خمسون إجابة لخمسين سؤال عن العصيان المدني في مصر ( 2 )
...
14- في المواقع الصغيرة والمكاتب التي لا يتعدى أفرادها العشرات يمكن لصاحب العمل التهديد بالفصل والطرد في حالة الاستجابة لدعوة العصيان المدني، ماذا نفعل؟
* في حالة اجتياح العصيان المدني الدولة كلها فلن يستطيع أحد التهديد بالفصل، فالمواصلات ستتوقف، والمحلات مغلقة، وكذلك المدارس والجامعات وغيرها ويمكن للخائفين على مواقعهم ومناصبهم والذين يخشون رب العمل التحايل بايجاد أي أعذار أخرى, وفي حالة النجاح تقوم الحكومة الجديدة باعادة كل من قام رب العمل بفصلهم وطردهم.
15- هل سيشترك الأقباط في العصيان المدني؟
* حتى هذه اللحظة فإن الردود كلها سلبية لكنها لم ولن تشكك في وطنية شركاء الوطن، وعندما يتأكد أحبابنا .. أقباط مصر أننا نحمل هموما واحدة، وأن نجاح العصيان المدني ستعقبه قوانين وقرارات دستورية ملزمة بمواطنة كاملة لأقباطنا، كل الحقوق والواجبات دون أي استثناء حتى لو رشح قبطي نفسه لرئاسة الجمهورية فهو مواطن له ما للمسلم وعليه ما على أخيه المسلم.
وعلى الاخوة الأقباط الثقة بشعبنا بأن نجاح العصيان المدني وانهاء حكم أسرة مبارك لن يدفع للقصر بزعيم ديني متطرف أو تحكم مصر جماعة متشددة تطالب باللامساواة بين المسلمين والمسيحيين، أو تعتبر شركاء الوطن أهل ذمة أو تجعل بعض المناصب حقا للمسلمين فقط، إنها معركة المسلمين والأقباط تحت راية مصرية بحتة لا ترفع جهة فيها المصاحف أو الصلبان انطلاقا من فوقية واستعلاء ديني.
مشاركة الأقباط أسوة بالمسلمين دون أي مطالب دينية من الطرفين هي بداية مصالحة المواطن مع أهل بلده، والتعجيل بالخلاص من الاستبداد والارهاب والقمع المباركي.
16- لماذا جاءت الدعوة للعصيان المدني من الخارج؟
* لأننا أربعة ملايين مصري يعيشون خارج أرض الكنانة ونحن امتداد طبيعي لأهلنا وشعبنا وأصدقائنا وزملاء الطفولة والشباب، والغربة تصقل حب الوطن وتجعل المهاجر أو المقيم في الخارج يرى مصاعب ومشاكل بلده بصورة أكثر وضوحا.
ثم إن مئات الآلاف من المصريين في دول عديدة خارج دائرة الرقابة الأمنية لنظام الارهاب المباركي وبالتالي يمكن التحرك بسهولة والتحريض، وافهام الرئيس حسني مبارك وابنه أن اضطهاد المواطن في الداخل لن يسكت عنه أخوه أو زميله أو صديقه أو ابن بلده المقيم في الخارج.
إننا، مقيمين ومغتربين، جسد واحد إن ألم بعضو منه وجع تداعى الجسد كله بالسهر والحمى.
والمهاجرون والمغتربون ليسوا أقل مواطنة ووطنية من المقيمين في الداخل.
17- هل سيأمر الرئيس حسني مبارك الجيش بالنزول للشوارع واعتقال المواطنين؟
* نعم في حالة المظاهرات والتكسير والضرب والتخريب، أما العصيان المدني السلمي السلبي الذي يبدأ في الثاني من مايو 2005 فهو حجة على الديكتاتور وليس حجة له، ونحن كما ذكرنا لن نقاوم أو نكسر أو نرفع شعارات أو نسمح باندساس اللصوص والمخربين وطوابير شبيبة الحزب الوطني الذين سيأتمرون بتوجيهات جمال مبارك لاثارة القلاقل.
يمكن أن نقول بأن الشعار الوحيد الذي سيصبح صلة الوصل بين كل المشاركين في العصيان المدني هو الاتشاح باللون الأسود الجنائزي الحزين.
18- هل سنخرج جميعا إلى الشوارع الكبرى ونعطل المواصلات ونجلس أو ننام على الطرق؟
* نعم ولكن لا بد من وجود أفراد، أيضا في حالة العصيان المدني، لحراسة الممتلكات الخاصة والبيوت والمحلات وحمايتها ومنع أي مخرب من الاقتراب من الملكية الخاصة أو العامة.
19- هل من المتوقع أن يستمر العصيان المدني عدة أيام تتوقف فيها الحياة والدراسة ويتعرض أهلنا وأطفالنا ونساؤنا إلى الجوع؟
* النية منعقدة على تصاعد العصيان المدني وشل الحياة كاملة في مصر، وستتعطل المطارات والطرق الكبرى وسيارات الرحلات السياحية والفنادق وسيارات الأجرة من المطارات، ولكن ضعف وهشاشة النظام لن يتحملا حتى اليوم الثالث، فإما أن يهرب الرئيس حسني مبارك ومعه أسرته وربما بعض الكبار مثل كمال الشاذلي ويوسف والي وصفوت الشريف والبلتاجي والدكتور أحمد فتحي سرور، أو تطلب أسرة مبارك اللجوء السياسي في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية أو ألمانيا أو فرنسا، أو تقوم الجماهير أو قادة الجيش بالقبض على الرئيس مبارك وأسرته ومنع كبار اللصوص من تهريب المليارات وتجميد كل أموال الرئيس وأهله ومعارفه ورجاله.
20- ما هو الموقف من وزيري الدفاع والداخلية؟
* مهما كانت الاختلافات والرؤى فإن الموقف لن يكونا معاديا لرئيسي الجهازين الوطنيين، حتى لو كانت لدينا عشرات التحفظات فإننا نرفض الفتنة الوطنية الممثلة في التفرقة بين الشعب وبين الأمن والجيش.
لن يطيع وزيرا الداخلية والدفاع أوامر الديكتاتور باعتقال كل أفراد الشعب عندما يكون المشهد المصري المعبر والمؤثر طوفانا من البشر المتشح بالسواد الواعي بحقوقه الرافض ليوم جديد من ايام الذل والاستغفال والعبودية.
21- كيف يمكن أن تظل دعوة العصيان المدني ساخنة وملتهبة حتى الثاني من مايو؟
* عندما يعاهد كل مصري نفسه وضميره وحبه لوطنه أن يحمل المسؤولية بمفرده، ويقنع عشرين آخرين من المقربين وأهله وأسرته وجيرانه وزملائه في العمل والدراسة، ليقنع العشرون الآخرون عشرين جددا.
عندما نجعل الدعوة للعصيان المدني قضية كرامة لا عيش بدونها.
عندما يؤمن كل منا أن الرئيس خادم لدى الشعب فإن لم يؤد الأمانة فعليه أن يرحل، وكذلك العكس فإذا ظل المصريون مقتنعين بأنهم خدم لدى القصر وسيده وابنه فلا فائدة.
22- هل المصريون جبناء؟
* معاذ الله أن نكون من الظالمين، وهذا الاتهام باطل .. باطل .. باطل، وكل منا يعرف من الأهل والأصدقاء والزملاء والأحباب والأقارب مواطنين تجري شجاعة الفرسان في دمائهم، ولكن طول فترة القهر والقمع والترهيب وقوانين الطواريء واليأس جعلت الناس يفقدون الثقة مؤقتا في أقرب المقربين، واتسعت دائرة الشائعة المجحفة بأن المصريين جبناء.
إن دعوتنا تلك قائمة على ثقة لا متناهية في شجاعة أبناء النيل الخالد، وأن المصريين سيلقنون قريبا المستبد الارهابي درسا تاريخيا يتعلمه من بعده كل من سيحكم مصر.
23- لماذا وقفت الأحزاب الكبرى موقفا سلبيا من العصيان المدني؟
* الرد لدى المواطن المتحمس للخلاص من حكم أسرة مبارك، فإذا اقتنع أعضاء الأحزاب والقيادات والمثقفون والاعلاميون بأن كل يوم جديد يمر علينا تحت حكم الفساد والارهاب يضعفهم ويهمشهم أمام جبروت سيد القصر فإن تبني العصيان المدني قد يكون مشاركة جماعية من أكثر القوى المناهضة للحكم.
24- ماذا عن آلة الاعلام الجهنمية الممثلة في ماسبيرو والصحف القومية الكبرى وعدة آلاف من الصحفيين العاملين في الأهرام والجمهورية والأخبار ومايو وأكتوبر وآخر ساعة وغيرها، هل سينضم إلينا زملاؤنا في هذه المؤسسات؟
* أغلب الظن أنهم لن يشتركوا في العصيان المدني فهؤلاء قريبون من صناعة القرار السياسي، وكثيرون منهم للأسف الشديد قتلت ضمائرهم كتابات مزيفة للواقع، ومتزلفة للسلطة، ومتملقة للرئيس وابنه، وخائفة على امتيازاتها، وسيتلقون توجيهات وأوامر بتشويه صورة العصيان المدني واختلاق اتهامات وكتابة مقالات إفك آثمة عن القرار الشعبي لمناهضة ومعارضة حكم أسرة مبارك.
ولكن إذا تمكنت من اقناع أخ لك أو زميل أو صديق يعمل في مؤسسة صحفية واعلامية بالاشتراك في العمل من أجل الوطن وليس من أجل السلطة فإن فرص النجاح تزداد.
25- ماذا لو أعلن الرئيس حسني مبارك تنازله عن السلطة واجراء انتخابات عادلة يشترك فيها جمال مبارك؟
الجزء الثاني
|