[KARAM]

الذي يحدث الان هو تكرار كامل لكل ما حدث بالأمس وما زال يحدث في العراق ؛ وهو محاولة إفشال تجربة الديمقراطية الحقيقية والتي كانت علي وشك أن تتم لو نجحت ثورة 25 يناير بالفعل ؛ والتي فشلت فشلاً ذريعاً ؛ ومهما حدث من تضميد للجروح التي أحدثتها جماعات الارهاب الاسلامي والتي يساندها الجيش والذي يجب ان نسميه من الآن فصاعداً بالجهادية وليس بوزارة الدفاع ؛ فإنه اصبح يقود جماعات الارهاب الاسلامي للجهاد ضد الكفار من أعداء الاسلام في الداخل ؛ وأقول بأنه حتي لو حدث تضميد لهذه الجروح فإن ذلك لن يرفع من قيمة هذه الثورة التي فشلت ؛

هذه الثورة لا أجد شئ أشبهه بها الآن اكثر من شخص زني وطَلِقَ وأصبح لا حل له من الزواج مرة أخري إلا أن يحيا حياة التوبة حتي ينتهي أجله علي الأرض ؛ وهكذا الثورة التي أعطت نتائجها لمن لم يتعبوا فيها ونالوها أو قطفوا ثمارها علي الجاهز .

وما يحدث الآن هو تكرار لما حدث بالعراق ؛ وما حدث بالعراق كان بتمويل سعودي كما هو الآن ؛ وأيضاً كانت القيادة والتخطيط والتنفيذ علي أجهزة الأمن من مخابرات مصر وسوريا وحتي حزب الله بمباركة إيران وحماس .

وكما نعلم مما تم هناك والذي بدأ بحرب أهلية وتفجيرات انتحارية بين السنة والشيعة ثم انقلاب الاثنين علي المسيحيين وبقية الطوائف غير المسلمة ؛

ولأن هذا الأمر كان متوقع حدوثه فقد كان الاسلاميين يرتبون له بتوحيد صفوفهم منذ زمن ؛ وكتاب محمد عمارة ( فتنة التكفير بين الشيعة والصوفية والوهابية ) خير شاهد علي هذا التوقع لهذه الاحداث ؛ فقد كان يسعي لا من خلال كتابه هذا فقط بل من خلال ندوات يعقدونها في كل مكان وفي كل مناسبة محاولة للتقريب بين هذه الاطياف ولتقريب وجهات النظر وتوحيد الصفوف ؛ ومعه ايضاً سليم العوا ومعهم ايضاً عناصر نسائية كالمدعوة دكتورة زينب عبد العزيز وغيرهم .

إن قيام السلفيين ومحاولة التقريب بينهم وبين الاخوان ومساندة الجيش لهم جميعاً تدل علي أن لهم مصدر واحد يدفع لهم جميعاً للتعاون والسكوت علي ما يحدث وذلك لمصالح معينة وهي تثبيت مملكة آل سعود وعدم زعزعتها أو تهديدها بثورة كثورة 25 يناير ؛ وأمر آخر هو انقاذ عائلة مبارك من المحاكمة ووالتي قد تصل عقوباتها بالاعدام علي بعض الأفراد ؛ وايضاً انقاذ معظم او كل أعضاء المجلس العسكري لتورطهم في جرائم ومخالفات تهدد بمحاكماتهم جميعاً وعلي رأسهم المشير طنطاوي ؛ وأيضاً ما قد يطال المجلس الأعلي للقوات المسلحة قد يطال أيضاً المجلس الاعلي لقيادات الداخلية وذلك بسبب الكثير من الملفات التي لم يمسها أحد حتي الآن فهناك الكثير من الملفات التي يستميتون في تشتيتها حتي بعد ان أُحرِقت مستنداتها .

فالجميع يتفقون إما بسبب وصول سرطان الفساد إلي مراحل متأخرة لا حل لها علي الاطلاق ؛ أو بسبب تدخل خارجي لا حل له إلا من عند الله .

وإن كان الجميع متفقون بهذا الشكل فيجب علينا ان نترك هذا الأمر لله ؛ ولكن طبعاً بعد ان يقوم كل من يستطيع ان يقدم شئ بواجبه .