[elmafdy]

الاثنين لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض يا صديقى سيادة اللواء الدكتور. . . و الاسباب كثيره :

أولا :- كما ذكر أخى فانوس ان المسيحى فى مصر يعانى من النوعين بنفس القدر من المعاناه . . .فكلاهما موجود و كلاهما مصدر متاعب و الم و معاناه .

ثانيا :- من يدقق النظر و يبحث فى بواطن الامور و مسبباتها سيجد ان كل مشاكل مصر الحياتيه من مأكل لملبس لتعليم لمواصلات لفساد ادارى و مالى و غيره سببها جميعا اسلمة المجتمع بتلك الصوره المبتذله . . .
لن أتحدث عن الاسلام او انتقده - فهذا ليس موضوعنا الأن - و لن اتحدث عما يسببه التعمق فى المعتقدات الاسلاميه من انحدار فى كل اوجه الحياه . . . لكننى سأجمل الحقيقه - و لو بصورة مؤقته - و أخرج الاسلام نفسه من اسباب هذا الانحدار . . . و اكتفى بأن نغوص سويا فى تلك الصوره التى عليها المسلمين المتدينين . . .

لن تجد موظف فى اى جهه حكوميه لا ينصب نفسه شيخا و يظل طوال النهار يفتى و يعظ , متحليا بأكسسوار المسلم المتدين من لحيه تمتد مترا او زبيبة صلاه تصنع حفرة فى جبهته , لا يترك فرضا من فروض الاسلام من صلاه و خلافه . . . و رغم هذا التدين الظاهر . . . فلن تجد موظفا واحدا فى اى جهه حكوميه فى مصر الأن غير مرتشى . . . لن يمد يده لأنجاز مصلحتك و لن يكلف نفسه حتى عناء التأكد من اكتمال اوراقك من عدمه قبل ان (تحينه بعشره و لا عشرين) . . . من سنوات مضت لم يكن هؤلاء المتأسلمين قد انتشروا بتلك الصوره الوبائيه و فى نفس الوقت لم تكن الرشوه قد اصبحت قانونا عاما كما هى الان . . .

لن تجد مسلمه واحده غير محجبه فى الوقت الحالى . . . و رغم ذلك فأن درجات الفساد الاخلاقى قد وصلت الى اقصى درجاتها . . . بل انه كلما زاد الحجاب تشددا كلما زاد الانحلال و الفساد .

اتذكر اننى منذ فترة ليست بعيده كنت استقل مترو الانفاق و كان يقف بجانبى رجل من هؤلاء الذين لا يحلو لهم قراءة القران الا بين الاخرين و بصوت مرتفع و بعد ان صدع رأسى لأكثر من عشر محطات بقراءته للقران بصوته الاجش المنفر نزل من المترو معى فى نفس المحطه و انتظر شخصا يمر من ماكينة التذاكر ليمر معه متهربا من شراء تذكره .
فكل هذا التدين و الصداع الذى سببه لنا لم يمعناه من يكون لصا يتهرب من ثمن تذكرة المترو بينما الاخرين الاقل منه تدينا و اسلمة يشترون تذكرة مقتنعين ان ما يفعله هذا الشخص لا يسمى سوى سرقه .

بأختصار و على بلاطه . . . مشاكلنا الكبرى نحن الاقباط هى مشاكل طائفيه و ذلك لأنه حتى المشاكل الحياتيه هى نتاج أسلمة المجتمع التى انحدرت به و بكل اخلاقه و قيمه و تحضره الى اسفل سافلين .


ثالثا و ليس أخيرا : المشاكل الطائفيه اكثر ايلاما و اشد مهانة من المشاكل الحياتيه . . . فالمشاكل الحياتيه هى امور عامه يشترك فى تحمل مسئوليتها الكل حكومة و شعبا . . مسلمين و اقباط . . . كبار و صغار . . . تحدث ربما نتيجة عدم وعى او نتيجة فساد او نتيجة عادات خاطئه متوارثه بين المصريين جميعا , و بالتالى فهى نتاج خليط من الهمجيه و الجهل و لكننا غير مقصودين بها بصفة خاصه . . . اما المشاكل الطائفيه فهى نوع بغيض من انواع التمييز و المهانه , سببها الاساسى كراهية و حقد و سواد جهتنا . . . فأنا قد يضيرنى عدم توفر الخبز مثلا او غيره من السلع الهامه , لكن حرمانى انا منها بسبب عقيدتى و توفيرها للأخر لمجرد انه مسلم هو ما يقتلنى و يهيننى و يشعرنى بقمة المهانه و التفرقه .
و كم من الصلاحيات تتوفر للمسلمين لمجرد انهم مسلمين و يحرم منها الاقباط لمجرد انهم اقباط .

و للحديث بقيه

اخيرا و ليس اخرا . . . ياريت تسلم لى على غلباوى

المفدى