ماهو التبشير ردا على مقال : حقائق تدحر الأكاذيب :الكنيسة القبطية لم تتوقف عن التبشير
دور الكنيسة التبشيرى
" اذهبوا الي العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها " (مر 16 : 15 )
قد فاجأنى الأستاذ صموئيل بولس عبد المسيح بمقال يريد ان يؤكد فيه ان كنيستنا القبطية تقوم بعملها التبشيرى على اكمل وجه وكنت اتمنى منه ان يكتب عن الأسباب التى تمنع كنيستنا القبطية عن العمل التبشيرى بدلا من ان يخلط بين المفاهيم الكتابية للدفاع عن عمل لم نقوم به من مئات السنين .
فالأخ صموئيل تحدث عن التبشير ولا يعرف ماذا يعنى هذا المصطلح فوجدناه يخلط الرعاية بالتبشير والعماد بالكرازة .
بدأ الأستاذ صموئيل مقاله بمقارنه بين كنيستنا القبطية والكنائس الرسولية الشرقية وكنت انتظر الدلائل والحقائق التى تثبت ان كنيستنا تكرز منفردة فى برية الشرق الأوسط وتعزف لحن خلافة الرسل وهدفهم الأسمى الذى يتمثل فى إيصال كلمة الرب لكل من لا يعرفونه ليس فى مصر فحسب ولكن فى كل المسكونة ولكل الأمم ولكن هذا لم تفعله كنيستنا ولن تفعله لأن كثير من الخدام يجهلون الفرق بين الرعاية التبشير .
ان عمل التبشير سابق على العمل الرعوى فالمبشر يعد المناخ للعمل الرعوى وليس العكس
ان الرعاية والخدمة تتم لتثبيت ما قد زرعه الكارز من ايمان فى نفوس الامم 1 تس 3: 2
فالتبشير هو الإرساليات لإخبار اناس غير مؤمنين بالبشارة المفرحة ونرى هذه الإرساليات واضحة وصريحة من خلال عمل الرب يسوع نفسه بإرساله إرساليات تبشيرية لتمهد له الطريق فى كل موضوع كان هو مزمعا أن يأتى فيه :لو 10: 1 وبعد ذلك عيّن الرب سبعين آخرين ايضا وارسلهم اثنين اثنين امام وجهه الى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعا ان يأتي.
حتى فى وقت الإضطهاد الذى كان يقوم به شاول ضد الكنيسة كان الرسل يكرزون بالكلمة اع 8 : 4
فليس هناك قوة على الأرض قادرة على منع الكنيسة من التبشير .
فهل كنيستنا تبشر بالمسيح ام انها اكتفت بالرعاية ؟
فى تاريخ كنيستنا المعاصر كله لا يوجد تبشير صريح كالذى علمنا اياه الرسل سوى ما قام به نيافة الأنبا انطونيوس مرقس فى افريقيا .
ان كنيستنا العظيمة فى عصر البابا شنودة قد تفوقت فى العمل الرعوى على مستوى المؤسسات التأهيلية للخدام وفتح الكنائس الجديدة ورسم الاساقفة وهذا يحسب لقداسة ابينا الطوباوى البابا شنودة الثالث ولكن على الوجه المقابل نجد ان الكنيسة لم تهتم بإعداد الكارزين والمبشرين للعمل على كسب نفوس غير المؤمنين ، وهذا يتضح من الجهل العام بالمسيحية من الغير مؤمنين داخل مصر وإفتقار المكتبات المسيحية لكتب فى المجال الكرازى والتبشيرى وحتى المجلة التى تصدرها الكنيسة بإسم الكرازة لا تهتم إلا بالرعاية والخدمة فلا اعلم ما مغزى الأسم .
اما عن المتنصرين والأمثلة التى ساقها استاذنا الحبيب فهو يرى ان قبول الكنيسة لمن أمنوا بالمسيح هو عمل تبشيرى وبهذا رجع مرة اخرى لأطلب منه ان يفهم تعريف التبشير وهو إيصال الكلمة لمن يجهلون بها لا للبت فى إستحقاق من قبل المسيح ان يصبح مسيحيا ام لا والكتاب يعلمنا ان ليس لأحدئ ان يمنع المعمودية عن من قبل المسيح : اع 10: 47 أترى يستطيع احد ان يمنع الماء حتى لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس كما نحن ايضا.
وكم من المتنصرين الذين يريدون الإنضمام إلى الكنيسة ويجبن الكاهن ان يعمدهم ويدفعهم للعماد فى كنائس اخرى غير ارثوذكسية
يقول الاستاذ صموئيل ان الأسلوب المباشر فى التبشير لا تمارسه الكنيسة وانه لا يؤتى بثمار حقيقى وكأنه بذلك ينفى كل ما فعله الرسل من تحويل اغلبية العالم كله لمسيحيين بالأسلوب المباشر الذى يراه الاستاذ بلا نتيجة وكأن مار مرقس عندما جاء إلى الإسكندرية لم يتكلم ويكرز بالمسيح واكتفى بعرض فضائله المسيحية .
ان الشعب الهندوسى والبوذى لديهم من الفضائل ما يعادل الفضائل المسيحية بل هم متفوقين فى تنفيذها علينا ولكن ينقصهم شئ وحيد هو "المسيح" الذى قال ان الراعى يدخل من الباب المباشر للحظيرة اما السارق فهو الذى يأتى من موضع أخر ونحن لسنا سارقين يا استاذ صموئيل . ان الرسل ذهبوا وسافروا واضطهدوا ليبشروا من الباب المباشر ويعلمنا الكتاب ان هذا الباب هو الطريق الوحيد الذى يجلب الثمر فهل اخطأ الرسل والكتاب المقدس ام اننا نقوم بالتبرير لئلا نُلام عن تخلينا عن منهج الرسل والمسيح .
ان الخدمات التى تحدث عنها استاذ صموئيل هى عمل عظيم ولكنها لا تجعلنا نتخلى عن التبشير الذى هو العمل الأول لكل مسيحى ولا يجب يا استاذ صموئيل تلبيس هذه الخدمات الرعوية ثوب التبشير لنتملص من الحقيقة ونريح ضمائرنا ولندافع عن عمل واجب علينا ولا نقوم به .
ارجوا ان يراجع الاستاذ صموئيل تعريف التبشير وطريقته من خلال كتابنا المقدس وعمل ابائنا الرسل بدلا من خلط الحابل بالنابل واللعب على عواطف الأقباط التى تمجد كل من يدافع عن الكنيسة وحتى لو بالباطل
__________________
"LIVE FOR NOTHING OR DIE FOR SOMETHING"
آخر تعديل بواسطة menaa2005 ، 27-07-2009 الساعة 03:51 PM
|