الكنيسة إلى أن المقر موضع الأزمة هو مبنى للخدمات تابع للكنيسة وأنه لا توجد نية لبناء كنيسة في المنطقة.
وتجددت المواجهات في ضاحية "عزبة النخل" المتاخمة لحي عين شمس، عندما كان بعض الأقباط عائدين من الكنيسة، وتعرضوا لهجوم بعصي وأدوات حديدية ما أدى إلى إصابة ثمانية أشخاص، وصفت حالة أحدهم بالخطيرة، وتمكنت الشرطة من السيطرة على المواجهة ونقلت المصابين إلى المستشفيات. من جانبه طالب المركز المصري للتنمية وحقوق الإنسان الدولة بسرعة إصدار قانون البناء الموحد لدور العبادة ليضع حلا نهائيا لمشكلة بناء الكنائس، كما حملت "منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان" الدولة مسؤولية الأحداث، وقالت "نطالب الأزهر بتوضيح موقفه ممن يهاجم الكنائس ويقف معرقلا بناءها، لقد آن الأوان بتدخل الرئيس شخصيا".
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن هاني عزيز عضو أمانة العلاقات الخارجية بالحزب الوطني الحاكم قوله إنه جرى احتواء الأمر بعد تدخل محافظ القاهرة وقيادات أمنية وان الامر لم يسفر عن أي خسائر او إصابات، مشيراً إلى ان الامر تم احتواؤه والسيطرة على الافراد الذين يساهمون في توسيع مثل هذه الخلافات والاحتكاكات العادية"، على حد تعبيره.
أقباط أوروبا
أما على صعيد ردود الفعل من قبل المنظمات القبطية في المهجر، فقد دان اتحاد الهيئات القبطية الأوروبية ما وصفه بالاعتداءات الهمجية التي شهدتها منطقة عين شمس شرق القاهرة، قائلاً في بيان له ممهور بتوقيع ممثلي عدة منظمات تنشط في دول أوروبا إنها حدثت بعد دعوة عبر الميكروفونات والصادرة من إمام مسجد "النور" المقابل للكنيسة، دعا فيها أهالي المنطقة للقيام بأعمال عنف ضد المسيحيين ومنشآتهم.
وذكّر اتحاد الهيئات القبطية الأوروبية الدولة بأن تعمل وبحسن نية في الوفاء بالتزاماتها الدولية وتنفيذ إعلان مبادئ التسامح والإعلان الخاص بالقضاء على كل أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد، وأعلن الاتحاد رفضه لما أسماه مبدأ الدوغماتية الاستبدادية كما طالب الدولة وأجهزتها بتثبيت المعايير الدولية التي تنص علىها معاهدات حقوق الإنسان، واتخاذ موقف ايجابي بإصدار تشريعات تعزز الاعتراف بحقوق المواطنين المصريين المسيحيين في التمتع بحقوقهم الأساسية والمعترف بها عالميا وممارسة شعائرهم الدينية في بناء كنائسهم وبدون قيود أمنية.
ومضى الاتحاد القبطي قائلاً في بيانه إنه يدين كل المسئولين الرسميين لممارستهم التمييز الديني الذي يشكل جريمة إبادة للأقباط ثقافيا ومعنوياً ومادياً، كما طالب الدولة وأجهزة الأمن بأن تقوم بكفالة وضمان العدل للمصريين مسيحيين ومسلمين وعدم التمييز بينهم في الإجراءات الإدارية والأمنية لبناء دور العبادة لهم، وفى الإجراءات الأمنية في القبض العشوائي، والامتناع عن ممارسة سياسة التوازنات في القبض والإفراج من الطرفين وترك الجناة الأصليين"، كما ورد في البيان الذي تلقت (إيلاف) نسخة منه عبر البريد الإلكتروني.
وكانت منطقة "عين شمس" شرق القاهرة قد شهدت مواجهات بين مسلمين وأقباط أدت إلى وقوع إصابات، وقالت مصادر إن الشرطة اعتقلت 35 شخصا بينهم ثلاثة أقباط، وجهت النيابة لثمانية اتهامات بالتجمهر والشغب، وقد بدأت التوترات عندما شرع الأقباط في إقامة أول صلاة لهم في مقر للخدمات الكنسية لم يتم استكمال أبنيته، وخلال إقامة القداس سرت شائعة تقول إن المقر لم يحصل على تصريح ما أدى لتجمهر الآلاف من المسلمين الذين رفعوا أذان المغرب أمام الكنيسة وإقاموا الصلاة باستخدام مكبرات علقوها في مسجد مواجه لم يفتتح بعد.
Source: Elaph