عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 27-01-2005
محمد عبد المجيد محمد عبد المجيد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 60
محمد عبد المجيد is on a distinguished road
رسالة مفتوحة إلى البابا شنودة الثالث .. الجزء الثالث

قداسة البابا شنودة الثالث ..
كم تمنيت أن يكون اعتكافك من أجل كل أولادك المسلمين والأقباط، وأن ترفض انهاء الاعتكاف قبل الافراج عن كل المعتقلين الأبرياء، وليس الشباب القبطي فقط، وتطلب وقف الممارسات القمعية، وعدم التجديد للرئيس أو توريث العرش لابنه!
لقد منحتَ قوى التطرف الاسلامي ورقة رابحة، وجعلتهم يُثَبتّون قناعاتهم المريضة بأن أقباط مصر أهل ذمة بيننا وبينهم عَقدٌ وليس شراكة في الوطن.
كنا نريد أن نراك دائما كبيرا، فإذا بخطئك وكبوتك تفتح كوة صغيرة يطل منها أصحاب أقلام مسمومة تحاول أن تفتك بك في تصفية حسابات لا يعلمها إلا الله.
وظهر صراع داخل الكنيسة فوجدته تلك الأقلامُ فرصةً سانحةً لضرب سلطتك فلا يدري المرءُ إنْ كانت لصالح النظام الحاكم أم من أجل جهات أخرى تنتظر دورها لتلتف حول رأس الكنيسة الجديد، أطال اللهُ في عمرك.
الفتنة الطائفية ليست زوبعة في فنجان، لكنها بركان يتهدد وادي النيل، قد تنفخ إسرائيل فيه الروح وتضرم واشنطون النار، وتشعله قلة من أقباط المهجر، وينهزم المسلمون والمسيحيون بفضل التطرف الاسلامي الحديث الذي يرى الجنةَ من خلال ازدراء الآخرين واحتقارهم واضطهادهم والغاء حقوقهم.

قداسة البابا ...
كل الأطراف في قفص الاتهام من السيد الرئيس مرورا بفضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر وقداستكم وليس انتهاء بالحمقى والمغيبين والمتطرفين وأنصاف الأميين الذين يظنون أن الله سينحاز يوم القيامة لفئة دون أخرى، وكل صاحب دين يرسم في مخيلته الجنة وفقا لهواه ومزاجه ويضع فيها أقرباءه ومعارفه وأصدقاءه لكن الله، عز وجل، أكبر من كل هذه التخيلات والتصورات القائمة على أنانية مقيتة تبهج المؤمن بها لتصوره أن الحق المطلق في جانبه.
أشعر، قداسة البابا، بما تحس به من غبن وظلم وتمييز وتفرقة، لكنها ليست معركتك بمفردك، فأقباطنا أهلنا ونحن نقف في صفك حتى تنتزع آخر حق لشركاء الوطن من أنياب قوانين ظالمة وعُرف سائد وصمت كصمت الحملان وأنا كمسلم أرى أن التفرقة عمل استعلائي لن يشم صاحبُها ريحَ الجنة ولو على مسافة ألف سنة مما يعدون.
حتى معركة ( خانة الديانة) في البطاقة الشخصية سننتصر فيها بإذن الله فهي فضلا عن إشعار الجميع بأن الدولة تدعو إلى التمييز، فهي أيضا عمل متخلف وأحمق، وأنا لا أفهم أن يكتب الطالب في استمارة دخول الجامعة دينه الذي ينتمي إليه، وتمنح هذه الخانة لذوي النفوس الضعيفة من مسلمين وأقباط فرصة الحكم المسبق على صاحب الهوية وكأنها حرب أهلية صامته.
مصر، قداسة البابا، في حاجة إلى ثورة حب وتسامح والطريق إليها طويل وشاق وصعب وبه من الأشواك أكثر مما بالفتنة الطائفية ذاتها، فثورة الحب والتسامح ستستنفر قوى البغي والتطرف لرفضها، وربما ننتظر سنوات طويلة حتى يتأكد كل صاحب عقيدة بأنه لا يملك في داره صندوقا بداخله مفتاح الجنة.
أحلم كثيرا بأشياء تبدو أنها قادمة من عالم الخيال المستحيل تحقيقه، وأرى في أحلام اليقظة تلك، والتي سيظنها الكثيرون أضغاثا ومثالية ساخرة، قبطيا يجلس في مسجد منتظرا صديقه المسلم ريثما ينتهي من صلاته، ثم يتوجهان معا إلى قس الكنيسة المجاورة يستمعان إلى نصائحه في قضية تخص المسلم.
وأرى قبطيا يتخصص في أحاديث رسول الله، صلوات الله وسلامه عليه، ومسلما يعتكف عدة أيام في أحد الأديرة ويصلي فيه خمس مرات في اليوم!
وأرى قبطيا يبدأ يومه بالاستماع إلى آيات الذكر الحكيم بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، ومسلما يحاضر في تجمع إسلامي عن قيمة التسامح في المسيحية!
إنني، قداسة البابا، أبحث عن زمن جميل في قبح متوارث، وعن محبة في عالم من الكراهية، وعن صدق في فيضان من النفاق الذي تعلمناه في وطننا بفضل أجهزة اعلام عفنة، وطرق تدريس وتعليم متخلفة، وتربية أسرية تتحدث عن صاحب الدين المختلف كأنه الآخر الذي لن يسكنه الله فسيح جناته ولو جاءه بقلب سليم.

أعود، قداسة البابا، إلى خلاصة رسالتي إليك، وعتابي عليك، وأصارحك صراحة المسلم القبطي بأن خطيئتك كانت كبيرة، فقد نسيت للحظات طويلة في اعتكافك أنك مِلْكٌ لنا جميعا، مسلمين وأقباطا، ولست راعي الكنيسة فقط، لكنك صاحب أصدق المواقف الوطنية. قُبلاتك لشيخ الأزهر وتهنئتك له برمضان والعيدين لن توقف طوفان البغضاء المشتعلة في النفوس، وعليك أن تنثر قبلاتك وبركاتك ومحبتك على كل أهل بلدك، وتطلب لمسيحييها ومسلميها الحقوق الكاملة للمواطنة والكرامة.
مسلمو مصر في حاجة إليك كأقباطها تماما أو أكثر، فإذا تكررت الكبوة فربما تجمع المسلمين والأقباطَ نارٌ واحدةٌ.. في وطنٍ كان واحداً فلم يحافظوا عليه!

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
http://www.tearalshmal1984.com
Taeralshmal@gawab.com
Taeralshmal@hotmail.com
Fax: 0047+ 22492563

أوسلو النرويج

آخر تعديل بواسطة Servant5 ، 12-07-2007 الساعة 01:47 PM السبب: larger font
الرد مع إقتباس