عرض مشاركة مفردة
  #76  
قديم 05-12-2004
الصورة الرمزية لـ ABDELMESSIH67
ABDELMESSIH67 ABDELMESSIH67 غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
المشاركات: 3,949
ABDELMESSIH67 is on a distinguished road
هل يمكن أن نقول أن هناك إبداع متعصب وإبداع غير متعصب أم أن هذا ليس إبداعا بالمفهوم الراقي الإنساني للإبداع وإنما معالجة فنية تأتي في إطار رسالة دولة دينية تغرس في نفوس أفرادها الاستعلاء الديني والانقضاض على حقوق الآخرين شركاء الوطن ؟ وهل الإبداع هنا عمل تلقائي أم جزء من أدوات التمييز ضد الأقباط في مصر ؟ كيف يكون إبداعا ذلك الذي يمجد ارتداء المرأة للحجاب ويحقر من المرأة غير المحجبة ؟، كيف يكون إبداعا ذلك الذي يساير الخيال الشعبي المريض ويصور بيوت الأقباط على أنها بارات وكنائسهم على أنها ساحات يختلط فيها الحابل بالنابل؟ كيف يكون إبداعا ذلك الذي يسير في اتجاه واحد وكأنه طابور عسكري ؟ كيف يكون ذلك إبداعا ولم يخطر على ذهن أو قلم كاتب واحد لحالة عكسية أحبت فيها مسلمة شخص مسيحي أو خرج مسلم عن ديانته واعتنق دين آخر ؟ رغم أن هذا ما يحدث في الواقع، وفوق كل هذا يشكل الخريطة الإنسانية الطبيعية.
كيف يكون ذلك إبداعا الذي يصور أن الفتاة الغربية في أوروبا وأمريكا تسقط صريعة الهوى أمام المسلم الفحل جنسيا القادم من الشرق؟ وهل يعبر ذلك عن الحقيقة أم عن خيال جنسي مريض؟ إن كل القوانين والمواثيق الدولية تؤكد على حماية الأقليات وثقافاتهم وخصوصياتهم وديانتهم وشعائرهم وعدم المساس بها أو الاعتداء عليها أو تحقيرها أو الاستهزاء بها، فلا ينبغي لأي مجتمع أن يعتدي على الحقوق الأساسية للأقليات فيه.
إن حرية التعبير والإبداع غايتها الأساسية الكشف عن الحقيقة، ولكن نحن هنا أمام تزوير للحقائق وهذا هو جوهر الأعلام الموجه. أنني لا أعتقد أن هناك توجيهات محددة فيما يتعلق بتناول الدراما للأقباط ولكنها انعكاس لمجتمع مريض ومتعصب تتحكم فيه مجموعات نشطة جدا وعلى درجة عالية من عدم التسامح. لقد قابل صديق لي مؤخرا وزير الإعلام ممدوح البلتاجي وأعترف الوزير له صراحة بالإضافة إلى الفساد المستشرى في ماسبيرو، أن التيار الأصولي متغلغل في ثنايا التلفزيون ويسيطر على أعصابه، وأنه شخصيا لا يستطيع مقاومة هذا الطوفان الديني الأصولي ولكنه سيعمل ما في وسعه لتمصير التلفزيون وفقا لرؤية وطنية تجسد عمق الثقافة والحضارة المصرية.
السؤال الملح الذي يطرح هنا هل تمول الدولة إعلام يعتدي على حقوق الأقليات فيه، وتقوم فيه بالدعاية الواسعة ضدهم ؟ لقد حسم هذا الوضع في الغرب نحو تجريم تمويل الدولة لأي عمل من أموال دافعي الضرائب يعتدي على حقوق الأقليات فيه ويحقر من شأنهم ووضعهم وثقافتهم. وفي أمريكا يحرم ذلك بالنسبة للسود مثلا، كما يحرم في الإعلام مهاجمة الإسلام، ومن يقوم بذلك يتعرض لعقوبة رادعة ويقدم اعتذار فوري عن فعله، فبالأولي منع ذلك تماما في الدراما والإعلام الممول من الدولة. من حقك أن تنتج دراما شاذة على حسابك الخاص وتعرضها بوسائلك الخاصة، وفي أمريكا قناة مستقلة تعرض الكثير من هذه الأعمال اسمها قناة الأفلام المستقلة (Independent Film Channel ) وتعرض أفلام مثل "الأغراء الأخير للسيد المسيح" وغيرها من الأفلام الشاذة من كل نوع، ولكن ممنوع تماما عرض مثل هذه الأعمال على الشبكات الرئيسية واسعة الانتشار.
إن الأقباط مثلهم مثل كل المصريين أصيبوا بالكثير من أمراض وأسقام المجتمع المصري ولكن هناك فرق في التعامل معهم كأفراد فيهم السوي والمنحرف وفي استباحة "الصورة الذاتية" لهم كشعب وتوجيه سلوك الأغلبية نحو استهدافهم من خلال الدراما. إن العمل الإبداعي والعمل الدرامي - واسع الانتشار- بشكل خاص يمكن أن يشكل سلوك المجتمع ويفهم على أنه رسالة خاصة إلى الناس في ظل مجتمع يتسم بالجهل والتخلف والأمية.
إن اعتراضنا الأساسي على مثل هذا ا لنوع من الإبداع أنه يسير في اتجاه واحد وبالتالي يظهر على أنه موجه ومصطنع، فإذا كانت هناك حرية حقيقية فليفتح الباب في الاتجاهين وإلا فمن حقنا اتهامه بأنه إبداع يستهدف الأقباط.أن الوحدة الوطنية هي العمود الفقري للأمة المصرية، وأنه حان الوقت لترميمها قبل أن ينهار المنزل على من فيه ووقتها لن يجدي البكاء على اللبن المسكوب.

عبد المسيح
__________________
فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخُمِهَا. فَيَكُونُ عَلاَمَةً وَشَهَادَةً لِرَبِّ الْجُنُودِ فِي أَرْضِ مِصْرَ. لأَنَّهُمْ يَصْرُخُونَ إِلَى الرَّبِّ بِسَبَبِ الْمُضَايِقِينَ فَيُرْسِلُ لَهُمْ مُخَلِّصاً وَمُحَامِياً وَيُنْقِذُهُمْ. فَيُعْرَفُ الرَّبُّ فِي مِصْرَ وَيَعْرِفُ الْمِصْريُّونَ الرَّبَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَيُقَدِّمُونَ ذَبِيحَةً وتقدمه وَيَنْذُرُونَ لِلرَّبِّ نَذْراً وَيُوفُونَ بِهِ. وَيَضْرِبُ الرَّبُّ مِصْرَ ضَارِباً فَشَافِياً فَيَرْجِعُونَ إِلَى الرَّبِّ فَيَسْتَجِيبُ لَهُمْ وَيَشْفِيهِمْ. «فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ تَكُونُ سِكَّةٌ مِنْ مِصْرَ إِلَى أَشُّورَ فَيَجِيءُ الآشوريون إِلَى مِصْرَ وَالْمِصْرِيُّونَ إِلَى أَشُّورَ وَيَعْبُدُ الْمِصْرِيُّونَ مَعَ الآشوريين. فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ إِسْرَائِيلُ ثُلْثاً لِمِصْرَ وَلأَشُّورَ بَرَكَةً فِي الأَرْضِ بِهَا يُبَارِكُ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلاً: مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ وَعَمَلُ يَدَيَّ أَشُّورُ وَمِيرَاثِي إِسْرَائِيلُ».
www.copts.net

آخر تعديل بواسطة ABDELMESSIH67 ، 05-12-2004 الساعة 06:47 AM
الرد مع إقتباس