[elmafdy]

أود فقط ان أوضح لماذا أخترت انا ان يكون موقفى ان أرفض الثوره رفضا تاما و لا أرفضها جزئيا رغم ان الثوره قد كشفت فساد المسئولين الكبار فى الدوله , الشئ الذى يمكن اعتباره أمرا ايجابيا .

الحقيقه أننى لا أتعاطف تماما و لا أقبل اختيارات الرفض الجزئى و القبول الجزئى , فمن يتبنى موقف عليه ان يدرسه من كل جوانبه و عليه ان يتحمل كل تبعاته

بمعنى أنه أذا كنت سأؤيد الثوره لأنها قطعت اليد الطويله لجهاز الشرطه القمعى , فيجب ان اقبل نتائج و تبعات قطع هذه اليد الذى أعطى للجماعات الارهابيه و السلفيين و غيرهم فرصه ذهبيه للتحرك بحريه و فرض سطوتهم.

و أذا كانت الثوره حققت أحلام البعض بالاطاحه بالنظام , فيجب على هؤلاء المرحبين بالاطاحه بالنظام ان يتوقعوا و يقبلوا النظام البديل سواء كان اخوانى او سلفى او أيا كانت نتائجه .

من يهلل للثوره لأنها حققت التغيير , فعليه ان يتقبل تبعات ذلك التغيير مثل فقدان الاستقرار الذى هو شرط اساسى للأمن و الامان و الاستثمار و التنميه .

ما أود أن أقوله أن موقفى من اليوم الأول للثوره كان الرفض لأنى لم احيا فى الوهم الذى حلم به أغلب مؤيدى الثوره , و هو حلم الصوره الوهميه لبلد مثاليه أهلها من الملائكه الصالحين , لكنى كنت أرى من أول يوم أن اسقاط النظام سيستوجب بالضروره تبوأ نظام أخر لكرسى الحكم , و النظام الاخر البديل كان من الواضح انه سيكون اسلاميا , كنت أرى ان انهيار الاجهزه الامنيه و خصوصا أمن الدوله سيكون فرصة ذهبيه للأسلاميين و السلفيين و غيرهم و هو ما حدث بالفعل .

بأختصار انا رافض للثوره بكل ما فيها , لأنى اعلم جيدا أننى لا يمكن ان اطلب ما أريد متخيلا أنى استطيع التنصل من دفع فاتورة ما طلبته و تحمل تبعاته .

المفدى