عرض مشاركة مفردة
  #22  
قديم 12-12-2004
Peace4All Peace4All غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 1,081
Peace4All is on a distinguished road
هذا كل ما تذكرته وتذكرت أنني تركته وأنا متضايق جدا منه ولكني أحببت جرأته وصراحته، ودعوته إلى منزلي وأعطيته عنواني وكان ميعادنا التالي يوم الجمعة. وبالفعل بحثت عن إنجيل زوجتي وبدأت اقرأ في إنجيل يوحنا، قرأته أكثر من مرة

كنت أحاول أن أكون مستعدا لنقاش يوم الجمعة الذي قررت فيه أن لا اسكر حتى أناقش وأنا في كامل قواي العقلية، فأتى ومعه شخص أخر اسمه نيلس وبدأ يكلماني عن الله المحب لي ولكل البشر وكيف يهتم الله بكل واحد منا اهتماما خاصا ومتميزا وكيف أنتج و أثمر شر الإنسان وأنانيته كل الآلام الموجودة في الأرض ( أرض السقوط ) ولكن الله غير راض عن شر الإنسان ولا على نتائج هذا الشر، فالله لا يريد لنا المتاعب ولا الآلام التي نجلبها على أنفسنا : ما يزرعه الإنسان إياه يحصد . فالله المحب الحقيقي لا يجرب أحدا بالشرور، بل هو منبع الخير والصلاح والقداسة والرعاية، كنت أصغي لهما بكل كياني .. كياني العطشان واليابس


تعددت جلستي معهم ومع الإنجيل ومع زوجتي، لدرجة أصبح فيها الدين هو مركز اهتماماتي وبحثي بعد سنين من العبث واللا شيء و كانت تينا تريد أن تجعلني أكتشف المسيح ( المسيا ) المنتظر في التوراة لكي تثبت لي أن المسيح هو محور التوراة والإنجيل محور الوحي لأنها كانت تعلم أنني أجيد اللغة العبرية وهي لغة التوراة، و بالفعل بدأت تخرج لي كل النبوات التي تتكلم عن المسيح، التي كادت تقترب من ثلاثمائة نبوة تتكلم عن المسيح وعن ميلاده المعجزي وعن حياته وآلامه وصلبه وموته و قيامته العجيبة

كل هذا اكتشفته أنه موجود قبل المسيح بمئات وآلاف السنين، وهذا الاكتشاف بدأ يزلزل كياني لدرجة أنني اندهشت من اليهود كيف وهم يقرءون التوراة كل يوم لم يؤمنوا بالمسيح ( المسيا المنتظر ) فبالحق الله هو الهادي و ليست القراءة العمياء. و بدأت أكتشف أن المسيح شخصية غير عادية، فهومركز التوراة و مازال اليهود ينتظرونه و نحن المسلمون أيضاً ننتظر المسيح كحاكم عادل و ديان الجميع. والمسيحيون ينتظرون المسيح كإله و كملك من يكون هذا الشخص الذي ينتظره الجميع؟ يهود ومسيحيون ومسلمون؟

إذا كان المسيح بشراً عادياً فأنه بذلك أخذ أكثر مما ينبغي حتى من الأديان الأخرى التي لها أنبياء مثله موسى في التوراة و محمد في الإسلام فبالأولى أن ينتظر اليهود موسى والمسلمون محمد ولكن لم يحدث ذلك بل مازال ينتظر الجميع يسوع المسيح

حتى معجزات المسيح لم تشابه معجزات بقية الأنبياء والسبب هنا ليس كما يقولون أن الاختلاف راجع لاختلاف الرسائل والشعوب المرسل لهم، لكن الاختلاف هو أن المسيح هو النبي الوحيد الذي شابه الله في صفاته وفي قدرته إلى درجة التطابق فكيف يعطي الله نبياً أياً كانت مكانته ورسالته هذا الامتياز أن يكون شريكًا له في صفاته و قدراته و قداسته بل أيضاً في محبته؟

وصل الصراع إلى ذروته بداخلي رغم أني لم أكن مسلما متزمتا بل كنت ملحدا في كثير من الوقت ولكن ما أصعب الدين في الشرق فهو موجود في الجينات وفي دمائنا وعظمنا - فلا يوجد أصعب من أن يغير الإنسان عقيدته التي ولد وتربى ونما فيها

كنت أفكر لو أن الحسنات تذهبن السيئات بحق فأنا أحتاج لعمر فوق عمري لكي أصنع حسنات تزيل وتمسح سيئاتي الكثيرة جداً، لذلك لا خلاص لي بالحسنات أو الأعمال الصالحة فمن يخلصني وينقذني من حياة الذنوب و العبث؟؟؟؟

من يخلصني إذن .. في هذه الفترة بدأ المسيح ينمو بداخلي بشكل لم ألاحظه وأخيراً لم أقوى على الصراع فصرخت إلى الله وقلت له عرفني الحقيقة من هو الدين الصحيح فالأديان السماوية تؤمن أنك واحد ولكن الاختلاف هو هل مازلت بعيداً عنا في السماء السابعة أم أنك تجسدت و صرت قريباً منا ومتحد بنا

قلت له لو كنت يا يسوع المسيح حقا إلهي ومخلصي فغير حياتي وحول هذا القلب الأسود لقلب أبيض من قلب يكره إلى قلب يحب، من قلب نجس و غير طاهر إلى قلب مليء بالقداسة و الطهارة و العفة

وبالفعل بدأت حياتي تتغير بشكل لم أكن أتخيله وبدأت السعادة تملأ كياني بلا مخدرات أو أي نوع من الخمور. وبالفعل بدأت حياتي تتغير فأصبحت لي أهداف واضحة ومبادئ واضحة ومعنى واضح لحياتي وإله مستعد أن اخسر من أجله كل شئ فهو وحده يكفيني. وأخيراً ابتهجت زوجتي لأنها رأت حصاد دموعها وصلواتها والآن أصبح بيتنا كنيسة و عروسا للمسيح وبدأت حياة الخدمة والمعجزات والاختبارات العظيمة ولكن لهذا حديث آخر لمجد يسوع المسيح

إمضاء : خليل





مع إن كل الخلق من أصل طين
وكلهم بينزلوا مغمضين
بعد الدقايق والشهور والسنين
تلاقي ناس أشرار وناس طيبين
عجبي

صلاح جاهين