مشاركة: الشيخ خميس خطيب جامع الريفية بمطروح يأمر المسلمين بالاعتداء على الأقباط
الكنائس ليست رجساً!
حسب موقع اليوم السابع الإلكترونى الذى يتسم بالحياد، وليس نقلا عن مواقع قبطية، أو حتى من بيان الداخلية، فقد أصيب 24 فرداً بينهم 15 قبطياً ومسلمان و7 من جنود وأفراد الشرطة، كما احترق 8 منازل وسيارة تاكسى و3 موتوسيكلات ومصنع بلاط وتم إتلاف 8 سيارات أخرى ومحل بقالة جميعها مملوكة لأقباط بمحافظة مرسى مطروح، إثر مواجهات بين الملسمين والأقباط مساء الجمعة بسبب تركيب بوابة على شارع جانبى بجوار إحدى الكنائس.
وسواء كان تركيب هذا الباب بشكل قانونى أم غير قانونى فإن الجهة الوحيدة المنوط بها التحقق من ذلك وتنفيذ القانون هى مجلس محلى المدينة أو المحافظة وليس المواطنين بطبيعة الحال.
لكن السؤال المهم الذى يجب أن نسأله لكل الناس الذين يتورطون فى مثل هذه الأعمال: ماذا لو كان تركيب هذه البوابة على شارع جانبى مجاور لمسجد؟.. هل كان من حق الأقباط الذين يسكنون المنطقة الاحتجاج ومحاولة التدخل لخلع الباب بأيديهم؟
الكنائس بيوت الله، مثل المساجد تماما، وهى ليست رجسا من عمل الشيطان، وحين وصل الفاروق عمر بن الخطاب إلى بيت المقدس لاستلامها عقب الفتح الإسلامى رفض الصلاة داخل الكنيسة، حتى لا يحاول البعض تفسير تصرفه بأنه إشارة أو علامة أو منهج لخليفة الملسمين علينا الاحتذاء به.
ولم يسمع عن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، أو أحد من صحابته أنهم استباحو الكنائس، أو منعوا الصلاة فيها، أو منعوا المسيحيين فى البلاد التى فتحوها من بناء دور العبادة أو إقامة شعائرهم، لذلك فإن ما يتكرر الآن فى أنحاء عدة من مصر، من احتقان أمام بناء كنيسة أو إعادة ترميمها أو التوسع فيها هو أمر لا يمت لسماحة الإسلام بأى صلة.
لكن المشكلة ليست فقط فى رياح التطرف التى تضرب مصر بقوة، وإنما فى حكومة أمامها مشكلة تهدد بتمزيق النسيج الوطنى المصرى، واستمرار النزاع بين المسلمين والأقباط، وسيادة روح التطرف، لكنها لا تتدخل لإنهائها بالقانون.
وقد بح صوت الكثير من المستنيريين والمنظمات الحقوقية، وعلى رأسها المجلس القومى لحقوق الإنسان، بضرورة إصدار قانون موحد لدور العبادة، يحدد قواعد بنائها وتجديدها وتوسيعها وترميمها، ورغم أن معظم مشاكلنا راجعة لهذا السبب فإن الحكومة تتجاهل هذا الموضوع، وكأنه يخص بلدا أخر غير الذى تحكمه.
الكنائس فى مصر أصبحت قضية فى غاية الخطورة، وما لم يتم حسمها بشكا نهائى، وفى أسرع وقت ممكن، فإن رياح التطرف التى تضرب مصر الان ستشتد وتتحول إلى عاصفة، أو إعصار، تؤثر على ما تبقى من حالة التعايش بين الملسمين والمسيحيين، لتتحول مصر إلى ما يشبه الحالة اللبنانية أو العراقية، وعندها لن يمكننا منع الأخرين من التدخل فى شئوننا الداخلية، لحماية هذه الطائفة أو تلك.
__________________
انا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة (يو 8 : 12 )
|