عرض مشاركة مفردة
  #25  
قديم 25-12-2004
Peace4All Peace4All غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 1,081
Peace4All is on a distinguished road
السادسة عشر: ويقول في الكتاب نفسه في باب سماه " ما يجب عند النزول بالمدينة" وفي هذا الباب يقول:{ إياك أن تقع في المحاذير الآتية: أ- لا تتمسح في الجدار أو تقبل قبر النبي صلى الله عليه وسلم}. وهذا هو عين الإنكار على الصحابة والتابعين.. فمن الصحابة سيدنا أبو أيوب الأنصاري رضي الله تعالى عنه ما رواه الإمام أحمد في مسنده والطبراني في الكبير والأوسط عن داود بن أبي صالح قال: أقبل مروان – أي مروان بن الحكم وهو لم يكن من الصحابة كما قال البخاري – يوما فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر فقال: أتدري ما تصنع فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب – الأنصاري – فقال: نعم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ءات الحجر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تبكوا على الدين إذا وَلِيَه أهله ولكن ابكوا على الدين إذا وَلِيَه غير أهله. – أي أنت يا مروان لست من أهله - فلا التفات بعد هذا إلى دعوى مُنكري التوسل والتبرك بآثاره الشريفة صلى الله عليه وسلم. وكذلك اقتسام الشعر الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما وكذلك اقتسام الأظفار الذي رواه الإمام أحمد فيه دليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم يرشد أصحابه إلى التبرك بآثاره الشريفة.. وفي مسلم وغيره أن الصحابة كانوا يتسابقون إلى وَضوء الرسول صلى الله عليه وسلم أي الماء الذي توضأ به الرسول صلى الله عليه وسلم فمنهم من يشرب منه ومنهم من يفعل به غير ذلك.. ومن لم يدرك الماء يمسح يدي الصحابة الذين مسوا هذا الماء.. ومن المعلوم أنهم فعلوا هذا تقربا إلى الله.. مع اعتقادهم بأن الله هو الذي يخلق المنفعة والمضرة.. وكذلك ورد في كتاب العلل ومعرفة الرجال الذي هو من تأليف عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال: سألته- يعني سأل أباه الإمام أحمد – عن الرجل يمس منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويتبرّك بمسه ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا يريد بذلك التقرب إلى الله عز وجلّ فقال:{ لا بأس بذلك} اهـ. وهذا نص من الإمام أحمد بأن هذا جائز فبعد هذا يأتي رجل ليس له أي حظ في الدين ليحرم هذا.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. والدلائل على جواز التبرك بالنبي عليه الصلاة والسلام كثيرة جدا.. لا يمكننا أن نحصرها في هذا الرد المختصر، ومن أراد أن يعرف أكثر فليراجع كتاب الشرح القويم في حل ألفاظ الصراط المستقيم للمحدث عبد الله الهرري وكذلك كتاب صريح البيان في الرد على من خالف القرءان للمؤلف نفسه.. وكذلك كتاب المقالات السنية في كشف ضلالات أحمد بن تيمية للمؤلف نفسه أيضا. فبعد هذا لا يُنكر على من مس قبر النبي عليه السلام للتبرك ومن أراد الإنكار فليذهب إلى قبور الصحابة والتابعين والذين خلفهم بإحسان لينكروا عليهم. وإن ظنوا أنهم يعلمون ويفهمون بالدين أكثر من الصحابة فهم لن يفهموا أكثر من النبي عليه السلام الذي قسم شعره وأظافره بين الناس.

السابعة عشر: ثم قال هذا الجاهل عمرو خالد بعد قوله ذاك على سبيل الإنكار كما ذكرنا:{ ب- لا تَطلب منه صلى الله عليه وسلم قضاء حاجة دنيوية لنفسك}. وهذا عين العبارة التي تقولها الوهابية في مسألة التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم وبالصالحين.. ليعلم إخواني المسلمين أن الذي يتوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى لم يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم.. إنما يسأل الله بفضل وبكرامة وبجاه هذا النبي المبارك الطاهر صلى الله عليه وسلم.. وهذا ليس حراما وليس عبادة لسيدنا محمد عليه السلام ودليل ذلك ما رواه الطبراني في الكبير والأوسط وصححه عن عثمان بن حنَيف أن رجلا كان يختلف ـ أي يتَردد ـ إلى عثمان بن عفان، فكان عثمان لا يلتَفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقي عثمان بن حُنَيْف فشكى إليه ذلك، فقال: ائت الميضأةَ فَتَوضأ ثم صل ركعتين ثم قل:{ اللهم إني أسألك وأتَوجه إليك بنبِينا محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتَوجه بك إلى ربي في حاجتي لتُقضى لي}، ثم رح حتى أرُوحَ معك. فانطلق الرجل ففعل ما قال، ثم أتَى باب عثمان فجاء البواب فأخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه على طنفسته ـ أي سجادته ـ فقال: ما حاجتك؟ فذكر له حاجتَه، فقضى له حاجتَه وقال: ما ذكرت حاجتَك حتى كانَت هذه الساعة، ثم خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال: جزاك الله خيرا، ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته فيَّ، فقال عثْمان بن حنيف: والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أتاه ضرير فشكى إليه ذهاب بصره، فقال: إن شئت صبرتَ وإن شئت دعوت لك، قال: يا رسول الله إنه شق علي ذهاب بصري وإنه ليس لي قائد فقال له: ائتِ المِيْضَأةَ فتَوضأ وصل ركعتين ثم قلْ هؤلاءِ الكَلمات، ففعلَ الرجل ما قال، فوَالله مَا تفرقنا ولا طال بِنا المجلس حتى دخل علينا الرجل وقَد أبصر كأنه لم يكن به ضر قط. قال الطبراني: والحديث صحيح. ففيه دليل على أن الأعمى توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في غير حضرته بل ذهب إلى الميضأة فتوَضأ وصلى ودعا باللفظ الذي علّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دخل على النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم لم يفارق مجلسه لقول راوي الحديث عثمان بن حنيف: فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا المجلس حتى دخل علينا وقد أبصر. فماذا يقول هذا عمرو خالد والوهابية.. وهذا دليل صريح.. فيه تصريح من الرسول صلى الله عليه وسلم بأن التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم جائز وليس بحرام.. وليس لهم أي حجة لتضعيف الحديث إذ أن الطبراني وغيره صحح هذا الحديث.. فبهذا بطل قولهم.. فلا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم..
الرد مع إقتباس