عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 10-01-2012
الصورة الرمزية لـ abomeret
abomeret abomeret غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 2,345
abomeret is on a distinguished road
مشاركة: هناك كم كاهن مازال عنده شجاعة أنه يقول كلمة الحق ولايخشى بطش الحاكم العسكري ا

رسائل فى عيد الميلاد!

بقلم محمد أمين - المصرى اليوم

لأول مرة أستمع إلى عظة كنسية.. لم أكن فى الكاتدرائية، ولم يحدث أن دعيت إليها.. لكننى كنت أشاهد فيديو ينتشر على الإنترنت.. تحت عنوان «أشجع رجل مسيحى».. كان القس يقول كلاماً حاداً، ويتحدث عن الثورة أكثر مما يتحدث عن الدين والسلام والمحبة.. فى البداية فوجئنا به يعتذر لأنه سلم على «بدين»، ويصف العسكريين بـ«الظلمة».. فهل وضع البابا والمسيحيين فى مأزق؟!

الحقيقة أن القس يوحنا فؤاد، راعى كنيسة العذراء بمصر القديمة، قال إن هذا الكلام على مسؤوليته الخاصة.. وطالب الذين يسمعونه ولا يوافقون عليه بأن يرموه وراء ظهورهم.. وقال بلهجة لا تخلو من السخرية «فوتوووه» مش هييجى فى الامتحان!.. كان القس واضحاً أنه جاء ليرسل رسالة إلى جميع الأطراف: الأقباط والعسكر، والإخوان والسلفيين، وأمريكا أيضاً!

شاهدت الفيديو بإمعان شديد.. صحيح أن الفيديو كان سيئاً، وأظهر الكاهن كأنه ممثل.. إلا أنه كان واضحاً من حيث الصوت والرسالة.. الصوت واضح والرسالة واضحة.. وإن حاول البعض التشكيك فى أن القسيس هو صاحب الصوت.. ربما لأن أحداً لم يتعود من رجال الدين المسيحى أن يتحدثوا فى السياسة.. القسيس نفسه قال: ليس فى هذا خلط للدين بالسياسة، وإنما هو الحق!

من الجائز أن يكون اعتذار القس يوحنا فؤاد عن تقبيل اللواء حمدى بدين، رئيس الشرطة العسكرية، قد وضع الكنيسة فى مأزق شديد.. ومن الجائز أن يتعرض لمساءلة كنسية.. ومن الجائز أن يتدخل البابا شنودة لترطيب الأجواء.. لكن كلام «يوحنا» فيه رسالة للعسكر بشأن أحداث ماسبيرو، ومحمد محمود ومجلس الوزراء.. أراد الكاهن أن يقول إنه لا ينسى الضحايا فى عيد الميلاد!

نعود للعظة التى تفجر من جديد مسألة الخطاب الدينى والخطاب السياسى.. نحن الآن أمام خطاب دينى وسياسى للأقباط، فى مواجهة خطاب دينى وسياسى للإسلاميين.. اللافت أنه وصف العسكريين بـ«الظلمة والكاذبين»، وطالب الأقباط بعدم التخوف من أى شىء، نتيجة لوصول الإسلاميين للحكم، فهو يرى أنهم لن يكونوا أسوأ من عهد مبارك، وحبيب العادلى!

الأهم من كل هذا رفضه قيام بعض الأقباط بالهجرة خوفاً من الإسلاميين، وقال إن كندا وأمريكا لن تقدما شيئاً.. كانت تنقصه كلمة واضحة.. أن يقول: مصر بلدنا ووطننا.. نعيش فيه ويعيش فينا، وندفن فيه.. لكنه قال: لا ملجأ لنا من الله إلا إليه.. ومع ذلك فقد ذكر أن أحوال البلد لن تتحسن إذا لم تتحسن أحوال المسيحيين.. فلا يخلو خطابه من مرارة، ولا من ثورة، ولا من رسائل!

واستنكر أن يكون الأقباط خائفين.. حين قال: «الناس بتقول إحنا خائفين، لأن الإسلاميين مسكوا البلد، مش عارف ليه بنخاف، هل هيكونوا أسوأ من مبارك؟، فنحن ملح الأرض وإذا فسد الملح فبماذا يملح؟.. وترد الناس أن السلفيين بيقولوا علينا كفرة، ويقولون لا يجوز أن نعيد عليهم، وهيمنعوا الخمر، وكأننا ماشيين فى الشارع وماسكين زجاجات الخمر؟».. الرسالة وصلت!

لا ينبغى أن يكون الأقباط فى حالة هلع.. ولا ينبغى أن يكون الحل هو الهجرة إلى أمريكا وكندا، لأنهما لن تفعلا شيئاً، كما قال القس يوحنا فؤاد.. ولا ينبغى أن يكون السلفيون مثل «البعبع».. ورغم كل هذه المخاوف قدم القسيس شهادة للإخوان، حين قال: «عندهم شوية ضمير»، وإن قال: «لديهم أساليب ملتوية أيضاً»!
__________________
(( افتحي يا كنيسه زراعك لكل متنصر جذبه المسيح اليه .. احتضنيه و اعترفي به فهو ابن لك و انت ام له ))

((فأنت الصدر الحنون له في محيط المخاطر و الكراهيه و الظلم و الارهاب الذي يتربص به ))
الرد مع إقتباس